هُوَ السّامِعُ المُجيبُ

يا الهی أصبحت في جوارك و الّذی استجارك ينبغی أن يكون فی كنف حفظك و حصن حمايتك * أي ربّ نوّر باطني بأنوار فجر ظهورك كما نوّرت ظاهری بنور صباح عطائك



اجعلوا إشراقكم أفضل من عشيّكم، وغدكم أحسن من أمسكم. فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال


هل من مفرّج غير الله قل سبحان الله هو الله كلّ عباد له وكلّ بأمره قائمون 


يا إِلهِي اسْمُكَ شِفائِي وَذِكْرُكَ دَوائِي وَقُرْبُكَ رَجَائِيْ وَحُبُّكَ مُؤْنِسِيْ وَرَحْمَتُكَ طَبِيبِيْ وَمُعِيْنِيْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَإِنَّكَ أَنْتَ المُعْطِ العَلِيمُ الحَكِيمُ

اتلوا آيات الله في كل صباح ومساء
حضرة بهاءالله-كتاب الأقدس





تلاوة الآيات الإلهية صباحا ومساء


تلاوة الآيات في كل صباح ومساء تعتبر واحدة من إحدى أهم الطرق العملية لخلق الهوية البهائية في أطفالنا. يستطيع الوالدان من خلال حرصهما على حضور و مشاركة طفلهما معهما منذ بداية نشأته في هذه الفريضة الروحانية التي ذكرها حضرة بهاءالله في كتاب الأقدس بتوصيل قلبه في ارتباط مباشر مع الكلمة الإلهية. الحضور الفعلي اليومي للطفل منذ نعومة أظافره في كل صباح ومساء ليستمع بأذنيه صوت والديه وهما يرتلان الدعاء والمناجاة يؤثر إيجابيا في تربيته الروحانية. فمن جهة تتشرب وجوده بهذه الفريضة السماوية وينشأ على إحترام قدسيتها، ومن جهة أخرى يحفظ عن ظهر قلب الكلمات الإلهية التي يواظب والديه على ترتيلها. إختيار منهجية محددة الملامح لنحوية تلاوة الآيات الإلهية في الصباح والمساء مع طفلنا تساعد في خلق نوع من الروتين الروحاني يمارسه الطفل عفويا وبسلاسة. غالبا ما تكون الأم هي من تصحو مع الطفل وأول من يراها في الصباح وآخر من يغمض عليها عينيه في المساء؛ لذا يستحسن للأم أن تفكر مليا في اختيار منهجية يتناسب مع نحوية برنامجها اليومي. فمن خلال معرفتها بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها يمكنها أن تخطط على سبيل المثال مقدار الزمن الذي يمكنها أن تقضيه مع طفلها في الصباح وفي المساء سواء أكانت ساعة بأكملها أو دقائق معدودة. وتختار على هذا الأساس الأدعية والمناجاة التي تريد أن تتلوها مع طفلها مع الأخذ بعين الإعتبار احتياجها لبعض اللحظات الإضافية من أجل الشرح والتوضيح والتحليل إن لزم الأمر


فيما يلي بعض الإقتراحات التي قد تساعد الوالدين بوجه عام والأم بصفة خاصة في التخطيط لمنهجية تلاوة الآيات الإلهية في كل صباح ومساء


تستطيع الأم منذ تكوّن النطفة في رحمها بترتيل الآيات والأدعية بصوت مسموع حتى تساعد جنينها على الإرتباط المباشر مع الكلمة الإلهية منذ ابتداء نشأته

إختيار مجموعة من الآيات الإلهية ترتكز عليها في منهجيتها  لتربية طفلها. تستطيع الأم اختيار ثلاث إلى خمس آيات تبدأ منها رحلتها مع الأمومة والتربية ثم تضيف على هذه القائمة رويدا رويدا ما تشاؤه من الآيات والكلمات الإلهية بمرور الزمان

