خرق حجبات الكثرات حتّی يتجلّی جمال الوحدة
إلهي إلهي انّي أغبّر جبيني وأعفّر وجهي بتراب الذّلّ والانكسار الی ملكوت الاسرار وادعوك بقلب خاضع خاشع مبتهل متضرّع مجترح منتزع الی عتبة قدسك في عالم الانوار ان تخرق حجبات الكثرات حتّی يتجلّی جمال الوحدة الأصليّة في القلوب بآيات بينّات ربّ اجعل احبّائك امواج بحر احديّـتك ونسائم رياض فردانيّـتك ونجوم سماء الالفة والودادِ ولئالئ بحور المحبّة والرّشادِ حتّی يشربوا من معين واحد ويستـنشقوا من هواء واحدٍ ويتـنوّروا بشعاع واحد ويتوجّهوا بكلّيّـتهم الی عالم التّجريد ومركز التّوحيد انّك انت المقتدر العزيز الكريم المتعالي المجيد
مجموعة مناجاة لحضرة عبدالبهاء - رقم (٤٤) - ص ٤٤
ترتكز هذه الحلقة الدراسية على شرح مفهوم الاتحاد والوحدة بحيثية تساعد الطفل في أن يكتسب مهارة روحانية يدرك من خلالها نحوية اتحاد البشر والأديان رغم اختلافاتهم الظاهرية. وتبدأ الحلقة الدراسية بتلاوة مناجاة حضرة عبدالبهاء ”إلهي إلهي انّي أغبّر جبيني وأعفّر وجهي بتراب الذّلّ والانكسار الی ملكوت الاسرار وادعوك بقلب خاضع خاشع مبتهل متضرّع مجترح منتزع الی عتبة قدسك في عالم الانوار ان تخرق حجبات الكثرات حتّی يتجلّی جمال الوحدة الأصليّة في القلوب بآيات بينّات”. ونذكر للأطفال بأننا سنتعلم في هذه الحلقة الدراسية عن معنى دعاء حضرة عبدالبهاء”ان تخرق حجبات الكثرات حتّی يتجلّی جمال الوحدة الأصليّة في القلوب بآيات بينّات” ثم نطلب من كل طفل بأن يقف ويصف صفاته الظاهرية من رأسه إلى أخمص قدمية، كجنسه إن كان ولدا أو بنتا و كلون ونوع وطول الشعر، ولون العين والبشرة وهكذا إلى أن ينتهي من وصف كل صفاته الجسدية. ثم نطلب من كل طفل أن يذكر دينه ولغته وقوميته ودولته ومدينته أو قريته وقبيلته و الأسرة التي ينتمي إليها
وبعد أن يذكر الأطفال كل على حدة هذه المعلومات عن أنفسهم، نوزع عليهم قصاصات من الورق ونطلب منهم أن يكتبوا على كل قصاصة
صفة من صفاتهم الجسدية أو معلومة من المعلومات الشخصية التي ذكروها سابقا. وبعد أن ينتهي الأطفال من الكتابة على قصاصات الورق
نطلب من كل طفل أن يجمع قصاصات صفاته ومعلوماته الشخصية أمامه، بحيث يجلس كل طفل وأمامه كومة من القصاصات الورقية التي تحدد صفاته وهويته
ثم نطلب من الأطفال أن يتخيلوا طفلا من قارات العالم: أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا ، ونوزع عليهم قصاصات أخرى ونطلب منهم أن يكتبوا على هذه القصاصات بعض الصفات الجسدية والمعلومات الشخصية التي قد يمتلكها هؤلاء الأطفال من قارات العالم. ثم نجمع
القصاصات ونضعها في مجموعات حسب القارة التي تنتمي إليها. ونطلب من الأطفال أن ينظروا إلى كومة القصاصات التي تكونت عندنا
