الكرم والجود من خصالي.. فهنيئا لمن تزين بخصالي
من أحد الكمالات الإلهية التي يحتاج الطفل إلى معرفة كنهيتها من أجل تربيته روحانيا في التخلق بهذه الفضيلة السماوية هي الكرم والجود. وقد جاء في تعريف معنى الكرم في قاموس المعجم الوسيط بأنه العطاء عن طِيب خاطر بسخاء ودون انتظار مقابل. أما عن معنى الجود، فذكر في معجم المعاني الجامع بأنه المطر الغزير الذي لا مَطَرَ فوقه. في كلا تعريفي الكرم والجود، يذكر المعجم أن العطاء أولا يكون بسخاء وثانيا يكون هذا العطاء دون انتطار المقابل. ومن هنا يحتاج الطفل إلى أن يتعرف على الشرطين الأساسين التي تتحدد على أساسهما كنهية هذه الفضيلة الملكوتية. فالخاصية الأولى هي خاصية العطاء بسخاء، وحيث أن فعل العطاء يحتاج إلى منبع يستغرف منه، إذن سنعرف الطفل في المراحل التالية على ذلك المنبع الذي ينبع منه العطاء . أما بالنسبة للخاصية الأخرى فهي أن العطاء، والعطاء بسخاء، كي يعكس كنهيته الحقيقية ،بكونه كرما وجودا، يشترط عليه أن يكون دون انتظار للمقابل
نبدأ بالقاء هذا السؤال على الأطفال: ترى ما هي وجه الشبه بين : الشجرة (شجرة التفاح مثلا)، والنهر، والسحاب ، والشمس؟ ويمنح الأطفال وقتا كافيا للتفكير والإجابة. وبعد الاستماع إلى اجاباتهم (دون التعليق على هذه الاجابات)، نسألهم عن خاصية العطاء لشجرة التفاح والنهر والسحاب والشمس كل على حدة. فنسأل الأطفال: ترى من يستطيع أن يصف عطاء شجرة التفاح؟ ترى من يستطيع أن يصف عطاء النهر؟ ترى من يستطيع أن يصف عطاء السحب ؟ ترى من يستطيع أن يصف عطاء الشمس ؟وبينما نستمع لإجاباتهم نساعدهم بالتفكير في ايجاد أجوبة على هذه الأسئلة: ترى ماذا تعطينا الشجرة؟ (تعطينا الحياة). ترى ماذا يعطينا النهر؟ (يعطينا الحياة). ترى ماذا تعطينا السحب؟ ( تعطينا الحياة). ترى ماذا يعطينا الشمس؟ (يعطينا الحياة). ونسأل الأطفال أن يشاركوا بآرائهم حول شرح الحياة التي تعطيها شجرة التفاح والنهر والسحاب والشمس
ترى ماذا تعطينا شجرة التفاح؟ (تعطينا الثمر والظل). ما فائدة التفاح، ماذا تفعل هذه الثمرة لنا؟ (تمنحنا الحياة: فإن كنا جائعين نستطيع أن نأكل التفاح، لذا فهي تمنحنا الحياة ويمكنها أن تساعدنا كي لا نموت من الجوع. أيضا تمنحنا الحياة من خلال الفيتامينات التي تملكها، فتساعد جسمنا على الحفاظ على صحته). وماذا تفعل شجرة التفاح لنا؟ (تمنحنا الحياة من خلال الاستظلال في ظلها في يوم شامس شديد الحرارة، وتمنحنا الأكسجين) . ثم نسأل الأطفال: من أين تعطي شجرة التفاح ثمرتها (التفاح)؟ هل تعطيها من شجرة التفاح ام من شجرة الموز؟ تعطينا شجرة التفاح ثمرتها التفاح من نفسها، من ذاتيتها، فلأنها شجرة تفاح، ولأنها خلقت شجرة تفاح، إذن فهذه الثمرة (التفاح) هي جزء لا يتجزأ من وجودها وذاتيتها وكينونتها التي خلقت عليها. ونسألهم، ترى هل تقول شجرة التفاح: لا لن أعطي ظلي لهذا الشخص لأنه شخص سئ، أو لن أعطي تفاحي إلا لهذا الطفل أو لذاك الطفل، أو لن اسمح لهذا الشخص بأكل تفاحي أو الاستظلال بظلي، أو سأبقى بلا تفاح ولن أعطي ثمرا ؟ هل تحدد شجرة التفاح عطائها وتختار لمن تعطي ظلها وثمرتها أم هي معطاءة للجميع دون أن تحرم أحدا من نعمها؟ هل تقول شجرة التفاح يوما، لن أعطي تفاحي وظلي لهذا الطفل لأنه لم يشكرني على عطائي ولم يحترمني ولم يعطيني الهدايا مثلا؟ الهدف من هذا السؤال هو أن يتعرف الأطفال على كنهية العطاء الذي ينبع من الذات لنفسه وبنفسه ولا تحدده خصائص الشخص الذي يستقبل هذا العطاء. فكنهية هذا العطاء يعكس في ذاتيته ذاتية وكنهية الحياة. ثم نسأل الأطفال، ترى هل ستكون شجرة التفاح شجرة تفاح إن قررت أن لا تعطي تفاحا؟ وسيجيب الأطفال بالنفي، وهنا نخبرهم بأن الهوية الذاتية لشجرة التفاح تكمن أساسا في ثمرتها التفاح، فلولا التفاح لما أصبحت شجرة تفاح
