التعمق والتفكير في الآيات الإلهية
يتفضل حضرة بهاءالله
يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم
مناجاة - مجموعة اذكار وادعية من آثار حضرة بهاءالله - رقم (١٧٠) - ص ١٧٦
ترتكز هذه الحلقة الدراسية على محورين أساسيين، أحدهما تهدف إلى تدريب الطفل على التعمق والتفكير في كلمات ومعاني الأدعية التي يتلوها والأخرى تهدف إلى تعريف الطفل بأن تلاوته للدعاء والمناجاة هي من إحدى الوسائل المهمة والمؤثرة جدا والفعالة إن أراد أن يرسل البركات والمساعدات للآخرين. من أهم المفاهيم الجديدة التي سيتعرف عليها الطفل في هذه الحلقة الدراسية هو مفهوم قدرته على إحداث التغيير في حياته وفي حيات الآخرين من خلال تلاوته للأدعية والمناجاة، حيث سيتعلم الطفل بأن الكلمات الإلهية لها خاصية الحركة، فهي لا تتجمد في مكان ما، كأن تتجمد مثلا في البيت الذي يتلو فيه الطفل دعاءه، بل تتحرك وتسافر بحرية في جميع الأماكن والبقاع. والكلمات الإلهية كلمات خلاَقة لا تتحدد إبداعها وابتكارها بزمان أو مكان. الخلاَّق: اسم من أسماء الله الحسنى وكلمات الخلاَق تعكس في ذاتيتها صفة خلاَقيته
يتفضل حضرة بهاءالله في دعاء الشفاء ”يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم “. في البداية نساعد الأطفال على استخراج الكلمات التالية من هذا الدعاء: شفاء، دواء، رجاء، أنيس، طبيب، معين. وفي الخطوة الأولى، كي نقرب مفاهيم هذا الدعاء إلى قلب الأطفال، نشرح معنى هذه الكلمات لهم. فعلى سبيل المثال من أحد معاني الشفاء هو أن يبرأ الانسان من مرض أصابه كأن يبرأ ويعافى من الزكام أو ألم في معدته. أما الدواء فأحد معانيه على سبيل المثال هي المادة التي يصفها الطبيب للشخص المريض ،مثل العقاقير، كوسيلة لعلاجه من المرض. أما الرجاء فأحد معانيه الأمل، وهو ترقب وتوقع حصول شيء يستحبه النفس. ثم نسأل الأطفال عن أهم خصائص الأنيس، ونقرب مفهوم الأنيس إلى أذهانهم من خلال تعريف الأنيس بأنه الصديق الوفي، فنسألهم: ما هي الخصائص والملكات التي يملكها صديقك الوفي؟ ونمنح الأطفال وقتا كافيا كي يعددوا فيها خصائص وملكات صديقهم الوفي. وبعد أن ينتهي الأطفال من ذكر خصائص وصفات صديقهم وكي نساعدهم على إدراك المعاني المتجذرة في كلمة ”أنيس “ نسأل كل طفل : هل تظن بأن هذه الملكات تصف كنهية الأنيس إن قلنا عنه بأنه شخص أليفٌ يُدخل السعادة والطمأنينة على قلب رفيقه ويذهب عنه الوحشة والخوف؟ وبطبيعة الحال سيجيب الأطفال بالإيجاب. ثم نتحاور معهم عن تلك اللحظات التي يشعرون فيها بالخوف، ومن هم الأشخاص الذين يدخلون الطمأنينة على قلوبهم في لحظات خوفهم ووحشتهم. وعن معنى الطبيب نخبر الأطفال بأنه الشخص الذي مهنته معالجة المرضى بدنيا ونفسيا. أما عن معنى معين فهو يحمل في طياته كل المعاني التالية : مناصر ،حافظ ،عضد ،مؤيد ،مدافع ،مساعد ،مساند ،مشجع ،مغيث ،ناصر ،سند ،عون ،عصبة ،نصير ،داعم ،مدد ،مؤازر ،منجد. بطبيعة الحال وبعد أن نشرح معنى كل كلمة من هذه الكلمات ، نستطيع أن نسأل الأطفال أن يذكروا مثالا ملموسا من حياتهم الأسرية أو الاجتماعية عن أؤلك الأشخاص الذي يعكسون كل صفة من هذه الصفات التي يدور نقاشنا حولها