مجموعات مجموعات. ونلفت نظرهم، كيف أن كل كومة تكون مجموعة في ذاتها وتنفصل عن المجموعات الأخرى. فكل طفل يمتلك مجموعته الخاصة به تمثل هويته وصفاته وذاتيته سواء أكان حاضرا في الصف أو كان طفلا من أطفال القارات الخمسة. ونشرح للأطفال، ينتمي البشر إلى مجموعات من خلال صفاته وهويته المادية وهناك مجموعات تختلف جذريا في صفاتها وهويتها عن المجموعات الأخرى. ولأن كل مجموعة بشرية، أو كل كومة من قصاصات الورق التي أمامكم، تعتقد بأن هويتها وصفاتها هي الذاتية السائدة، ترفض المجموعات الأخرى وتحاول القضاء عليها، ومن هنا تنشأ الحروب
ثم نطلب من الأطفال بأن يقفوا، ويضعوا أيديهم على قلوبهم. ونسألهم، ترى أين يسكن الحب؟ وسيجيب الأطفال، بأن الحب يسكن في القلب
فنسألهم، وهل الحب نورٌ أم ظلام؟ وسيجيب الأطفال (من خلال شرحنا لهم في الدروس السابقة) بأن الحب نورٌ. فنؤكد إجاباتهم ونقول: إذن
الحب نورٌ وهو يسكن القلب. ثم نسألهم، كم شمسا ينير الكرة الأرضية؟ فيجيب الأطفال بأن عندنا شمس واحد. فنسأل الأطفال، إن كنا نملك مرآة في موضع قلبنا، وإن وجه كل واحد منا مرآته صوب الشمس، فهل يكثر عدد الشمس في السماء؟ ويجيب الأطفال بالنفي، ونسألهم، وهل يمكن لأي مرآة أن تعكس شمسا آخر غير الذي تعكسه المرايا الأخرى؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. فنحضر مرآة كبيرة ونطلب من كل طفل بأن يتقدم صوب المرآة بحيث يرى انعكاسه في المرآة. ونقول لكل طفل عندما يقف أمام المرآة: هذه المرآة هي قلبك، ثم نوجه المرآة صوب الشمس حتى يشاهد الطفل انعكاس الشمس في المرآة، ونقول له: وهذا انعكاس الشمس في مرآة قلبك. ونكرر هذه التجربة مع كل طفل ونطلب من الأطفال أن يقفوا صفا ويشاهدوا انعكاس الشمس في مرآة كل طفل طفلا بعد الآخر. وبعد أن ينتهي كل طفل من مشاهدة انعكاس الشمس في مرآة قلبه نسألهم: ترى هل اختلف الشمس الذي انعكس في قلب أحدكم عن الشمس الذي انعكس في قلب الآخر؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ونسألهم: ترى لماذا لم يختلف صورة انعكاس الشمس في قلوبكم؟ ونساعد الأطفال كي يكتشفوا بأن انعكاس الشمس تشابه في مرايا قلوبهم لأننا لا نملك إلا شمسا واحدا وأن المرايا قد عكست ذلك الشمس الواحد. ثم نسأل كل طفل بأن يحضر كومة القصاصات التي تدل على صفاته وهويته الشخصية ويجلس أمام طفل آخر بقصاصاته. وعندما يجلس الأطفال جميعهم في دائرة أمام بعضهم البعض وكل يملك قصاصاته الشخصية في يديه، نطلب من كل واحد منهم أن يقرأ قصاصاته على الآخرين. وبعد أن ينتهي الأطفال من قراءة قصاصاتهم، نشرح لهم بأن كل واحد منهم يختلف عن الآخرين من خلال قصاصاته ولكن من خلال التجربة السابقة مع الشمس والمرآة فإن كل واحد منهم يشبه الآخر دون أي استثناء في الشمس الذي انعكس في مرآة قلبه. ثم نطلب منهم أن يرسموا شمسا كبيرة على ورقة بيضاء ويضعوا الورقة في الوسط. ثم يضع كل طفل كومة قصاصاته الورقية حول الشمس بمسافات تفصله عن قصاصات الأطفال الآخرين. ثم نعطي خيطا لكل طفل ونقول بأن هذا الخيط يمثل مرآة قلبك والقصاصات تمثل ظاهرك. ونطلب منهم بأن يضعوا الخيط بحيث يصل بين القصاصات والشمس. ونشرح لهم، انظروا، إن كنتم منفصلين عن بعضكم البعض في كومة قصاصاتكم التي تمثل صفاتكم وهويتكم المادية الشخصية إلا أنكم جميعا متحدين في الشمس الذي ينعكس نوره في قلوبكم
