الحلقة الدراسية السادسة
سيف ملا حسين البشروئي |
يا عبدي إنّما مثلك كمثل السّيف المرصّع بالجوهر أغمد في قرابٍ كدرٍ فظلّ قدره عن الجوهريّين مستوراً. إذاً فاخرج من غلاف نفسك وهواك حتى يبدو جوهرك للعالمين ويتجلّى الكلمات المكنونة الفارسية- الترجمة العربية |
يتعلم الأطفال في هذه الحلقة الدراسية عن الجمال الذي يمتلأ به نفوسهم وعن بعض الأمثلة السلوكية التي ينتج عنها إخفاء هذا الجمال. ونستخدم كلمة إخفاء هنا وليس انهاء أو اطفاء أو أي كلمة أخرى تعكس معنى الإنتهاء في مفهومها. من الضروري جدا اختيار الكلمات المناسبة التي يتأكد الطفل من خلالها أنه مازال يحمل هذا الجمال في أعماقه رغم قيامه مثلا ببعض السلوكيات السلبية من المستحسن أن يكون التركيز هنا على تعريف الأطفال بالكمالات الإنسانية من خلال اختيار الأمثلة المعيشية الخاصة بكل طفل على حدة. ومن خلال مناقشة بعض الكمالات والأخلاقيات الإيجابية التي يمتلكها كل واحد منهم، يمكن تعريفهم بأخلاقيات أخرى ولكن من الأفضل أن تتخذ هذه الخطوة منهجية السؤال. فعلى سبيل المثال يُسأل الطفل ( بعد أن أصبح يشعر بالسرور من التحدث عن سلوكياته الإيجابية) ولكن، ما رأيك في الأمانة، الصدق، التواضع، التعاون و.... (يختار صفة واحدة فقط لنسأل الطفل عنه). ونسأله: ما رأيك، هل ترغب بأن تمتلك هذه الصفة أيضا بالإضافة لكل الصفات الجميلة الأخرى التي تمتلكها؟ إعطاء الفرصة للطفل كي يجيب على هذا السؤال، والتي غالبا ما تكون بالإيجاب، يشعره بأنه هو من قرر اضافة هذه الصفة إلى أخلاقياته الإيجابية، وبالتالي يشجعه على الإحتفاظ بها. كما إنها تعلمه منذ الصغر بأنه هو، وفقط هو، من يملك الخيار لتقرير نوعية سلوكياته وأخلاقياته. وبعدما يجيب الطفل بالإيجاب، نذكر له بعض الأمثلة العملية المناسبة لظروفه البيئية والمعيشية كي نساعده في تعلم كيفية تطبيق هذه الصفة وما يمكن القيام به في هذا الصدد وحيث أن هذه الكلمة المكنونة تتحدث أيضا عن " قرابٍ كدرٍ" وعن الغلاف الذي يخفي الجمال، يحتاج الأطفال إلى التعرف عن معنى تقريبي لمفهوم الغلاف، لذا نستطيع اختيار بعض السلوكيات السلبية ونقارنها مع السلوكيات الإيجابية التي يذكرونها. ولكن إن كان الحديث في حلقتنا الدراسية عن عشرة صفات إيجابية، فلنختار صفة سلبية واحدة أو صفتين، وذلك للمحافظة على تركيز مخيلة الأطفال حول الصفات والأخلاقيات الإيجابية لتقريب مفهوم الغلاف الذي يغطي الجمال والنور، يمكن استخدام مصباح مضئ. ونخبر كل طفل على حدة بأنه مثل هذا المصباح في ضوئه، وذلك بصفاته وأخلاقياته وسلوكياته الإيجابية. ثم نحضر غطاء كثيفا غامق اللون، ونغطي به ضوء المصباح، (من المهم جدا أن نتذكر بعدم اطفاء المصباح بل بابقائه مضئيا). ثم نسأل الأطفال، إن كان باستطاعتهم رؤية الضوء، وبطبيعة الحال فإن الجواب سيكون نفيا، وهنا نقلب المصباح في وضعية يستطيعون فيها رؤية ضوئه، ونخبرهم بأن المصباح مازال مضيئا ولكن وجود الغلاف منع الضوء من الظهور. ونذكر لهم في هذا السياق إحدى الصفات الإيجابية التي يمتلكها أحدهم وكيف أن السلوك السلبي الذي ذكرناها لهم سابقا تؤدي إلى أن لا تظهر جمال ونور هذه الصفة رغم امتلاكه لها ووجوديتها في قلبه وللنشاط اليدوي، يوفر لكل طفل ورقة مستطيلة الشكل ، أو قطعة من الكرتون، بالإضافة إلى مظروف رسائل لونه أبيض بحجم الورقة أو أكبر قليلا. ونطلب منهم تلوين القطعة الورقية بأجمل الألوان ويزينوها بملصقات زاهية الألوان بينما يلونون مظروف الرسائل بلون أسود أو أي لون غامق آخر يختارونه. من المهم أن نذكر لهم بأن الغلاف قبيح جدا، ثم نترك لهم المجال كي يقرروا بأنفسهم كيف يحولوا مظروف الرسائل الذي بين يدي كل واحد منهم إلى غلاف قبيح. وبعد أن يلون كل طفل ورقته المستطيلة بالألوان الزاهية، نشجعهم واحدا واحدا، ونقول لهم، هذه الورقة تمثل قلبك وجمال أخلاقك، انظر كم أنت جميل. ثم نطلب منه أن يضع الورقة في الغلاف الداكن اللون، ونسأله: هل ترى جمالك الآن أم أنك ترى الغلاف فقط. وبطبيعة الحال فإنه يجيب برؤيته للغلاف فقط. فنفتح الغلاف، ونقول له: ولكن انظر، مازلت تملك جمالك، ماذا يجب علينا أن نفعل حتى ترى هذا الجمال مرة أخرى؟ فيقول: نخرج الورقة من الغلاف الداكن. وعندها نطلب منه بأن يخرج الورقة بنفسه من الغلاف القبيح، ونشجعه مرة أخرى ونقول له: انظر، كم أنت جميل بأخلاقك الإيجابية، أيهما تفضل : جمالك أم الغلاف القبيح |