ثم نذَكر الأطفال بأن الذي نتوجه بالدعاء إليه هو الله، فنحن نبدأ الدعاء قائلين ” يا إلهي “. فالله تعالى هو الشفاء والدواء والرجاء والأنيس والطبيب والمعين. ونخبرهم بالقدرات الروحانية التي تملكها الكلمة الإلهية في الوصول إلى أبعد المناطق على سطح الكرة الأرضية دون أي استثناء ولهذا ولعلمنا بهذه الخاصية العظيمة التي تمتلكها الكلمات الإلهية فإننا لا نكتفي بالدعاء لأنفسنا فقط بل نرسل هذه الأدعية إلى كل أولئك الذين نعرفهم ونحبهم وكذلك إلى كل أولئك الذين لا نعرف عنهم شيئا. ثم نخبرهم بأن حالة الدعاء هي حالة ارسال البركات والمساعدات لكل الناس الذين يحتاجون إلى هذه البركات والمساعدات في حياتهم اليومية ومن ضمنهم أنفسنا. ثم نطلب منهم أن يجعلوا منذ اللحظة ارسال البركات السماوية والمساعدات الروحانية من خلال تلاوة الدعاء والآيات الإلهية، مشروعهم اليومي الذي يبدؤون به صباحهم وينهوون به يومهم. فما أحوجنا وأحوج الناس الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم لهذه البركات والمساعدات السماوية في كل يومٍ وفي كل ساعةٍ وفي كل لحظةٍ
ولكي نساعد الأطفال بالتعمق أكثر في كلمات هذا الدعاء نخبرهم بأننا سنناقش مجموعة من الأحداث أوالتجارب الحياتية التي تمر بنا أو بأشخاص قد نعرفهم أو لا نعرفهم لنتعرف حول كيفية مقدرتنا على ارسال المساعدات من خلال تلاوتنا لدعاء الشفاء. وقبل أن نبدأ مناقشتنا نعطي لكل طفل ورقة بيضاء ونطلب منه بأن يرسم انسانا على تلك الورقة. من المستحب أن يكون رسمهم لهذا الإنسان كاملا في هيئته الجسدية بحيث يكون له وجه ورجلين ويدين وجسم. وبعد أن ينتهي الأطفال من رسم انسان في هيئته الجسدية الكاملة على أوراقهم، نطلب منهم أن يكتبوا على أحدى جوانب الورقة ذاتها هذه الكلمات التي ناقشناها سابقا: الشفاء ، الدواء ، الرجاء ، الأنيس ، الطبيب ، المعين. ثم نبدأ معهم نقاشنا عن الأحداث والتجارب الحياتية التي قد تمر بهذا الإنسان الذي رسموه على أوراقهم، ونخبرهم بأن هذا الرسم قد يكون أي كائن كان، فهو يمثلهم، ويمثل والديهم، ويمثل أصدقاءهم، ويمثل أولئك الأشخاص الذين يعرفونهم والأشخاص الذين لا يعرفونهم. ونسألهم: من دعاء الشفاء ومن الكلمات التي ناقشناها سابقا، ما هي أكثر ما يحتاجه الشخص في المواقف التالية، ونذكرهم بأن الجواب يجب أن يختار من دعاء الشفاء
إن حدث له حادث ووقع على الأرض وكسر ركبتيه؟ إلى ماذا تحتاج ركبته؟ تحتاج الركبة إلى طبيب يعالج جرحه، وإلى دواء يداويه، وإلى شفاء تبرئه من كسره
إن كان يضرب ويؤذي الآخرين بيديه؟ إلى ماذا يحتاج يديه؟ يحتاج اليد إلى معين ليساعده بالكف عن هذا العمل، وإلى أنيس ينصحه
إن كان شديد الغضب والعصبية على الآخرين؟ إلى ماذا يحتاج قلبه؟ يحتاج القلب الغاضب إلى الأنيس الذي يخفف عن قلبه شعوره بالوحشة والخوف، وإلى معين يساعده في إيجاد الصفات الإيجابية في الآخرين بدلا من سلبياتهم وإلى رجاء في أن بامكانه ان يستبدل الغضب بشعور الرضاء وسرور النفس
إن كان مرهقا جسديا من جراء قيامه بأعمال شاقة؟ إلى ماذا يحتاج هذ الجسد؟ يحتاج جسده المتعب إلى شفاء تبرئه من هذا التعب، وإلى معين يساعده على القيام بالأعمال الملقية على عاتقه
