|
من مرحلة الإستقبال إلى مرحلة الإنتاجعندما يلد الطفل وحتى السنة الأولى من عمره يتعلم رويدا رويدا كيفية تطوير ملكاته ليتحول من السلبية إلى الفعليّة المنتجة. بمعنى آخر، رغم أن الطفل يسمع الأصوات ويتعلم تمييز بعضها عن البعض الآخر، إلا أن هذه المعرفة تبقى في مرحلة السلبية في السنة الأولى من طفولته؛ حيث أنه لا يستطيع أن يتصرف فعليا بتحويل هذه الأصوات إلى كلمات ينطقها . تعني السلبية هنا قدرة الطفل على الإستقبال والتعلم دون قدرته على إظهار نتائج عملية للعلم الذي يستقبله ويملأ به وجوده ، بينما تعني الفعلية المنتجة قدرة الطفل على اظهار آثار هذا العلم الذي تشربه والتفاعل معها من خلال إعادة إنتاجها بالنحوية التي استقبلها أو بإدخال تغييرات عليها وإبرازها في منهجية مبتكرة غالبا ما يُشبه الطفل وهو في مرحلته السلبية بأنه مثل الإسفنج، يتشرّب ويتشرّب ويتشرّب دون أن تظهر أي أثر للقطرات التي يُجمّعها في وجوده، ولهذا فغالبا ما يغفل الوالدان مسألة التطور الروحي الذي يعيشه الطفل في السنة الأولى من عمره وخاصة أن آثاره العملية، إن شئنا وصفها بهذا التعريف المبسّط، لا تظهر للعيان بذات الجلاء الذي يظهر فيه آثار تعلّم الطفل للكلام أو المشي أو القدرات الجسمية الأخرى. ولكن وإن بقي الطفل في مرحلة السلبية لفترة أطول قبل إظهار ملكاته الروحانية بالمقارنة مع إبراز فعليته الإنتاجية في قدراته الجسمية إلا أن استمرارية الوالدين في تهيئة البيئة الروحانية المناسبة كي تتشرب روحه من بحار الكلمات الإلهية لهي من أهم ما يمكن للوالدين من تقديمها لطفلهما أدرجت هنا من المكتبة الشخصية لأسرتي، مثالين تعكس أحدهما المرحلة السلبية التي يعيشها الطفل في عدم استطاعته إبراز ما يكتمن في وجوده قبل الولوج إلى المرحلة المنتجة ليظهر فيها أثار ما تعلمه سابقا بنحويّة فعلية. في الفيديو الأول كان ابنى عمره 22 شهرا، وفي الفيديو الثاني عمره 35 شهرا. بدأت بتلاوة لوح الأحمد على مسامع ابني منذ الأيام الأولى بعد ولادته ومازلت أواظب على تلاوته يوميا معه |