برنامج الرضوان
يتفضل حضرة بهاءالله في احد الألواح التي نُزّلت في عيد الرضوان
يَا قَلَمَ الأَبْهَى بَشِّرِ المَلأَ الأَعْلَى بِمَا شُقَّ حِجَابُ السِّترِ وَظَهَرَ جَمَالُ اللهِ مِنْ هَذَا المَنْظَرِ الأَكْبَرِ بِالضِّيَاءِ الَّذِي بِهِ أَشْرَقَتْ شُمُوسُ الأَمْرِ عَنْ مَشْرِقِ اسْمِهِ العَظِيمِ، فَيَا
مَرْحَبًا هَذَا عِيْدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ فَضْلٍ مَنِيعٍ
من ألواح الرضوان – من آثار حضرة بهاءالله – أدعيه حضرت محبوب، الصفحة ١٦٢
قبل أن نسرد على الأطفال قصة عيد الرضوان، نُقرّب لأذهانهم معنى الرضوان، وهو الاسم الذي أطلقه حضرة بهاءالله على هذه
الحديقة وكذلك على الإثني عشر يوما التي قضاها في هذه الحديقة. فالرضوان، اسم مكان إذ أنه اسم الحديقة ولكنه أيضا اسمٌ للفترة
الزمنية التي قضاها حضرة بهاءالله في هذه الحديقة. ففي هذا المكان الذي هو الجنة، وفي هذا الزمن الذي هو زمن الجنة تعرفت
البشرية على احاسيس ولوجها في الجنة
فنبدأ بتعريف الأطفال بمكان وزمن وأحاسيس الجنة أو الرضوان. ونسألهم عن معنى كلمة الجنة؟ ونجيبهم بأن الجنة هي الحديقة
وجمعها جنان أي حدائق. ثم نطلب من كل طفل أن يصف ما يتخيل وجوده في الحديقة أو البستان وما الذي يجعل المكان يُعرف بأنه
حديقة وليس غاراً مثلا. ونساعد الأطفال أن يتعرفوا على تلك الخصائص التي تحوّل المكان إلى حديقة أو بستان. فعلى سبيل المثال، من أهم مميزات الحديقة هي أنها خضراء، بها شجر، وورد، ومجرى ماء، وربما طير ونحل وفراشات، ودرجات متفاوتة من ألوان
الطبيعة الجميلة كالأخضر والأحمر والأصفر والأبيض
ثم نسأل الأطفال أن يصفوا احساسهم عندما يدخلون إلى حديقة تشبه تلك التي وصفوها. ونمنح كل طفل ما يحتاجه من الوقت حتى
يصف مشاعره عندما يدخل إلى حديقة بها أشجار وورود وماء وكل ما يستطيع أن يتخيله من مظاهر الجمال. من أهم الأحاسيس التي
نحاول أن نساعد الأطفال بتخيلها وهم في الجنة أو الحديقة هي احساسهم بالسعادة وبالجمال منعكسا من كل ما تقع عليه أعينهم
وشعورهم بالأمان، وبرغبتهم في أن يطول مكوثهم في هذا المكان أطول فترة ممكنة، ربما للأبد. ثم نسألهم إن كان وجودهم في هذا
المكان سيملأ وجودهم بالأفكار الإيجابية التي تتولد في مخيلتهم وهم محاطون بهذا الجمال والأمان وإن كانت سعادتهم أيضا ستساعدهم في توليد هذه الأفكارالإيجابية، وتجعلهم يشعرون بجمالهم أيضا كجزء لا يتجزأ من هذا الجمال الذي يحيط بهم؟ وقبل أن ننتقل إلى
تعريف زمن الجنة نطلب من الأطفال بأن يرسموا الحديقة الجميلة التي يتخيلونها ثم بعد أن ينتهي كل طفل من رسم حديقته وتلوينها
نطلب منهم بأن يرسموا أنفسهم في هذه الحديقة. والهدف من هذا النشاط هو أن يثبت في ذهنية الأطفال كنهية الجنة ونحوية احساسهم
حين وجودهم بها. وبعد أن ينتهي الأطفال من رسم الحديقة ورسم أنفسهم في أرجاء حديقتهم، نذكرهم باحساسهم بالسعادة وهم في هذه