إن كان يشعر بالوحدة؟ إلى ماذا يحتاج قلبه؟ يحتاج القلب الذي يشعر بالوحدة إلى أنيس يشعره بالأمان والمحبة عندما يكون وحيدا، وإلى رجاء يدخل الطمأنينة إلى قلبه ويجعله يأمل أن تمتلئ قلبه بأحاسيس أكثر إيجابية، وإلى معين يأخذ بيده في لحظات حزنه وشعوره بوحدته ويساعده في التغلب على أحزانه وإلى شفاء تبرء قلبه من أحزانه وآلامه
إن كان فقيرا ولا يملك قوت يومه؟ إلى ماذا يحتاج الفقير؟ يحتاج الفقير إلى الرجاء في أن الغد قد يحمل في طياته بشارة تنقذه من فقره واحتياجه، وإلى معين يساعده في فقره ويساعده في التغلب على فقره، ففي الأولى يعينه على إيجاد مايسد به جوعه وفي الأخرى يعينه في إيجاد حلول تنقذه من فقره كإيجاد وظيفة له يسترزق منها
إن كان يملك أفكارا تؤيد الحرب والدمار؟ إلى ماذا يحتاج رأس هذا الإنسان؟ لتغيير الأفكار فإن هذا الرأس يحتاج إلى معين يعرفه على أفكار أخرى أكثر نفعا له وللبشرية، وإلى رجاء في أن هناك فرص أفضل للتميز من خلال الاتحاد وتقبل الآخر بدلا من التميز عن طريق الحرب وإلى شفاء كي يبرء من تعصباته وأحقاده وغضبه من الآخر الذي لا يشبهه
ونستمر في ذكر ألف مثال ومثال من الحياة اليومية التي يعايشها الأفراد والمجتمعات بنحوية تؤذيهم ، تجارب حياتية يومية يحتاج فيها الفرد والمجتمعات إلى تلك البركات والمساعدات السماوية في أشكالها المختلفة لتنقذهم وتبرئهم وتحميهم وتهديهم إلى عوالم حياتية أفضل. من المستحب عندما نناقش هذه الأمثلة الحياتية مع الأطفال أن نطلب منهم بأن يرسموا دائرة حول ذلك الجزء من الجسد الذي يدعون له ، فمثلا إن كان القلب يحتاج إلى الدعاء، نطلب منهم أن يرسموا دائرة حول قلب ذلك الإنسان الذي رسموه على ورقتهم، ثم يرسموا سهمين على الدائرة أحدهما تذكر المشكلة والأخرى تذكر المساعدة التي يحتاجها هذا القلب والتي سيحصل عليها من تلاوة دعاء الشفاء. بعد ذكر هذه الأمثلة الحياتية ومناقشتها مع الأطفال، نسأل كل طفل: والآن بعد أن تعرفنا على معاني الكلمات الإلهية في دعاء الشفاء وبعد أن تعرفنا على قدرة الكلمات الإلهية بالوصول إلى أبعد الأماكن على سطح الكرة الأرضية و تعرفنا على أن الكلمات الإلهية لها قدرات خلاَقة ، هل تظن أنك تستطيع في كل لحظة من يومك أن تساعد نفسك أو أي انسان آخر بارسال هذه الكلمات إليه؟ وسيجيب الطفل بالإيجاب. فنسأله: إن سمعت عن فقراء لا يجدون قوت يومهم في إحدى بقاع الأرض، هل تظن بأنك تملك القدرة على مساعدة هؤلاء الفقراء أم تشعر بأنك ضعيف لا تستطيع مساعدتهم وأنك بعيد عن أرضهم ولا تملك حلا ينقذهم من فقرهم؟ وهنا نساعد الطفل في إدراك القوى التي يملكها لمساعدة الآخرين من خلال الدعاء لهم، فالكلمات الإلهية ستجدهم أينما كانوا وإن سكنوا في أقصى بقاع الأرض وستخلق لهم حلولا بديعة من العدم. ثم نقول له: إن تلاوة الدعاء يشبه وكأنك تملك قوة سحرية تستطيع أن تساعد بها من تشاء أينما كان وكيفما كان، فما رأيك، هل قررت ماذا تريد أن تفعل بهذه القوة السحرية التي تملكها؟ ننهي حلقتنا الدراسية بالطلب من الأطفال بتلاوة جماعية لدعاء الشفاء ثلاث مرات، أولها يهديها كل طفل إلى نفسه، والأخرى يهدونها إلى بعضهم البعض، ويرسلونها في المرة الثالثة إلى كل بقعة من بقاع الأرض لتخلق الكلمات الإلهية حلولا بديعة من العدم لكل من يحتاج إليها
يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم
مناجاة - مجموعة اذكار وادعية من آثار حضرة بهاءالله - رقم (١٧٠) - ص ١٧٦
ترتكز هذه الحلقة الدراسية على محورين أساسيين، أحدهما تهدف إلى تدريب الطفل على التعمق والتفكير في كلمات ومعاني الأدعية التي يتلوها والأخرى تهدف إلى تعريف الطفل بأن تلاوته للدعاء والمناجاة هي من إحدى الوسائل المهمة والمؤثرة جدا والفعالة إن أراد أن يرسل البركات والمساعدات للآخرين. من أهم المفاهيم الجديدة التي سيتعرف عليها الطفل في هذه الحلقة الدراسية هو مفهوم قدرته على إحداث التغيير في حياته وفي حيات الآخرين من خلال تلاوته للأدعية والمناجاة، حيث سيتعلم الطفل بأن الكلمات الإلهية لها خاصية الحركة، فهي لا تتجمد في مكان ما، كأن تتجمد مثلا في البيت الذي يتلو فيه الطفل دعاءه، بل تتحرك وتسافر بحرية في جميع الأماكن والبقاع. والكلمات الإلهية كلمات خلاَقة لا تتحدد إبداعها وابتكارها بزمان أو مكان. الخلاَّق: اسم من أسماء الله الحسنى وكلمات الخلاَق تعكس في ذاتيتها صفة خلاَقيته
يتفضل حضرة بهاءالله في دعاء الشفاء ”يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم “. في البداية نساعد الأطفال على استخراج الكلمات التالية من هذا الدعاء: شفاء، دواء، رجاء، أنيس، طبيب، معين. وفي الخطوة الأولى، كي نقرب مفاهيم هذا الدعاء إلى قلب الأطفال، نشرح معنى هذه الكلمات لهم. فعلى سبيل المثال من أحد معاني الشفاء هو أن يبرأ الانسان من مرض أصابه كأن يبرأ ويعافى من الزكام أو ألم في معدته. أما الدواء فأحد معانيه على سبيل المثال هي المادة التي يصفها الطبيب للشخص المريض ،مثل العقاقير، كوسيلة لعلاجه من المرض. أما الرجاء فأحد معانيه الأمل، وهو ترقب وتوقع حصول شيء يستحبه النفس. ثم نسأل الأطفال عن أهم خصائص الأنيس، ونقرب مفهوم الأنيس إلى أذهانهم من خلال تعريف الأنيس بأنه الصديق الوفي، فنسألهم: ما هي الخصائص والملكات التي يملكها صديقك الوفي؟ ونمنح الأطفال وقتا كافيا كي يعددوا فيها خصائص وملكات صديقهم الوفي. وبعد أن ينتهي الأطفال من ذكر خصائص وصفات صديقهم وكي نساعدهم على إدراك المعاني المتجذرة في كلمة ”أنيس “ نسأل كل طفل : هل تظن بأن هذه الملكات تصف كنهية الأنيس إن قلنا عنه بأنه شخص أليفٌ يُدخل السعادة والطمأنينة على قلب رفيقه ويذهب عنه الوحشة والخوف؟ وبطبيعة الحال سيجيب الأطفال بالإيجاب. ثم نتحاور معهم عن تلك اللحظات التي يشعرون فيها بالخوف، ومن هم الأشخاص الذين يدخلون الطمأنينة على قلوبهم في لحظات خوفهم ووحشتهم. وعن معنى الطبيب نخبر الأطفال بأنه الشخص الذي مهنته معالجة المرضى بدنيا ونفسيا. أما عن معنى معين فهو يحمل في طياته كل المعاني التالية : مناصر ،حافظ ،عضد ،مؤيد ،مدافع ،مساعد ،مساند ،مشجع ،مغيث ،ناصر ،سند ،عون ،عصبة ،نصير ،داعم ،مدد ،مؤازر ،منجد. بطبيعة الحال وبعد أن نشرح معنى كل كلمة من هذه الكلمات ، نستطيع أن نسأل الأطفال أن يذكروا مثالا ملموسا من حياتهم الأسرية أو الاجتماعية عن أؤلك الأشخاص الذي يعكسون كل صفة من هذه الصفات التي يدور نقاشنا حولها