بعد اختيارها للآيات الإلهية، تلاوتها اليومية على مسمع طفلها وشرحها له بلغة مبسطة تتناسب مع صغر سنه منذ شهوره الأولى تترك آثارها العميقة والإيجابية في نشأته الروحانية. بالإضافة إلى أن تلاوتها اليومية لهذه الآيات التي اختارتها منهجية ترتكز عليه في تربية طفلها تساعدها على عدم الحياد في خضم مشاغلها ومسؤولياتها عن المسار الذي قررته في البداية لنهجها التربوي

تحديد روتين يومي للكيفية التي يبدأ فيها الطفل يومه ويختمها تسهل على الأم والطفل معا اتباع منهجية واضحة الملامح بسلاسة وأريحية. فعلى سبيل المثال، إن رسمت الأم منهجية البرنامج الصباحي لطفلها على النحو التالي، تحية الله ابهى، غسل الوجه والأسنان ثم تلاوة الأدعية والمناجاة؛ فإنها تستطيع أن تحول هذه المنهجية إلى روتين يومي منذ الأشهر الأولى من ولادة طفلها. في البداية تغسل هي وجهه ثم ترتل على مسمعه الأيات الإلهية وهو في حضنها، ثم عندما يكبر الطفل رويدا رويدا، يعلم أن أول ما يجب عليه أن يقوم به في الصباح هو أن يحيّ ويقول الله ابهى، ثم يتوجه إلى الحمام ويغسل وجهه ويفرش أسنانه، ثم يجلس ليرتل أدعيته. إن مواظبة الأم في اتباع المنهجية التي ترغبها لتربية طفلها منذ الشهور الأولى من عمره يُسهل عليها تعويده على هذه المنهجية بحيث تصبح من أحد أهم الأركان الرئيسية في برنامج روتينه اليومي الذي 
سينمو بطبيعة الحال وسيتشعب بمرور الزمان واختلاف المكان والأحداث


 أما في الليل، فيمكن للأم أن تُقسم الوقت الذي تقضيه مع طفلها قبل خلوده للنوم في سرد أو قراءة القصص المختلفة بالإضافة إلى تلاوة المناجاة و الآيات الإلهية. يمكن الإستفادة من قصص حضرة عبدالبهاء على سبيل المثال مثل الفقير والسجادة وغيرها من القصص والحكايات

أما بالنسبة لتلاوة المناجاة، فنظرا للمرحلة السلبية التي يعيشها الطفل في الفترة التي تستمر من ولادته إلى سنته الأولى من حيث عدم قدرته على الكلام والنطق؛ يمكن للأم أن تستغل هذه المرحلة في إختيار و تلاوة تلك الآيات والأشعار المباركة التي تريدها أن يتعلمها ويقرأها بنفسه كفعلية منتجة عندما يتخطى السنة من عمره

كما يمكن للأم أن تسجل ماتختاره من الأدعية والمناجاة والنصوص والأشعار المباركة بصوتها ثم بعد أن تنتهي من سرد القصة وتلاوة المناجاة حضوريا مع طفلها، تتركه لينام مستمعا إلى دفء صوتها والكلمات الإلهية. استماع الطفل إلى صوت أمه تشعره بالهدوء والإستقرار، واستماعه إلى الآيات الإلهية بصوتها تخلق فيه إحساسه بالأمان والإطمئنان

من إحدى الطرق التي يمكن للأم أن تلجأ اليها في هذه المرحلة لتوضيح فكرة  الحب الإلهي إلى طفلها  هي التمثيل المادي لمفهوم الحب الإلهي وذلك من خلال تعريفه إلى حضرة عبدالبهاء.  فتستطيع على سبيل المثال اختيار تلك الصورة التي يبتسم فيها حضرته، وتريه لطفلها وتصف له عن عمق حب حضرة عبدالبهاء له وشدة طيبته ومواظبته وحمايته له. يمكن أيضا إعطاء الطفل نسخة من هذه الصورة كي ينام معها في حين يستمع إلى صوت أمه وهي تتلو على مسامعه الآيات الإلهية. يستطيع الطفل من خلال صورة حضرة عبدالبهاء وصوت أمه أن يشعر بمعنى الحب الإلهي  في الكلمات الملكوتية التي يسمعها وإن كان مايزال صغيرا لإدراك كنهيتها