نسائم التأييد
تبدأ سلسلة الكتب بكتاب نسائم التأييد، ويناقش هذا الكتاب ثلاث مفاهيم أساسية بطريقة جذابة تمنح الشاب الناشيء خارطة طريق
يستطيع من خلالها تطوير نفسه وتطوير مجتمعه في الآن نفسه. المفاهيم الثلاثة هي: المواهب والمهارات الشخصية، الخدمة، التأييد
الإلهي. يتعلم الشاب الناشيء أن الله منح كل انسان موهبة أو مواهب، يجب عليه أن يكتشفها وينميها، ثم يتعلم أن تنمية الموهبة التي يمتلكها الفرد، من خلال الدراسة والتدريب والمحاولة المستمرة، تؤدي إلى نجاحه وتحقيق هدفه، ولكن “الخلطة السرية” أو “مفتاح” النجاح هو أن لا يمشي وحده في هذا الطريق بل يمد يده ويساعد الآخرين ويأخذهم معه. وهنا يتعرف الشاب الناشيء على مفهوم الخدمة وكيف أن عنصر الخدمة هي من أهم عناصر نجاحه وتحقيق أهدافه. وسيتعلم الشاب الناشيء أنه فقط عندما يخطو خطواته صوب تنمية مهاراته ومواهبه متزامنا بخدمة الآخرين فإن الله تعالى يؤيده ويفتح على وجهه أبواب البركة والتأييدات السماوية
المواهب ← الخدمة ← التأييدات الإلهية
من إحدى الطرق التي يستطيع الشاب الناشيء الاستفادة من دراسة كتاب نسائم التأييد مع مجموعته هي أن يبدأ بسرد قصته بنحوية
موازية لأحداث القصة التي يقرأها في كل درس. ففي الدرس الأول عندما يتعرف الأطفال على موسوندا وعمرها وأفراد أسرتها، يقوم كل طفل على التعريف بنفسه وعمره وأسرته ، وهكذا. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، حيث أن من أهم الدعائم التي تقوم عليها كتاب
نسائم التأييد هي مفهوم الخدمة، فإنه سيكون مؤثرا جدا أن يتعرف الشباب الناشيء على مفهوم الخدمة في المراحل الأولى من دراستهم لهذا الكتاب. من إحدى طرق تعريف وترسيخ مفهوم الخدمة في وجودية الشاب الناشيء هي أن يتعرف منذ البداية، قبل البدء بقراءة
الكتاب، على مفهوم الخدمة. قد يحتاج لشرح مفهوم الخدمة طرحه كموضوع للمناقشة في المجموعة الدراسية وسؤال الشباب الناشيء عن فهمهم الشخصي لمعنى الخدمة، عن نظرتهم الشخصية لمن يحتاج إلى الخدمة ولمن لا يحتاجها، وعن تجاربهم الشخصية في خدمة
الآخرين
من الملاحظ أن أغلب الأطفال يُعرّفون الخدمة بأنه مساعدة شخص، وفي الغالب يكون هذا الشخص شخصا فقيرا مسكينا ، وغالبا عندما يتحدث الأطفال عن تجاربهم الشخصية في خدمة الآخرين فإنهم يتحدثون عن إطعامهم للمسكين أو اعطاء المال للفقراء. لهذا فإن
الهدف من طرح موضوع الخدمة للمناقشة قبل البدء بقراءة كتاب نسائم التأييد هو توسيع افاق الأطفال وتعريفهم بأن الخدمة ليست
حصرا فقط على اعطاء الطعام للجائع أو المال للفقير. رغم أن مساعدة الفقراء والمساكين تعتبر من الخدمات الجليلة التي يقدم عليها
الفرد، إلا أنه عندما يحصر الشباب الناشيء مجال الخدمة فقط في حيز الفقراء والمساكين والجائعين، فإنهم يحصرون قدراتهم في
العطاء للآخرين، فلا يخدموا إن لم يجدوا فقيرا يعطونه أو جائعا يطعمونه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، قد يشعر الشاب الناشيء بأن اعطاء المال للفقراء خدمة يقوم بها الكبار مثل والديه. لأن الكبار هم من يشتغلون ويملكون المال ليعطوه للفقراء، فيتكون لديهم هذا
الاعتقاد بأن عليهم أن يصبروا إلى أن يكبروا ويشتغلوا حتى يصبحوا قادرين على الخدمة. لهذا فإن الهدف من مناقشة مفهوم الخدمة
وطرح بعض الأمثلة من الحياة اليومية عن الخدمة التي يمكن تقديمها لأفراد الأسرة أو الجيران مثلا هو تشجيع الأطفال في الإيمان
بقدراتهم على العطاء حتى وإن كانوا صغارا
في هذه المرحلة، وحتى نبدأ بتدريب الأطفال، الشباب الناشيء، على معرفة أهمية الخدمة وكذلك على معرفة مدى أهمية قيامهم
بالخدمة وحتى نُنمّي فيهم احساسهم الداخلي بوظيفتهم الروحانية للقيام بالخدمة، فإنه يمكن أن نعرف الخدمة بأنه كل عمل خير نقدمه
للآخرين دون أن يُطلب منّا ذلك. ونستخدم هذا التعريف لنساعد الأطفال على الإطلاع على وظيفتهم الشخصية للقيام في الخدمة، لأن
الأطفال في أغلب الأوقات يربطون فعل القيام بعمل الخير بفعل الطلب، والعكس صحيح، فإن لم يطلب منهم القيام بالمساعدة في تنظيف المنزل مثلا، فهم لا يقومون بالتنظيف لأنه لم يطلب منهم ذلك. ولهذا عندما يطرح موضوع الخدمة للمناقشة، يبدأ الشباب الناشيء بذكر تلك الأمثلة التي تتبع هذه النهجية، أبي طلب مني أن أساعده في.... وأنا ساعدته، أو أمي طلبت مني أن أساعدها في... وأنا ساعدتها.
