|
التربية الروحانيةبعض الاقتراحات العملية التي تساعد على تربية الهوية البهائية في الطفل المواظبة على استخدام التحية البهائية الله ابهى مع الطفل عند استيقاظه في الصباح وعند تحيته في أي مكان وزمان وتشجيعه على استخدام هذه التحية، الله ابهى، في علاقاته الإجتماعية مع البهائيين وفي ارتباطاته الأسرية. استخدام التحية البهائية تعزز في الطفل إحساسه بهويته البهائية كما أنها تعتبر من إحدى الوسائل التي يسهل تعريف الطفل بالأديان السماوية الأخرى. فعلى سبيل المثال، نحث طفلنا بأن يقول الله ابهى عندما يلتقي مع س من الناس ونوضح له السبب في كون س شخصا بهائيا. ثم نشجعه على قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما يُحيي ص من الناس لأنه شخص مسلم. هذا المحاورة البسيطة في ظاهرها ستتشعب إلى أحاديث وحوارات أكثر عمقا عن الأديان السماوية والرسل الإلهية والكتب المقدسة المواظبة على تلاوة الأدعية والمناجاة وكل شئ آخر يندرج تحت مظلة الروحانيات، بصوت مسموع جلي وواضح، حتى تتعود أذن الطفل على النبرات الروحانية التي يستمع إليها وتتطور مكتبة الكلمات عنده لتمتلأ بالكلمات الإلهية التي ما ينفك يسمعها في كل آن وحين من إحدى الأساليب البناءة لمساعدة الطفل صوب دخوله إلى مرحلة الفعلية المنتجة هي تشجيعه ودعوته إلى مشاركتنا في هذا النشاط اليومي. فنحثه على مرافقتنا في الدعاء ونثني عليه كلما قام بذلك. يستطيع الطفل أن يشاركنا الدعاء في جميع حالاته، سواء أكان مشغولا باللعب أو منهمكا في إحدى أنشطته الطفولية، لذا من الضرورة دعوته للتلاوة معنا بل واستغلال الفرص المختلفة لحثه على تلاوة المناجاة فيها وإن كان مشغولا بألعابه؛ فتلاوة المناجاة لا تتطلب منه أن يتخلى عن لعبته، بل يمكنه الإستمرار فيما هو مشغول فيه بالإضافة إلى قراءته للآيات الإلهية تعريف الطفل منذ الشهور الأولى بعد ولادته بوظائفنا الروحانية كالصلاة مثلا وذلك من خلال ممارستنا لها في حضوره، وإن كان نائما. لأن ذلك يؤدي إلى تنمية قدراته الإدراكية في معرفة كنهية العبادات والأحكام السماوية. وعندما يكبر قليلا، نشجعه بتقليدنا فيما نقوم به ونشعره بسعادتنا ونستحسن قيامه بهذا العمل نظرا لطبيعة الروحانيات الغير مرئية والغير ملموسة، فإنه يصعب على الطفل في هذا السن الصغير أن يدرك بعقله الطفولي هذه المفاهيم اللامرئية؛ لذا يمكن للوالدين أن يختارا شيئا ماديا يستطيع الطفل أن يستخدمه كمرجع ملموس يتعرف به من خلاله شيئا فشيئا إلى كينونته الروحانية؛ مثل الإسم الأعظم أو صورة حضرة عبدالبهاء أو كتاب مناجاة يكتشف الطفل عن طريق هذه الأيقونات التي يمكنه أن يدرك ماهيتها عن طريق اللمس والرؤية رويدا رويدا الحقائق اللامرئية التي تمثلها هذه الأيقونات. لذا فإنه يحبذ إظهار العبودية اللائقة عند استخدامنا لهذه الأيقونات المادية في حضور طفلنا وتنمية إحساسه بعظيم الحب الذي تكنه هذه الأيقونات له وعمق ارتباطها به. يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الشعور بالأمان، وكما هو مهم تنمية هذا الإحساس في كيانه فيما يخص بوجود الوالدين في حياته وحبهما الغير مشروط له، يهم أيضا غرس وتنمية احساسه بحب حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء له وبوجودهما وحضورهما الأبدي في حياته |