ثم نذَكر الأطفال بأن الذي نتوجه بالدعاء إليه هو الله، فنحن نبدأ الدعاء قائلين ” يا إلهي “. فالله تعالى هو الشفاء والدواء والرجاء والأنيس والطبيب والمعين. ونخبرهم بالقدرات الروحانية التي تملكها الكلمة الإلهية في الوصول إلى أبعد المناطق على سطح الكرة الأرضية دون أي استثناء ولهذا ولعلمنا بهذه الخاصية العظيمة التي تمتلكها الكلمات الإلهية فإننا لا نكتفي بالدعاء لأنفسنا فقط بل نرسل هذه الأدعية إلى كل أولئك الذين نعرفهم ونحبهم وكذلك إلى كل أولئك الذين لا نعرف عنهم شيئا. ثم نخبرهم بأن حالة الدعاء هي حالة ارسال البركات والمساعدات لكل الناس الذين يحتاجون إلى هذه البركات والمساعدات في حياتهم اليومية ومن ضمنهم أنفسنا. ثم نطلب منهم أن يجعلوا منذ اللحظة ارسال البركات السماوية والمساعدات الروحانية من خلال تلاوة الدعاء والآيات الإلهية، مشروعهم اليومي الذي يبدؤون به صباحهم وينهوون به يومهم. فما أحوجنا وأحوج الناس الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم لهذه البركات والمساعدات السماوية في كل يومٍ وفي كل ساعةٍ وفي كل لحظةٍ
ولكي نساعد الأطفال بالتعمق أكثر في كلمات هذا الدعاء نخبرهم بأننا سنناقش مجموعة من الأحداث أوالتجارب الحياتية التي تمر بنا أو بأشخاص قد نعرفهم أو لا نعرفهم لنتعرف حول كيفية مقدرتنا على ارسال المساعدات من خلال تلاوتنا لدعاء الشفاء. وقبل أن نبدأ مناقشتنا نعطي لكل طفل ورقة بيضاء ونطلب منه بأن يرسم انسانا على تلك الورقة. من المستحب أن يكون رسمهم لهذا الإنسان كاملا في هيئته الجسدية بحيث يكون له وجه ورجلين ويدين وجسم. وبعد أن ينتهي الأطفال من رسم انسان في هيئته الجسدية الكاملة على أوراقهم، نطلب منهم أن يكتبوا على أحدى جوانب الورقة ذاتها هذه الكلمات التي ناقشناها سابقا: الشفاء ، الدواء ، الرجاء ، الأنيس ، الطبيب ، المعين. ثم نبدأ معهم نقاشنا عن الأحداث والتجارب الحياتية التي قد تمر بهذا الإنسان الذي رسموه على أوراقهم، ونخبرهم بأن هذا الرسم قد يكون أي كائن كان، فهو يمثلهم، ويمثل والديهم، ويمثل أصدقاءهم، ويمثل أولئك الأشخاص الذين يعرفونهم والأشخاص الذين لا يعرفونهم. ونسألهم: من دعاء الشفاء ومن الكلمات التي ناقشناها سابقا، ما هي أكثر ما يحتاجه الشخص في المواقف التالية، ونذكرهم بأن الجواب يجب أن يختار من دعاء الشفاء
إن حدث له حادث ووقع على الأرض وكسر ركبتيه؟ إلى ماذا تحتاج ركبته؟ تحتاج الركبة إلى طبيب يعالج جرحه، وإلى دواء يداويه، وإلى شفاء تبرئه من كسره
إن كان يضرب ويؤذي الآخرين بيديه؟ إلى ماذا يحتاج يديه؟ يحتاج اليد إلى معين ليساعده بالكف عن هذا العمل، وإلى أنيس ينصحه
إن كان شديد الغضب والعصبية على الآخرين؟ إلى ماذا يحتاج قلبه؟ يحتاج القلب الغاضب إلى الأنيس الذي يخفف عن قلبه شعوره بالوحشة والخوف، وإلى معين يساعده في إيجاد الصفات الإيجابية في الآخرين بدلا من سلبياتهم وإلى رجاء في أن بامكانه ان يستبدل الغضب بشعور الرضاء وسرور النفس
إن كان مرهقا جسديا من جراء قيامه بأعمال شاقة؟ إلى ماذا يحتاج هذ الجسد؟ يحتاج جسده المتعب إلى شفاء تبرئه من هذا التعب، وإلى معين يساعده على القيام بالأعمال الملقية على عاتقه
