كنت قد كتبت بالنّسبة للأطفال، يجب تربيتهم من بداية الأمر تربية إلهيّة وتذكيرهم دائمًا بذكر الله حتّى تترسّخ محبّة الله في جِبِلَّتِهم وتستقرّ وتمتزج بحليب الأمّ
منتخبات من مكاتيب عبد البهاء، طبع الولايات المتّحدة، ص 124
| يتفضل حضرة عبدالبهاء بأن تربية الطفل تربية روحانية بهائية يجب أن تمتزج بحليب الأم، أي أنها يجب أن تبدأ منذ الدقائق الأولى من ولادته بالتزامن مع القطرات الأولى من الحياة التي ترضعها إياه أمه. تحدد كثير من الثقافات سن رضاعة الطفل إلى السنتين الأولى من عمره؛ وهذه هي السنتين التي تستطيع فيها الأم أن تخلق في طفلها هويته البهائية. يتفضل عبدالبهاء عن التربية البهائية ألتمس لهؤلاء الأطفال تربية بهائيّة حتّى يتقدّموا في المُلك والملكوت ويصيروا سبب سرور قلبك وروحك، سوف تفسد الأخلاق العامّة كثيرًا في المستقبل، يجب تربية الأطفال تربية بهائيّة كي ينالوا سعادة الدّاريْن وبغير ذلك سيُبتلون بالمحن والمشقّات، لأنّ سعادة العالم الإنسانيّ هي في التّحلّي بالأخلاق الرّحمانيّة منتخبات من مكاتيب عبد البهاء، طبع الولايات المتّحدة، الصّفحة 124 غالبا ما يظن الوالدان بأن الطفل لا يستوعب الكثير في السنة الأولى من عمره نظرا لقدراته الجسدية المحدودة التي ما تزال في مرحلة التكوين والنمو بينما يغفلون عن قدراته الروحية التي لا ترتبط إدراكاتها بتحديدات طفولته الجسدية. فنحضن الطفل في وجوده الجسدي ونحنّ على صغره ولطافته وجماله، ونحمله مثلا من سريره إلى كرسيه ونحن نظنه كيانا سلبيا نحركه ونحضنه في تلك الآنية من الزمان ، ونحتويه بشكل عام في جميع إحتياجاته الجسدية من إرضاعه وإطعامه وتغيير ملابسه وتنظيفه؛ نفعل هذا كله أولا نتيجة لحبنا العميق له ولكن أيضا لإحساسنا بسلبية جسديته في هذه المرحلة الإبتدائية جدا من عمره الصغير دون الإلتفات إلى قدراته وطاقاته الإيجابية المكنونة في وجوديته الروحانية. ففي دائرة انشغالنا اليومي بالإهتمام لإحتياجاته الجسدية وإحساسنا الفطري بأنه مخلوق صغير نعرّفه في كلمتين "لا يستطيع" و"لا يعرف"، نغفل عن أنه في الواقع نظرا لكونه ذو كيان روحاني "يستطيع" و"يعرف" أيضا. يتفضل حضرة عبدالهاء عن الروح الإنساني " أن الروح المتعلقة بنفس الإنسان يمكنها أن تعمل بواسطة الحواس المادية ويمكنها أيضاً أن تحيّ وتعمل بدون معونتها كما في عالم الرؤيا" (من مفاوضات حضرة عبد البهاء). لذا فإن باستطاعة الأم منذ تلك الشهور الأولى من ولادته أن تنشأ طفلها على الكمالات الإنسانية وتخلق فيه هويته البهائية لأن قدراته الروحانية على المعرفة والتعلم والإستيعاب منفصلة عن قدرات جسده الطفولي يثبت الرابط الإلكتروني الملحق هنا بهذا الموضوع أهمية وإمكانية التربية الأخلاقية للطفل منذ الشهور الأولى من ولادته. تظهر هذه الدراسة العلمية التي أجريت من قبل علماء علم النفس في جامعة ييل في أمريكا على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة إلى خمسة أشهر؛ مقدرة هؤلاء الأطفال رغم صغر سنهم على التمييز بين الخير والشر |