الحلقة الدراسية الحادية عشر
يا من وجهك كعبتی و جمالك حرمی و شطرك مطلبي و ذكرك رجائی
و حبّك مؤنسی و عشقك موجدی و ذكرك أنيسي و قربك أملی و وصلك
غاية رجائی و منتهی مطلبي أسألك بأن لا تخيّبني عمّا قدّرته لخيرة عبادك
ثمّ ارزقنی خير الدّنيا و الآخرة و انّك أنت سلطان البريّة لا إله إلّا أنت الغفور الكريم
ادعيهء حضرت محبوب ص 64
|
تُبدأ هذه الحلقة الدراسية بتلاوة المناجاة ومن ثم اخبار كل طفل على حدة بمدى حبنا له واشتياقنا إليه وسعادتنا برؤيته اليوم في هذه الحلقة الدراسية. ثم نطلب من كل طفل بأن يصف إحساسه اتجاه والديه (أو أمه على وجه التحديد حيث يقضي الأطفال معظم وقتهم مع أمهاتهم في مراحلهم العمرية الأولية)، وعن مدى اشتياقه إليها عندما يبتعد عنها. من المهم جدا أن نساعد الأطفال في هذه المرحلة بمجموعة من الكلمات المناسبة كي يحللوا مشاعرهم من خلالها ويعبروا عما تختلج في قلوبهم من أحاسيس الحب اتجاه والديهم وأصدقائهم ثم نسألهم: هل تذكرون عندما أخبرتكم بمدى حبي لكم؟ وسيجيبون (نعم!). فنسألهم مرة أخرى: وكيف أعبر عن حبي لكم؟ من خلال هذا الحوار البسيط وذكر بعض التصرفات العملية التي نؤديها بدافع حبنا لهم (ومن ضمنها تنظيم هذه الحلقات الدراسية التي نلتقيهم فيها) نساعد الأطفال بربط مشاعر الحب بالأعمال التي تعكس هذه المشاعر. المفهوم الذي نرغب بأن نعرفه للطفل في هذه الحلقة الدراسية هي كيفية التعبير عن الحب الذي يشعره في قلبه بطريقة عملية يعكسها من خلال تصرفاته. لذا بعد أن نذكر لهم بعض الأعمال التي نقوم بها من أجلهم والتي تعكس مدى حبنا لهم نخاطب كل طفل على حدة ونقول له: ماذا تفعل أنت كي تعبر عن حبك عمليا من خلال تصرفاتك؟ يختلف الأطفال في إجاباتهم وقد يجدون صعوبة في إيجاد أمثلة عملية لما يقومون به من أجل إظهار عمق حبهم (لأمهم مثلا). ولهذا من الضروري أن نساعدهم بأمثلة حياتية بسيطة عن الأعمال اليومية التي يقومون بها والتي هي انعكاس مباشر لمشاعر الحب في قلوبهم. فعلى سبيل المثال: ترتيب السرير (أنت ترتب سريرك لأنك تحب أمك كثيرا ولا تريدها أن تتعب فتساعدها من خلال ترتيب سريرك بنفسك). وهنا أيضا نسأل الطفل : وكيف تعبر أمك عن حبها لك؟ كما ذكرنا سابقا، تتمحور أهمية هذا التمرين في تعريف الطفل بأنه يستطيع أن يعكس من خلال أعماله الحب الذي يكمن في أعماق قلبه وبعد أن نمنح وقتا كافيا يناقش فيها الأطفال عن الطريقة التي يعبرون فيها عن حبهم لوالديهم ولأصدقائهم ، وعن الطريقة التي يعبر فيها الآخرون عن حبهم لهم، نتوجه بالحديث ، في المرحلة اللاحقة من هذا التمرين، لنخبرهم عن مدى حب حضرة عبدالبهاء لهم. هنا نذكر بعض صفات حضرة عبدالبهاء كرحمته وكرمه وصبره و... ونربط كل صفة من هذه الصفات مباشرةً بالحب: فمثلا نقول كان حضرة عبدالبهاء رحيما جدا على الفقراء ( وذلك لأن قلبه كان يمتلئ بالحب لهم)،و...