الجنة ونسألهم: هل تحبون أن تعزمون أحد إلى جنتكم هذه حتى يشاهدوا جمال حديقتكم ويشعرون بالسعادة مثلما أنتم تشعرون؟ ونسمح
للأطفال بما يحتاجونه من الوقت حتى يتخيلوا كل أولئك الذين يحبون أن يعزموهم إلى جنتهم مثل والديهم وأصدقائهم وجيرانهم. وبعد أن يذكر كل طفل قائمة الأشخاص الذين يحب أن يشارك مباهج حديقته معهم، نطلب من الأطفال بأن يضيفوا هؤلاء الأشخاص إلى
رسوماتهم
وبعد أن ينتهي الأطفال من هذا النشاط، نسألهم، هل قبل أن تدخلوا حديقتكم، كنتم في الحديقة أم خارجها؟ فيجيب الأطفال بأنهم كانوا
خارجها. وهنا نشرح لهم معنى زمن الجنة، فزمن جنتهم بدأ لحظة ورودهم إلى الحديقة ودخولهم إلى ذلك المكان الجميل الذي يشعرون فيها بالبهجة والسعادة. ثم نسألهم، هل زمن الجنة مرتبط بهم أم بالحديقة؟ بمعنى آخر، متى بدأ زمن الحديقة؟ ونساعد الأطفال بأن
يدركوا بأن هذا الزمن الذي نتحدث عنه هو زمنهم الشخصي، يبدأ في تلك اللحظة التي يدخلون فيها بالحديقة. ثم نسألهم، إن كنتم في
غاية السعادة في هذه الحديقة الجميلة التي بها الماء والأشجار والزهور والفراشات والطيور الجميلة وتشعرون بجمالكم الشخصي فيها
فيا ترى هل تحبون أن تخرجوا منها أم تحبوا أن تعيشوا فيها إلى الأبد؟ قد يبدأ الأطفال هنا بمناقشات نظريات عملية من قبيل إنهم قد لا يستطيعون أن يناموا بالليل لوحدهم في الحديقة، أو أنهم لا يستطيعوا أن يظلوا بعيدين عن أبائهم وأمهاتهم، أو مناقشات أخرى من هذا
القبيل. ونشجع الأطفال على أجاباتهم العملية من واقع الحياة والمنطق. ثم نؤكد لهم أنه من الناحية العملية، لا يمكن البقاء للأبد في هذا
المكان لأننا لانسكن به، كما إننا لا نستطيع أن نقلع الحديقة كلها من مكانها ونأخذها معنا إلى مكان سكننا. ونسألهم، ولكن، أليس مؤسفا
أن نترك الجنة مع أننا نشعر بالسعادة فيها، ونحن نعلم من المناقشات السابقة بأن زمن سعادتنا في الجنة بدأ في تلك اللحظة التي دخلنا
فيها؟ كيف نستطيع أن نترك هذا المكان والزمن والإحساس؟ ونسمح للأطفال بأن يجيبوا على هذا السؤال بالكيفية التي يتخيلون فيها
حياتهم وهم في الجنة وكذلك وهم خارجها. وبعد أن ينتهي الأطفال من اجاباتهم، نسألهم، من يملك تلك الأحاسيس التي شعروا بها وهم
في الجنة من السعادة والجمال والأمان وغيرها؟ ونساعد الأطفال بأن يدركوا بأنهم هم مالكوا هذه الأحاسيس. ثم نسألهم، يا ترى أين
يسكن الإحساس؟ ونساعدهم بالتعرف على موطن الاحساس وهو القلب. ثم نسألهم، يا ترى عندما تخرجون من الحديقة هل تأخذون
قلبكم معكم أم أنكم ستتركونها في الحديقة؟ وبطبيعة الحال سيجيب الأطفال بأنهم سيخرجون من الجنة وقلوبهم معهم. وهنا نخبرهم بهذا التحليل المنطقي الذي يتطابق مع العقل، فبما أنهم أصحاب هذه الأحاسيس، وبم أن قلوبهم هي موطن هذه الأحساسيس، وبما أنهم
سيظلوا حاملين لقلوبهم والتي هي موطن أحاسيسهم، إذن فإن هذه الأحاسيس التي شعروا بها وهم في الجنة ستبقى معهم في قلوبهم ولن