ثم نسأل الأطفال: كم إله يملكه هذا الكون؟ فيجيب الأطفال بأن الله واحد. فنسأل الأطفال: هل تظنون بأن هناك إله آخر غير هذا الإله الواحد الذي ذكرتموه للتوّ؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ونسأل كل طفل على حدة: هل يختلف إلهك عن الإله الذي خلق صديقك هذا الذي يقف بجانبك؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ثم نطلب من الأطفال بأن يقفوا، ويضعوا أيديهم على قلوبهم. ونسألهم، ترى أين يسكن الحب؟ وسيجيب الأطفال، بأن الحب يسكن في القلب. فنسألهم، وهل الحب نورٌ أم ظلام؟ وسيجيب الأطفال (من خلال شرحنا لهم في الدروس السابقة) بأن الحب نورٌ. فنؤكد إجاباتهم ونقول: إذن الحب نورٌ وهو يسكن القلب. وهل الله حب ونور أم أنه كرهٌ وظلام؟ وسيجيب الأطفال بأن الله حب ونور. ثم نسألهم، وأين يسكن الحب والنور؟ ونساعد الأطفال كي يدركوا بأن الحب والنور يسكنان دائما في القلب. ونسألهم: إذن أين يسكن حب الله ونوره؟ وسيجيب الأطفال : في قلبنا. ثم نشرح للأطفال بأن الله تعالى يرسل في كل زمان برسول ليذكر بشره بحبه ونوره . ثم نسأل الأطفال، إن كان هناك إله واحد فقط كما ذكرتم سابقا، إذن فهل تظنون بأن الإله الذي بعث الرسول موسى عليه السلام يختلف عن الإله الذي بعث عيسى عليه السلام؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ونكرر هذا السؤال بذكر الرسل السماويين من إبراهيم وبوذا وكريشنا ومحمد (ص) والباب وبهاءالله. وبعد أن نشرح للأطفال بأن الإله الذي بعث رسولا ما في زمن ما هو الإله نفسه الذي بعث رسولا آخر في زمن آخر، نسألهم: إن كان هناك إله واحد قد بعث بكل رسله، فهل تظنون بأن الرسل كانوا يتحدثون في رسالتهم عن إله يختلف عن هذا الإله الذي أرسلهم؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ونشرح لهم: بما أن الله واحد وبما أن رسالة رسله كانت جميعها تنبع من هذا الإله الواحد، فهل تظنون بأن رسالة الرسل السماويين تختلف عن بعضها البعض أم أنها تتحد من خلال الإله الذي أرسلها؟ ونساعد الأطفال بأن يدركوا أنه بما أن الله واحد، وبما أن هذا الله الواحد هو من أرسل رسله السماويين برسالاتهم، وبما أن كل الرسل السماويين هم مرايا تعكس رسالة الله وحب الله ونور الله، إذن فإن رسالة الرسل السماويين واحدة أيضا وإن اختلفت في أسمائها وصفاتها وهويتها الظاهرية
ثم نسأل الأطفال: كم إله يملكه هذا الكون؟ فيجيب الأطفال بأن الله واحد. فنسأل الأطفال: هل تظنون بأن هناك إله آخر غير هذا الإله الواحد الذي ذكرتموه للتوّ؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ونسأل كل طفل على حدة: هل يختلف إلهك عن الإله الذي خلق صديقك هذا الذي يقف بجانبك؟ وسيجيب الأطفال بالنفي. ثم نطلب من الأطفال بأن يقفوا، ويضعوا أيديهم على قلوبهم. ونسألهم، ترى أين يسكن الحب؟ وسيجيب الأطفال، بأن الحب يسكن في القلب. فنسألهم، وهل الحب نورٌ أم ظلام؟ وسيجيب الأطفال (من خلال شرحنا لهم في الدروس السابقة) بأن الحب نورٌ. فنؤكد إجاباتهم ونقول: إذن الحب نورٌ وهو يسكن القلب. وهل الله حب ونور أم أنه كرهٌ وظلام؟ وسيجيب الأطفال بأن الله حب ونور. ثم نسألهم، وأين يسكن الحب والنور؟ ونساعد الأطفال كي يدركوا بأن الحب والنور يسكنان دائما في القلب. ونسألهم: إذن أين يسكن حب الله ونوره؟ وسيجيب الأطفال : في قلبنا. ثم نذكر الأطفال بتجربة المرآة والشمس ونقول لهم، إن لكل واحد منكم قلبا. وهذا القلب مرآة يعكس النور. إذن كل طفل حاضر بيننا هنا يملك قلبا وقلبه مرآة يعكس النور. وكذلك الحال بالنسبة لكل الأطفال في قارات العالم الذين كتبتم عن صفاتهم الشخصية وخصائصهم الذاتية . فكل طفل من هؤلاء الأطفال يملك قلبا وقلبه مرآة يعكس النور. ونسألهم، كم من إله لهذا الكون؟ وسيجيب الأطفال بأن هناك إله واحد فقط. ونسألهم: وكم من نور لهذا الإله؟ وسيجيب الأطفال بأنه نور واحد يعكس من إله واحد. ونشرح للأطفال بأن الرسل السماويين هم المرايا السماوية التي تعلم البشر بنور الله، وبما أن الله واحد ونوره واحد إذن فإن رسالة الرسل السماوية واحدة أيضا حيث أنها تعكس نور الله. ثم نسأل كل طفل على حدة إن كان الله واحدا، وإن كان نوره واحدا، وإن كانت رسالة رسله واحدة تتمحور حول الله ونوره، وإن كان قلبك مرآة، ترى كم إلها وكم نورا وكم رسالة سيعكسها قلبك؟ ومن خلال هذا السؤال نشرح للأطفال بأنه رغم أن قصاصات الورق جعلت منهم مجموعات مختلفة عن بعضها البعض ولكن بما أن النور الذي يعكس في مرآة قلب كل واحد فيهم هو ذات النور الذي يعكس في مرآة الأطفال الآخرين في قارات العالم، إذن فهم في الواقع متحدين رغم اختلافاتهم الظاهرية في الدين واللغة والإنتماء القبلي والقومية واللون والتي ماهي إلا مجرد كومة من قصاصات ورق لا تعكس هويتهم الحقيقة . فهويتهم الحقيقية تكمن في قلوبهم حيث أنها مرآة تعكس نور الله، والله واحد، ونوره واحد، ورسالاته واحدة تتحدث عن الله وعن نوره. ونشرح للأطفال بأننا جميعنا
رغم اختلافاتنا الظاهرية إلا أننا متحدون في كوننا مرايا نعكس وحدانية الله . ونختم هذه الحلقة الدراسية بقراءة مناجاة حضرة عبدالبهاء
إلهي إلهي انّي أغبّر جبيني وأعفّر وجهي بتراب الذّلّ والانكسار الی ملكوت الاسرار وادعوك بقلب خاضع خاشع مبتهل متضرّع مجترح منتزع الی عتبة قدسك في عالم الانوار ان تخرق حجبات الكثرات حتّی يتجلّی جمال الوحدة الأصليّة في القلوب بآيات بينّات ربّ اجعل احبّائك امواج بحر احديّـتك ونسائم رياض فردانيّـتك ونجوم سماء الالفة والودادِ ولئالئ بحور المحبّة والرّشادِ حتّی يشربوا من معين واحد ويستـنشقوا من هواء واحدٍ ويتـنوّروا بشعاع واحد ويتوجّهوا بكلّيّـتهم الی عالم التّجريد ومركز التّوحيد انّك انت المقتدر العزيز الكريم المتعالي المجيد
مجموعة مناجاة لحضرة عبدالبهاء - رقم (٤٤) - ص ٤٤