فنسألهم، ولكن، ماذا لو كان والدك يحتاج إلى المساعدة وأنت رأيت احتياجه إلى هذه المساعدة، ولكنه لم يطلب منك أن تساعده، فهل
ستقوم من مكانك وتساعده أم أنك لا تفعل شيئا لأنه لم يطلب منك؟ من خلال هذا السؤال، يتوضح للشباب الناشيء، بأن قيامهم بالخدمة لا يجب أن يكون مرتبطا بفعل السؤال، بل يجب أن يكون مرتبطا باحساسهم الداخلي بأن هناك انسان أو حيوان هو بأمس الحاجة إلى
عطائهم. ونشرح لهم، في أوقات كثيرة، نلتقي بأشخاص يحتاجون إلى المساعدة ولكنهم لا يطلبون منا، فماذا نفعل في هذه الحالات؟
والهدف من هذا السؤال كسابقه هو أن نوضح لهم بأن القيام بالخدمة لا يجب أن يكون مرتبطا بالسؤال
من خلال طرح موضوع الخدمة للمناقشة قبل البدء في قراءة كتاب نسائم التأييد، يتعرف الشباب الناشيء بأن الخدمة ليست حكرا فقط
تقديمه للفقراء والمساكين، ويتعرفون أيضا بأن الخدمة ليس لها أي ارتباط مباشر بفعل السؤال منهم للقيام بعمل ما بل هي مرتبطة
بقلبهم وباحساسهم الداخلي باحتياج الآخرين لمساعدتهم سواء أكان انسانا أو حيوانا أو نباتا. وفي هذه المرحلة، وحتى نربي في الأطفال قدرتهم على تنمية أحاسيسهم الداخلية صوب احتياجات الآخرين وبالتالي القيام بالعطاء دون أن يطلب أحد منهم ذلك، نوضح لهم بأن
الخدمة تختلف عن المساعدة. ونشرح لهم بأن المساعدة هي تقديم العطاء عندما يسألنا أحدهم بتقديمه، فهي مرتبطة بفعل السؤال.
ونؤكد لهم بأن هذا فعل عظيم، ولكن الأعظم منه هو أن نخدم. فالخدمة أعظم من المساعدة لأن الخدمة تعني أن نعطي دون أن يسألنا
أحد. ولترسيخ مفهوم الخدمة من هذا التعريف المبسّط باختلافه عن المساعدة، نطلب من الشباب الناشيء أن يذكروا أمثلة من حياتهم
عن تلك الأوقات التي ساعدوا فيها انسانا أو حيوانا دون أن يسألهم أحد القيام بذلك. عندما يبدأ الأطفال بذكر الخدمات التي قاموا بها دون أن يسألهم أحد يكتشفون أنهم في الحقيقة قادرون على الخدمة ويثقون بقدرتهم على العطاء. ومن خلال هذا النشاط، نشجع الأطفال
أن يستمروا بالخدمة ولا ينتظروا أن يسألهم أحد لأن لحظتها فإنهم يقدمون المساعدة، والمساعدة فعل عظيم ولكن الخدمة فعل أعظم
وفي هذه المرحلة حتى يتعرف الأطفال على أن الخدمة غير مرتبط بحجم العطاء بل بفعل العطاء ، فالعطاء يعتبر عطاء إن كان كبيرا
أو صغيرا، نشرح لهم بأنهم من خلال تنظيف البيت دون أن تسألهم أمهم فإن عملهم هذا يعتبر خدمة، وكذلك عندما يغسلون الصحون
دون أن يطلب منهم ذلك يعتبر خدمة، وكذلك عندما يرمون الزبالة أو يحملون أكياس الشراء دون أن يطلب منهم ذلك يعتبر خدمة.
ونخبرهم مرة أخرى، بأن فعل الخدمة أعظم من فعل المساعدة الذي يعتبر فعلا عظيما، لهذا إن كان يرغبون القيام بالفعل الأعظم بدلا من العظيم، فإن عليهم أن يكونوا واعيين وعلى أهبة الاستعداد ليقدموا العطاء قبل أن يسألهم أحد. بهذا التوضيح يشعر الأطفال
بمسؤوليتهم الشخصية بالعطاء وكذلك يتشوقون ويشعرون بالحيوية والنشاط كي يبادروا بالخدمة قبل أن يسألهم أحد ويطلب منهم
المساعدة، فيتحول عطاءهم من فعل أعظم إلى فعل عظيم