تنتهي عندما يخرجون من الحديقة لأن مكانها في قلبهم وليس في الحديقة
ثم نذكر الأطفال بنقاشنا السابق حول زمن الجنة، والذي هو في الحقيقة زمن دخولهم إلى الحديقة وليس زمن الحديقة نفسها. ونسألهم، إن كان الزمن مرتبط بدخولكم إلى الحديقة، ومرتبط باحساسكم بالجمال والسعادة وأنتم في الحديقة، إذن هل تظنون بأن زمنكم في الجنة
طويل أم قصير؟ ونسمح للأطفال بالوقت الذي يحتاجونه للإجابة على هذا السؤال المرتبط بزمن جنتهم. ثم نقول لهم، بما أن احساسهم
بالجمال والأمان والسعادة بدأ لحظة دخولهم إلى الحديقة، وبما أن احساسهم سيبقى معهم في قلبهم حتى وإن خرجوا من مكان الحديقة
إذن فإن زمن احساسهم بالجنة زمن أبدي سيبقى معهم ببقاء احساسهم الذي يسكن في قلبهم وليس في الحديقة
من أجل أن يدرك الأطفال عظمة وجلال عيد الرضوان، نذكر لهم قصة بداية هذا العيد عندما دخل حضرة بهاءالله حديقة (نجيب باشا)
والتي سمّاها حضرة بهاءالله بحديقة الرضوان (الجنة). فمن خلال تعرّف الأطفال على الظروف التاريخية التي احاطت بهذا الحدث
يستطيع الأطفال أن يدركوا مدى عظمة هذا العيد وأهميته ليست فقط للبهائيين بل لجميع البشر. ونشرح للأطفال بأنه عندما اُطلق سراح حضرة بهاءالله من سجن القب الأسود في طهران، رغم جروحه وآلامه وضعف صحته طُلب من حضرته أن يهجر
إيران فتركها إلى العراق ولم يعد بعدها إلى إيران أبدا. فقد عاش حضرة بهاءالله أربعين سنة سجينا منفيا من مكان إلى آخر. قضى
حضرة بهاءالله وعائلته عشر سنوات في العراق قبل أن ينفى منها سنة 1863 إلى مدينة اسطنبول في تركيا ومن ثم إلى أدرنه وأخيرا
نفي إلى السجن الأعظم في عكاء. وقد توفى حضرة بهاءالله في عكاء وكان ما يزال سجين الدولة العثمانية. عندما كان حضرة بهاءالله
في سجن عكاء مات ابنه ميرزا مهدي عندما سقط من سطح السجن من فجوة للانارة في السقف. ونسأل الأطفال: هل تظنون بأن الرسل
السماوية يعلمون بما سيواجهونه من أحداث في المستقبل؟ ونساعدهم في معرفة بأن للرسل السماوية علم سماوي لأنهم مرايا لنور الله
في الأرض. ونسأل الأطفال عن خصائص المرآة. فعلى سبيل المثال ، من أهم خصائص المرآة أنها تعكس في نفسها نور الشمس
ونشرح للأطفال بأنه كما أن الله يعرف كل شيء فإن الرسل أيضا لكونهم مرايا تعكس نور الله يعرفون كل شيء وكذلك يعرفون
الماضي والمستقبل. ونشرح لهم بأن حضرة بهاءالله كان يعلم كل شيء عن الأحداث المؤلمة التي ستحدث له إلى أن يتوفى في منفاه وهو مازال سجينا سنة 1892 ونذكر للأطفال بأن حضرة بهاءالله عندما قرر أن يدخل ويبقى في حديقة نجيب باشا اثنا عشر يوما بعد أن
صدر أمر نفيه من العراق إلى اسطنبول، كان مايزال سجين للامبراطورية الفارسية والإمبراطوية العثمانية. ثم نسأل الأطفال، ترى
لماذا اختار حضرة بهاءالله أن يتوقف إثنى عشر يوما في حديقة نجيب باشا والتي سماها بحديقة الرضوان ومن خلفه سنوات من الحزن والسجن ومن أمامه سنوات أكثر من الحزن والنفي والسجن؟ ونسألهم: ترى ماذا حدث لحظة دخول حضرة بهاءالله إلى حديقة نجيب