ترى ماذا يعطينا النهر؟ (يعطينا الماء). ما فائدة الماء، ماذا يفعل الماء لنا؟ (يمنحنا الحياة: فإن كنا عطشى نحتاج إلى أن نشرب الماء حتى نرتوي، لذا فهي تمنحنا الحياة ويمكنها أن تساعدنا كي لا نموت عطشا. أيضا تمنحنا الحياة من خلال الحضارات التي تقوم على ضفافها، فتساعد الناس على التكاثر والإستمرارية. ونستحم بها فتحفظ جسدنا من الأمراض). وماذا يفعل النهر للحيوانات والنباتات؟ (تمنحها الحياة من خلال السماح لها بالعيش فيها مثل البط والأوز والسمك. وتمنحها الحياة من خلال الغذاء الذي توفره لها. وتمنح الحياة للنباتات التي ترتوي بمائها) . ثم نسأل الأطفال ترى هل يقول النهر: لا لن أعطي مائي لهذا الشخص لأنه شخص سيء، أو لن أعطي مائي إلا لهذا الطفل أو لذاك الطفل، أو لن اسمح لهذه السمكة بالعيش في مائي أو لهذه النبتة بالارتواء من مائي، أو سأبقى بلا ماء؟ هل يحدد النهر عطاءه ويختار لمن يعطي ماءه أم أنه معطاء للجميع دون أن يحرم أحدا من نعمه؟ هل يقول النهر يوما، لن أعطي مائي لهذا الطفل لأنه لم يشكرني على عطائي ولم يحترمني ولم يعطيني الهدايا مثلا؟ الهدف من هذا السؤال هو أن يتعرف الأطفال على كنهية العطاء الذي ينبع من الذات لنفسه وبنفسه ولا تحدده خصائص الشخص الذي يستقبل هذا العطاء. فكنهية هذا العطاء يعكس في ذاتيته ذاتية وكنهية الحياة . ثم نسأل الأطفال، ترى هل سيكون النهر نهرا إن قرر أن يجف ولا يعطي ماءه ؟ وسيجيب الأطفال بالنفي، وهنا نخبرهم بأن الهوية الذاتية للنهر تكمن أساسا في مائها، فلولا الماء لما أصبحت نهرا
ترى ماذا يعطينا السحاب؟ (يعطينا الماء). ما فائدة الماء، ماذا يفعل الماء لنا؟ (يمنحنا الحياة: فإن كنا عطشى نحتاج إلى أن نشرب الماء حتى نرتوي، لذا فهي تمنحنا الحياة ويمكنها أن تساعدنا كي لا نموت عطشا. أيضا تمنح الحياة للنباتات من خلال هطولها على الأشجار والنباتات فتساعدها على عدم الجفاف والموت). وماذا يفعل السحاب للحيوانات ؟ (تمنحها الحياة من خلال ارواء عطشها). ثم نسأل الأطفال ترى هل يقول السحاب: لا لن أهطل اليوم على هذا الشخص لأنه شخص سئ، أو لن أهطل إلا على بيت هذا الطفل أو في ذاك المكان، أو لن اسمح لهذه الشجرة بالاستسقاء من مائي أو لهذا الحيوان بالارتواء من مائي، أو سأبقى بلا ماء ولن أهطل إلا حجرا؟ هل يحدد السحاب عطاءه ويختار لمن يعطي ماءه أم أنه معطاء للجميع دون أن يحرم أحدا من نعمه؟ هل يقول السحاب يوما، لن أعطي مائي لهذا الطفل ولن أهطل عليه لأنه لم يشكرني على عطائي ولم يحترمني ولم يعطيني الهدايا مثلا؟ الهدف من هذا السؤال هو أن يتعرف الأطفال على كنهية العطاء الذي ينبع من الذات لنفسه وبنفسه ولا تحدده خصائص الشخص الذي يستقبل هذا العطاء. فكنهية هذا العطاء يعكس في ذاتيته ذاتية وكنهية الحياة . ثم نسأل الأطفال، ترى هل سيكون السحاب سحابا إن قرر أن يجف ولا يعطي ماءا؟ وسيجيب الأطفال بالنفي، وهنا نخبرهم بأن الهوية الذاتية للسحاب تكمن أساسا في مائها، فلولا الماء لما أصبح سحابا