إن كان يشعر بالوحدة؟ إلى ماذا يحتاج قلبه؟ يحتاج القلب الذي يشعر بالوحدة إلى أنيس يشعره بالأمان والمحبة عندما يكون وحيدا، وإلى رجاء يدخل الطمأنينة إلى قلبه ويجعله يأمل أن تمتلئ قلبه بأحاسيس أكثر إيجابية، وإلى معين يأخذ بيده في لحظات حزنه وشعوره بوحدته ويساعده في التغلب على أحزانه وإلى شفاء تبرء قلبه من أحزانه وآلامه
إن كان فقيرا ولا يملك قوت يومه؟ إلى ماذا يحتاج الفقير؟ يحتاج الفقير إلى الرجاء في أن الغد قد يحمل في طياته بشارة تنقذه من فقره واحتياجه، وإلى معين يساعده في فقره ويساعده في التغلب على فقره، ففي الأولى يعينه على إيجاد مايسد به جوعه وفي الأخرى يعينه في إيجاد حلول تنقذه من فقره كإيجاد وظيفة له يسترزق منها
إن كان يملك أفكارا تؤيد الحرب والدمار؟ إلى ماذا يحتاج رأس هذا الإنسان؟ لتغيير الأفكار فإن هذا الرأس يحتاج إلى معين يعرفه على أفكار أخرى أكثر نفعا له وللبشرية، وإلى رجاء في أن هناك فرص أفضل للتميز من خلال الاتحاد وتقبل الآخر بدلا من التميز عن طريق الحرب وإلى شفاء كي يبرء من تعصباته وأحقاده وغضبه من الآخر الذي لا يشبهه
ونستمر في ذكر ألف مثال ومثال من الحياة اليومية التي يعايشها الأفراد والمجتمعات بنحوية تؤذيهم ، تجارب حياتية يومية يحتاج فيها الفرد والمجتمعات إلى تلك البركات والمساعدات السماوية في أشكالها المختلفة لتنقذهم وتبرئهم وتحميهم وتهديهم إلى عوالم حياتية أفضل. من المستحب عندما نناقش هذه الأمثلة الحياتية مع الأطفال أن نطلب منهم بأن يرسموا دائرة حول ذلك الجزء من الجسد الذي يدعون له ، فمثلا إن كان القلب يحتاج إلى الدعاء، نطلب منهم أن يرسموا دائرة حول قلب ذلك الإنسان الذي رسموه على ورقتهم، ثم يرسموا سهمين على الدائرة أحدهما تذكر المشكلة والأخرى تذكر المساعدة التي يحتاجها هذا القلب والتي سيحصل عليها من تلاوة دعاء الشفاء. بعد ذكر هذه الأمثلة الحياتية ومناقشتها مع الأطفال، نسأل كل طفل: والآن بعد أن تعرفنا على معاني الكلمات الإلهية في دعاء الشفاء وبعد أن تعرفنا على قدرة الكلمات الإلهية بالوصول إلى أبعد الأماكن على سطح الكرة الأرضية و تعرفنا على أن الكلمات الإلهية لها قدرات خلاَقة ، هل تظن أنك تستطيع في كل لحظة من يومك أن تساعد نفسك أو أي انسان آخر بارسال هذه الكلمات إليه؟ وسيجيب الطفل بالإيجاب. فنسأله: إن سمعت عن فقراء لا يجدون قوت يومهم في إحدى بقاع الأرض، هل تظن بأنك تملك القدرة على مساعدة هؤلاء الفقراء أم تشعر بأنك ضعيف لا تستطيع مساعدتهم وأنك بعيد عن أرضهم ولا تملك حلا ينقذهم من فقرهم؟ وهنا نساعد الطفل في إدراك القوى التي يملكها لمساعدة الآخرين من خلال الدعاء لهم، فالكلمات الإلهية ستجدهم أينما كانوا وإن سكنوا في أقصى بقاع الأرض وستخلق لهم حلولا بديعة من العدم. ثم نقول له: إن تلاوة الدعاء يشبه وكأنك تملك قوة سحرية تستطيع أن تساعد بها من تشاء أينما كان وكيفما كان، فما رأيك، هل قررت ماذا تريد أن تفعل بهذه القوة السحرية التي تملكها؟ ننهي حلقتنا الدراسية بالطلب من الأطفال بتلاوة جماعية لدعاء الشفاء ثلاث مرات، أولها يهديها كل طفل إلى نفسه، والأخرى يهدونها إلى بعضهم البعض، ويرسلونها في المرة الثالثة إلى كل بقعة من بقاع الأرض لتخلق الكلمات الإلهية حلولا بديعة من العدم لكل من يحتاج إليها