يَا حَبِيبِي إِنَّ الْكَلِمَةَ الإِلَهِيَّةَ هِيَ سُلْطَانُ الْكَلِمَاتِ وَنُفُوذُهَا لا يُحْصَى
لَوْحُ مَقْصُودَ- حضرة بهاءالله
|
تتحدث أغلب الأديان السماوية عن يوم الحساب الذي يواجه فيه المرء نتائج أعماله؛ ويعيش الوالدان هذا اليوم المصيري عندما يكبر طفلهما ،في تعريفنا المجازي له كصندوق، و يفتح غطاءه ليكشف عن مخزون محتوياته التي مُلئت بها وجوديته رويدا رويدا في سنين الطفولة. قبل مرحلة الكشف، يملك الوالدان، والأم بصفة خاصة، كل الفرص والإمكانيات اللازمة للتحكم بمحتويات هذا الصندوق، فإما أن تملأه الأم بالنور والكمالات الإنسانية أو أن تملأه بالغضب والظلام أو أن تهجره وتتغافل عنه ليملأه الآخرون. والآخرون الذين يملئون هذا الصندوق هم: المدرسة، الأصدقاء، المجتمع، التلفزيون، الألعاب الإلكترونية و...إلخ يتفضل حضرة بهاءالله في لوح الْكَلِمَاتُ الْفِرْدَوْسِيَّةُ كَلِمَةُ اللهِ فِي الوِرْقِ الخَامِسِ مِنَ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى إِنَّ الْعَطِيَّةَ الْكُبْرَى وَالنِّعْمَةَ الْعُظْمَى فِي الرُّتْبَةِ الأُولَى لَمْ تَزَلْ هِيَ الْعَقْلُ. وَهُوَ الْحَافِظُ لِلْوُجُودِ وَمُعِينُهُ وَنَاصِرُهُ فَالْعَقْلُ رَسُولُ الرَّحْمَنِ وَمَظْهَرُ اسْمِ الْعَلاَّمِ وَبِهِ ظَهَرَ مَقَامُ الإِنْسَانِ. وَهُوَ الْعَالِمُ وَالْمُعَلِّمُ الأَوَّلُ فِي مَدْرَسَةِ الْوُجُودِ وَهُوَ الْمُرْشِدُ وَالْحَائِزُ لِلرُّتْبَةِ الْعُلْيَا. وَبِيُمْنِ تَرْبِيَتِهِ أَصْبَحَ عُنْصُرُ التُّرَابِ جَوْهَرَةً نَفِيسَةً إِلَى أَنْ جَاوَزَ الأَفْلاَكَ وَهُوَ الْخَطِيبُ الأَوَّلُ فِي مَدِينَةِ الْعَدْلِ ينمو عقل الطفل منذ نشأته وإلى سن الرابعة من عمره 90% من نموه الكامل وتستطيع كل أم تربية طفلها بالإرتكاز على تربية عقله خلال هذه السنوات الأربع بحيثية روحانية سماوية تحميه من الوقوع عند نضجه في دهاليز التبعية العمياء. عندما توصل الأم طفلها ببحر الآيات الإلهية وتنمي فيه ملكات الغوص في أعماق هذا البحر لإستخراج لئالئه المكنونة تحرر عقله من قيود التجمد في قوالب مظلمة تخنق إنسانيته. أما إن انشغلت عنه في هذه السنوات الأربع المصيرية لنموعقله وسلّمت أمر تربيته للتلفزيون مثلا، فستحرم طفلها من هذه " الْعَطِيَّةَ الْكُبْرَى وَالنِّعْمَةَ الْعُظْمَى" والتي ترتكز عليها جلّ محورية وجوديته وتظهر كمالاته الإنسانية |