ترى ماذا يعطينا الشمس؟ (يعطينا النور والحرارة). ما فائدة النور، ماذا يفعل النور لنا؟ (يمنحنا الحياة: نحتاج إلى نور الشمس كي ننمو. أيضا تمنحنا الحياة من خلال الفيتامينات التي تملكها، فتساعد جسمنا على الحفاظ على صحته، كما تمنحنا الحياة من خلال معرفتنا لطريقنا فتحمينا من الهلاك في الظلمة). وماذا تفعل الحرارة لنا؟ (تمنحنا الحياة من خلال المحافظة علينا كي لا نتجمد) . ثم نسأل الأطفال: من أين يعطي الشمس نوره وحرارته؟ هل يعطيها من القمر أو من الأرض؟ يعطينا الشمس حرارته ونوره من نفسه، من ذاته، فلأنه شمس، ولأنه خلق شمسا، إذن فنوره وحرارته هما خاصيتان لا يتجزآن من وجوده وذاتيته وكينونته التي خلق عليها. ونسألهم، ترى هل يقول الشمس: لا لن أعطي نوري لهذا الشخص لأنه شخص سئ، أو لن أعطي حرارتي إلا لهذا الطفل أو لذاك الطفل، أو لن اسمح لهذا الشخص بالانتفاع بنوري أو الاستفادة من حرارتي، أو سأبقى مظلما وباردا ولن أعطي نوري وحرارتي لأحد ؟ هل يحدد الشمس عطائه ويختار لمن يعطي نوره وحرارته أم هو معطاء للجميع دون أن يحرم أحدا من نعمه؟ هل يقول الشمس يوما، لن أعطي نوري وحرارتي لهذا الطفل لأنه لم يشكرني على عطائي ولم يحترمني ولم يعطيني الهدايا مثلا؟ الهدف من هذا السؤال هو أن يتعرف الأطفال على كنهية العطاء الذي ينبع من الذات لنفسه وبنفسه ولا تحدده خصائص الشخص الذي يستقبل هذا العطاء. فكنهية هذا العطاء يعكس في ذاتيته ذاتية وكنهية الحياة . ثم نسأل الأطفال، ترى هل سيكون الشمس شمسا إن قرر أن لا يعطي نورا وحرارة؟ وسيجيب الأطفال بالنفي، وهنا نخبرهم بأن الهوية الذاتية للشمس تكمن أساسا في نوره وحرارته، فلولا النور والحرارة لما أصبح شمسا
وبعد هذا التمرين، نطلب من الأطفال ان يفكروا في الطبيعة، وفي الخواص الذاتية لمظاهر الأشياء في الطبيعة. هل تحدد هذه الخواص على حسب ذاتية الشئ أم أن هذه الخواص هي ردود فعل تتغير بتغير نحوية استقبال هي الخواص. فمثلا، من خاصية الشلال النزول والانهمار من الأعلى الى الأسفل. ترى هل يغير الشلال يوما من خاصيته هذه إن قرر أحدهم عدم احترام الشلال وأخذ مثلا برمي زبالته يوميا في الشلال؟ فهل سيؤثر هذا على خاصية الشلال ويجعله بدلا من خاصية النزول من الأعلى الى الأسفل بأن يغير اتجاه خاصيته الذاتية ويبدأ الطلوع من الأسفل إلى الأعلى؟ ونسأل الأطفال، ترى إن قرر الشلال يوما أن يطلع من الأسفل إلى الأعلى، فهل سيكون شلالا أم أنه سيتحول إلى نافورة؟ وعندما يجيب الأطفال بأنها ستكون نافورة، نخبرهم عن الكرم والجود بكونه خاصية ذاتية للانسان تحدد كنهية هويته. فإن لم يكن الانسان معطاء فإنه مثل الشلال الذي لن يكون شلالا إن لم ينزل من الأعلى إلى الأسفل، فالانسان أيضا لن يكون انسانا. قد يكون أي شئ آخر، ولكنه لن يكون انسانا، لأن خاصية العطاء هي صفة ذاتية مرتبطة بكنهية الانسان كما أن النور والحرارة مرتبطتان بكنهية الشمس والماء بكنهية النهر