باشا ولماذا سماها بحديقة الرضوان؟ ونخبرهم بمدى سعادة حضرة بهاءالله في هذه الأيام الإثني عشر وكيف أنه أحبّ أن يشارك هذه
السعادة مع كل الناس فأعلنها عيدا لجميع البشر”فَيَا مَرْحَبًا هَذَا عِيْدُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ عَنْ أُفُقِ فَضْلٍ مَنِيعٍ”. ونشرح للأطفال بأن حضرة
بهاءالله، أعلن في اليوم الأول من دخوله إلى حديقة نجيب باشا بأنه رسول سماوي ومرآة لنور الله على الأرض، لذا فإن هذه الحديقة هي المكان الذي اختاره حضرة بهاءالله كي يُعلن عن مقامه، فهو ليس سجين الإمبراطوريتين بل هو رسول سماوي. وبهذا الإعلان الذي
أعلنه حضرة بهاءالله في إبريل 1863 بدأ زمن الجنة وقد سمّاها حضرة بهاءالله بالرضوان لأن جمال وبهاء ونور رسالته السماوية هي مرآة لنور الله. ورغم أن الإحتفال بعيد الرضوان يكون سنويا في إبريل، إلا أن زمن جنة الله ورضوانه يحمله الفرد في احساسه
بالسعادة والجمال في قلبه طوال السنة وليس فقط في شهر ابريل، وطوال كل سنين عمره، فهو غير مرتبط بمكان حديقة نجيب باشا
بل هو مرتبط بجمال ونور الجنة التي جاء بها حضرة بهاءالله هدية للبشرية. ثم نخبر الأطفال بمدى سعادة حضرة بهاءالله في هذه الأيام لدرجة أنه أعلنها بأيام الرضوان، رغم معرفته بما ينتظره من آلام وأحزان، ونسألهم: ترى هل يمكننا أن نشعر بالحزن في أيام
الرضوان رغم معرفتنا بأن قلب حضرة بهاءالله كان يملأه البهجة والفرح والسرور؟ رغم معرفته بكل الآلام والأحزان التي تنتظره
لحظة خروجه من حديقة نجيب باشا في ابريل 1863، بشّر حضرة بهاءالله البشرية بجنة الله ورضوانه على الأرض
في نهاية هذه الحلقة الدراسية، نساعد الأطفال على صنع نموذج لحديقة أو بستان من خلال هذا النشاط اليدوي
من أحد الأنشطة التي يستطيع الأطفال القيام بها في هذه الحلقة الدراسية المختصة بعيد الرضوان هي تعليمهم كيفية تهيئة نوع بسيط من أنواع الحلويات ثم اعطائهم الوصفة حتى . يستطيع الوالدان مساعدتهم في البيت لتهيئتها وتوزيعها على أطفال الجيران وزملائهم في الروضة وفي المدرسة وعلى أصدقائهم وأصحابهم
وفي النهاية من المستحسن أن يشعر الأطفال بجمالية عيد الرضوان من خلال أغنية يتعلمونها ليدندنوا كلماتها وهم مشغولون باللعب مع أصدقائهم ووالديهم. على سبيل المثال، هذه أغنية كلماتها بسيطة ألفتها من أجل تعليمها للأطفال في منطقتي
ررر- ض ض ض- و - ا – ن
رضوانٌ سعيد يا أحباب
بشارةُ بشارةُ كل كتاب
رضوانٌ سعيد يا أحباب
هذا يوم رب الأرباب
ررر- ض ض ض- و – ا – ن
ما أحلاك يا دنيا
توشحك نورَ السماء
ما أحلاك يا دنيا
تختالين جمالاً في يوم البهاء
ررر- ض ض ض- و – ا – ن
هيا هيا يا أصحاب
هيا هيا يا أحباب
سلطان الأعياد رضواني
جنة مبدئي ومآبي
ما أغلاك يا دنيا
تشعين نوراً وحلا
ررر- ض ض ض – و – ا – ن
Your browser does not support viewing this document. Click here to download the document.