المساحة اللانهائية
أنا أم لطفل عمره بالأيام 1500 يوما، وعمره بالسنوات والشهور أربع سنوات وثلاث أشهر. كان يمكننى أن أكتفي بذكر الأربع سنوات دون الأشهر الثلاث، ولكن كل يوم يمر من عمر الطفل له أهميّته الذاتية، فالأيام تكوّن الشهور، والشهور تكوّن السنوات، ويكبر الطفل ليصبح فردا مستقلا عني رغم أنه جزء لا يتجزأ عن وجودي
قبل أن يولد إبني، كنت أشارك في دروس الأطفال التي غالبا ما تتشكل في أيام محددة في الأسبوع وتتحدد ساعاتها على حسب إحتياجات وإمكانيات المجتمعات. وبطبيعة الحال ينشأ دائما هذا التواصل الطبيعي والدياليكتيكي بين المعلمين وأسر الأطفال من حيث إعلام الوالدين بالدروس والنصوص التي تعلّمها الأطفال والتي تحتاج إلى مراجعتها أو حفظها في البيت، إلا أنه ورغم أهمية هذه الوظيفة الروحية لمعلمي دروس الأطفال في نشأة ونمو البراعم الصغيرة فهي تمتلك مساحة ضيقة بمقارنتها مع المساحة التي يمتلكها الوالدين
يتكوّن اليوم من 24 ساعة، منها على سبيل المثال و التقريب 12 ساعة يكون فيها الطفل يقظا أي ما يعادل 84 ساعة في الأسبوع. إذا كان طفلي يشارك في دروس الأطفال 3 أيام في الأسبوع لمدة ثلاث ساعات في كل مرة، فمجموع ما يمضيه طفلي مع معلمه هي 9 ساعات. وإن كان هناك واجبات منزلية ونصوص عليه أن يحفظها في البيت، يمنح الوالدان غالبا ما يقارب ساعة من الزمان كل يوم، لمراجعة الدروس والنصوص مع أطفالهم، مما يجعل مجموع الساعات 7 ساعات في الأسبوع. المجموع الكلي لمساحة المعلم في حياة الطفل، هي 16 ساعة مقارنة مع المساحة التي يمتلكها الوالدين والتي هي 68 ساعة
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، غالبا لا يملك الأطفال قبل سن الثالثة في بعض المجتمعات، وسن الخامسة في مجتمعات أخرى فرصة الإلتحاق بدروس الأطفال التي تهدف إلى تنمية الهوية البهائية في وجوديتهم مما يمدد المساحة الزمنية التي يمتلكها الوالدين مع طفلهم لتصبح 84 ساعة. وهكذاعندما وُلد إبني، وُلدت معه هذه المساحة اللانهائية، التي وُهبت لنا بصفتنا والديه ، لتربية هويته البهائية التي ذكرت حقيقة كنهيتها في الصلاة الصغرى "أشهد يا إلهي بأنّك خلقتني لعرفانك وعبادتك". من البديهي أن تمتلك كل أسرة منهجها الخاص وتجربتها الذاتية في كيفية تنمية وتربية الهوية البهائية لأفرادها، ومن البديهي أن تختلف الأساليب بإختلاف البيئات والمجتمعات. ما يهم في النهاية، الدور الفعال الذي نلعبه في حياة طفلنا ، منذ نعومة أظافره وإلى أن يكبر ويصبح فردا مستقلا بذاتيته لترسيم ملامح هويته البهائية. كما ذكرت في البداية، إبني عمره 4 سنوات وثلاث أشهر، لذا مازلت في البداية، وكل يوم له تحديات جديدة تحتاج إلى طرق أخرى مختلفة لمواجهتها في هذه المساحة اللانهائية . عندما ولد إبني، ولدت معه تجربتي هذه التي أشارككم إياها في صفحتي هذه، على أمل أن الإفادة والاستفادة
مع خالص تحياتي
2013 اغسطس
قبل أن يولد إبني، كنت أشارك في دروس الأطفال التي غالبا ما تتشكل في أيام محددة في الأسبوع وتتحدد ساعاتها على حسب إحتياجات وإمكانيات المجتمعات. وبطبيعة الحال ينشأ دائما هذا التواصل الطبيعي والدياليكتيكي بين المعلمين وأسر الأطفال من حيث إعلام الوالدين بالدروس والنصوص التي تعلّمها الأطفال والتي تحتاج إلى مراجعتها أو حفظها في البيت، إلا أنه ورغم أهمية هذه الوظيفة الروحية لمعلمي دروس الأطفال في نشأة ونمو البراعم الصغيرة فهي تمتلك مساحة ضيقة بمقارنتها مع المساحة التي يمتلكها الوالدين
يتكوّن اليوم من 24 ساعة، منها على سبيل المثال و التقريب 12 ساعة يكون فيها الطفل يقظا أي ما يعادل 84 ساعة في الأسبوع. إذا كان طفلي يشارك في دروس الأطفال 3 أيام في الأسبوع لمدة ثلاث ساعات في كل مرة، فمجموع ما يمضيه طفلي مع معلمه هي 9 ساعات. وإن كان هناك واجبات منزلية ونصوص عليه أن يحفظها في البيت، يمنح الوالدان غالبا ما يقارب ساعة من الزمان كل يوم، لمراجعة الدروس والنصوص مع أطفالهم، مما يجعل مجموع الساعات 7 ساعات في الأسبوع. المجموع الكلي لمساحة المعلم في حياة الطفل، هي 16 ساعة مقارنة مع المساحة التي يمتلكها الوالدين والتي هي 68 ساعة
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، غالبا لا يملك الأطفال قبل سن الثالثة في بعض المجتمعات، وسن الخامسة في مجتمعات أخرى فرصة الإلتحاق بدروس الأطفال التي تهدف إلى تنمية الهوية البهائية في وجوديتهم مما يمدد المساحة الزمنية التي يمتلكها الوالدين مع طفلهم لتصبح 84 ساعة. وهكذاعندما وُلد إبني، وُلدت معه هذه المساحة اللانهائية، التي وُهبت لنا بصفتنا والديه ، لتربية هويته البهائية التي ذكرت حقيقة كنهيتها في الصلاة الصغرى "أشهد يا إلهي بأنّك خلقتني لعرفانك وعبادتك". من البديهي أن تمتلك كل أسرة منهجها الخاص وتجربتها الذاتية في كيفية تنمية وتربية الهوية البهائية لأفرادها، ومن البديهي أن تختلف الأساليب بإختلاف البيئات والمجتمعات. ما يهم في النهاية، الدور الفعال الذي نلعبه في حياة طفلنا ، منذ نعومة أظافره وإلى أن يكبر ويصبح فردا مستقلا بذاتيته لترسيم ملامح هويته البهائية. كما ذكرت في البداية، إبني عمره 4 سنوات وثلاث أشهر، لذا مازلت في البداية، وكل يوم له تحديات جديدة تحتاج إلى طرق أخرى مختلفة لمواجهتها في هذه المساحة اللانهائية . عندما ولد إبني، ولدت معه تجربتي هذه التي أشارككم إياها في صفحتي هذه، على أمل أن الإفادة والاستفادة
مع خالص تحياتي
2013 اغسطس