ثم نسأل الأطفال، ماذا نستطيع أن نفعل كي نطفئ نور الشمس؟ وماذا نستطيع أن نفعل كي نثلج حرارة الشمس؟ هل نستطيع ان نصعد على سلم طويل الى الشمس ونلفها ببطانية ضخمة حتى نمنع نورها من الاشعاع؟ (لا نستطيع ان نفعل شيئا، فمهما حاولنا فلن نستطيع أبدا أن نؤثر على الشمس). هل يستطيع أحد مهما حاول أن يؤثر على الشمس كي يغير من هويته وكرد فعل معاكس يقرر ان يطفئ نوره مثلا ويحرم الكواكب والأرض والناس من حرارته؟ (هذا مستحيل، سيجيب الأطفال). ثم نقول لكل طفل: أنت مثل الشمس، لا تستطيع أن تتوقف عن منح نورك وحرارتك ليس فقط لكل الناس، بل لكل الجبال والسهول والصحاري والبحار وللشوك وللورد على السواء. أنت مثل الشمس، لا تفرق بين الناس، تعطي نورك وحرارتك للجميع ولا تحرم أحدا منهما. أنت مثل الشمس، لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تطفئ نورك وتبرد حرارتك لأن هذه صفة ذاتية تنبع من كينونتك. أنت مثل الشمس، تعطي النور والحرارة وتعطي وتعطي ولا تتوقف للحظة واحدة لتأخذ شيئا في المقابل. أولا، لأن لاشئ في العالم كله يضاهي نورك وحرارتك لتأخذه مقابل عطائك. وثانيا، لأن الشمس لا يحتاج أبدا إلى العالم في شئ حتى يعطي نوره وحرارته. فنورك وحرارتك ينبعان منك وليس من الآخرين: ليس من شكرهم لجميلك وليس من نكرانهم لجميلك. أنت مثل الشمس، عطاؤك ينبع من الذات لنفسه وبنفسه ولا تحدده خصائص الشخص الذي يستقبل هذا العطاء. فكنهية هذا العطاء يعكس في ذاتيته ذاتية وكنهية الحياة
ثم نكرر هذا المثال مع مظاهر الطبيعة الأخرى مثل النهر والسحاب وشجرة التفاح . فنقول للطفل أنت مثل النهر (هل...؟)، وأنت مثل السحاب (هل...؟)، وأنت مثل شجرة التفاح (هل...؟). ونسأل الأطفال، هل نستطيع أن نقول بأن الشمس جوادٌ كريم؟ هل نستطيع بأن نقول بأن الجود والكرم هي من خصائص النهر والسحب وشجر التفاح؟ (وعندما يجيب الأطفال بالإيجاب) نسألهم: ترى ما هما الشرطان الأساسيان اللذان يحددان هوية الجود والكرم؟ ونمنح الأطفال الوقت الكافي لمناقشة آراؤهم حول هذا الموضوع ونساعدهم على الإجابة من خلال تذكيرهم بخصائص الشمس والنهر والسحاب وشجرة التفاح. ثم نخبرهم بأن الشرطين الأساسيين هما : أن ينبع هذا العطاء من الهوية الذاتية ولا يكون انعكاسا لأي شئ خارجه و بذلك يكون هذا العطاء دائما أبديا . والشرط الثاني، شمولية هذا العطاء للجميع، فيمنح دون مقابل ولا يتحدد بالاستحقاق. ونذكرهم بالشمس فنورها وحرارتها نابعان من ذاتيتها، وهي تمنحهما للكل دون انتظار مقابل ودون النظر إلى استحقاقهم أو عدم استحقاقهم
يتفضل حضرة بهاءالله في الكلمات المكنونة- الفارسية (ص 80) "...الكرم والجود من خصالي فهنيئا لمن تزيّن بخصالي". ونشرح للأطفال، بأن ملكة الكرم والجود هي من الملكات الروحانية التي نصحنا بها حضرة بهاءالله، فتفضل حضرته بأنه جواد كريم وأحب لنا أن نكون مثله. ونسألهم عن الشرطين الأساسين الذين يجب أن نتبعها عند العطاء كي يصبح العطاء جودا وكرما؟ ونقص عليهم قصة حضرة عبدالبهاء مع الرجل الذي عاداه لمدة أربع وعشرين سنة . ثم نسألهم : هل كان حضرة عبدالبهاء جوادا وكريما في هذه القصة؟ كيف؟ كيف يشبه حضرة عبدالبهاء الشمس في هذه القصة؟هل توقف حضرة عبدالبهاء عن جوده وكرمة عندما لم يحصل على المقابل من هذا الرجل في المرة الأولى ، في المرة الثانية، في السنة الأولى، في السنة الثانية و... (ونذكرهم بأن هذا الرجل كره حضرة عبدالبهاء لأربع وعشرين سنة). من أحد الطرق التي تساعد الوالدين في تربية طفلهما على ملكة الجود والكرم، هي أن يذكراه يوميا وفي جميع تجربياته اليومية: أنت مثل الشمس، أو أنت مثل شجرة التفاح، عطاؤك ينبع من ذاتيك الانسانية فهو دائم باستمرار ديموميتك لا ينقص ولا ينضب وعطاؤك عام وشمولي يمنح الحياة للجميع دون أن تؤثر عليه كنهية الآخرين أو تحدها