إنّ مولود ذلك اليوم الجديد يفوق أعقل وأشرف النّاس في هذا الزّمان وأصغر عامِّيٍّ فيه يفوق في العِلم والمعرفة أعلم العلماء والفقهاء في هذا العصر
من خطاب لحضرة الباب إلى حروف الحيّ، راجع كتاب مطالع الأنوار تأليف محمد زرندي الملقّب ﺑنبيل طبع مصر ص 74
| يتفضل حضرة بهاءالله في سورة الهيكل "انظروا العالم كهيكل انسان انّه خلق صحيحاً كاملاً فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة". ويعتبر كل طفل "هيكل انسان" في وجوديته وكيانه، وتقع على الوالدين وظيفة تربيته الروحانية بحيثية تحميه من الأمراض وتحافظ على فطرية خلقته " صحيحاً كاملاً". إن اعتبرنا –على سبيل المجاز- الطفل كصندوق فارغ بولادته في هذا العالم، فإن الوالدين يملكان خياران لا ثالث لهما اتجاه هذا الصندوق؛ فإما أن يملآنها باللآلئ أو يملآنها بالمخلفات. بطبيعة الحال، الطفل ليس صندوقا فارغا لأنه مخلوق روحاني ويملك في هيكلية وجوده جميع الملكات السماوية التي ستظهر كمالية آثارها من خلال التربية. والعكس صحيح أيضا، إذ ستُدفن ملكاته وفطرته الروحانية الإنسانية في سراديب الظلام ودهاليز النفس والهوى إن لم تصقل بالتربية. يتفضل رسول الله محمد عليه السلام "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه"؛ وهذا يدل على عظمة وأهمية التربية في خلق وجودية الطفل وترسيم ملامح هويته . ولذا إن اعتبرنا (مجازا) طفلنا صندوقا فارغا، يطرح السؤال نفسه: بماذا سنملأ هذا الصندوق؟ مع الأخذ بعين الإعتبار دعاء المولود من حضرة الباب "قد جِئتُ بأمرالله و ظَهَرتُ لذكره و خُلِقتُ لخدمته العزيز المحبوب" امر وخلق ،المجلد4، ص73 ولكن ، غالبا ما يتناسى الوالدان أمر هذا الصندوق في سنين طفولته ويتفاجآن بمحتوياته عندما يشب عن طوقه يتفضل حضرة بهاءالله يا عين هذا الهيكل لا تلتفتی الی السّمآء و ما فيها و لا الی الأرض و من عليها انّا خلقناك لجمالی ها هو هذا انظری كيف شئت و لا تمنعی لحاظك عن جمال ربّك العزيز المحبوب يا سمع هذا الهيكل طهّر نفسك عن نعيق كلّ ناعقٍ مردود ثمّ اسمع ندآء ربّك انّه يوحی اليك من جهة العرش انّه لا اله الاّ انا العزيز المقتدر المهيمن القيوم يا لسان هذا الهيكل انّا خلقناك باسمی الرّحمن و علّمناك ما كنز فی البيان و انطقناك لذكری العظيم فی اﻻمكان |
سورة الهيكل