الخ ثم نذكر لهم قصة حضرة عبدالبهاء "مقعد رخيص في عربة عمومية" ونسألهم: ماذا فعل حضرة عبدالبهاء للصيادة الفقيرة؟ وسيجيبون (أعطاها نقودا). ونسألهم مرة أخرى: ولماذا أعطاها حضرة عبدالبهاء نقوداً؟ ويجب أن نساعد الأطفال هنا كي يستنتجوا بأن المحبة التي كان يكنها حضرة عبدالبهاء لهذه الصيادة الفقيرة هي التي جعلته يضحي براحته ، وبدلا من أن يجلس في عربة خاصة غالية الثمن اختار أن يجلس في عربة عمومية ويحتفظ بماله كي يساعد بها هذه الصيادة الفقيرة. وفي نهاية هذا التمرين، نسأل كل طفل: كيف تعبر أنت عن حبك لحضرة عبدالبهاء من خلال أعمالك؟ وهنا يستطيع كل طفل أن يذكر ما يرغبه من أمثلة عملية في حياته اليومية مع والديه، ومع أصدقائه ومع الآخرين والتي تعكس التعاون، المساعدة، الخدمة، الإيثارو... الخ بعد هذا النشاط، نذكر للأطفال عن مدى حب الفراشة للنور، وكيف أنها لعمق عشقها تظل تحوم وتحوم وتحوم حول النور لأنها لا تستطيع الابتعاد عنه. وإن أمكن، نحضر فراشة ومصباحا ونجعل الأطفال يشاهدون بأعينهم عشق الفراشة للنور. ثم نقول لكل طفل: تخيل بأنك فراشة، من هو نورك الذي تشتاق بأن تحوم وتحوم وتحوم حوله؟ قد يجيب الأطفال على هذا السؤال بذكر والديهم، أو أحد أفراد أسرتهم أو أحد أصدقائهم، ويجب أن نساعدهم تدريجيا كي يدركوا بأن النور الذي ينجذبون إليه بعشقهم ويحومون حوله هو حضرة عبدالبهاء. ثم نساعدهم بحفظ مناجاة : يامن وجهك كعبتى، وجمالك حرمي في نهاية حلقتنا الدراسية، نسأل الأطفال مرة أخرى عن الطريقة العملية التي يتبعها كل واحد منهم في التعبير عن مدى عشقة لحضرة عبدالبهاء، ثم نطلب منه بأن يرسم حبه وعند الإنتهاء يمسك كل طفل برسمته ويشرح للأطفال الآخرين بكلماته عن مدى حبه لحضرة عبدالبهاء وعن الطريقة العملية التي يعبر فيها عن هذا الحب. فمثلا إن أجاب أحد الأطفال أنا أعبر عن حبي لحضرة عبدالبهاء من خلال مساعدتي لأصدقائي، نطلب منه أن يرسم لوحة يعكس فيها كيفية مساعدته لأصدقائه. عندما تكتمل لوحته نطلب منه بأن يحدثنا عن حبه وعن لوحته كالتالي: أنا أحب حضرة عبدالبهاء كثيرا، وأنا أعبر عن هذا الحب من خلال تصرفاتي وأعمالي. من أحد الأعمال التي أقوم بها هي مساعدتي لأصدقائي، وهنا في هذه اللوحة (ويشرح تفاصيل رسمته للأطفال الآخرين، مثلا: هذا صديقي وقع على الأرض وهنا أنا أمسك بيده لأساعده على الوقوف ... إلخ) . في الختام نطلب منهم بأن يتخيلوا أنفسهم وكأنهم فراشات تطير حول النور، فيحركون أيديهم وكأنها أجنحة ترفرف ونتلو معهم مناجاة "يا من وجهك كعبتي، وجمالك حرمي..." ثم نقول لكل واحد منهم، أنت فراشة وحضرة عبدالبهاء هو نورك الذي تطير وتحوم حوله |