يَا ابْنَ الرُّوحِ
أَحَبُّ الأَشْيَاءِ عِنْدِي الإنْصافُ. لا تَرْغَبْ عَنْهُ إِنْ تَكُنْ إِلَيَّ راغِباً وَلا تَغْفَلْ مِنْهُ لِتَكُونَ لِي أَمِيناً وَأَنْتَ تُوَفَّقُ بِذلِكَ أَنْ تُشَاهِدَ الأَشْياءَ بِعَيْنِكَ لا بِعَيْنِ العِبادِ وَتَعْرِفَها بِمَعْرِفَتِكَ لا بِمَعْرِفَةِ أَحَدٍ فِي البِلادِ. فَكِّرْ فِي ذلِكَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ. ذلِكَ مِنْ عَطِيَّتِي عَلَيْكَ وَعِنايَتي لَكَ فَاجْعَلْهُ أَمامَ عَيْنَيْكَ
الكلمات المكنونة العربية
The Basics Of Child Behavior | تعتبر تربية الطفل على أن يشاهد الأشياء بعينه ويعرفها بمعرفته من أهم المبادئ التي إن غرست في كيانه منذ الطفولة فستساعد على حمايته في سنين نضجه من المشي في دروب التبعية والجهل أوالتأثر بأصحاب السوء. كما ينمّي فيه هذا المبدأ بصيرته الروحانية بحيثية يرى فيها الأمور من خلال بوتقة الآيات الإلهية. فإن كان الفرد يستخدم عينيه في النظر والمشاهدة فلماذا لا يستخدم بصيرته كي يدرك كنهية الأشياء وحقيقتها. يمتلك كل انسان عينين ظاهريتين يستخدمهما لرؤية ما تحيط به في بيئته من مظاهر الحياة، فيستخدم مثلا عينيه وقدرته على النظر لمشاهدة الورود في حديقته بدلا من أن يغلق عينيه ويطلب من شخص آخر استخدام عينيه في النظر إلى هذه الورود. تعتبر بصر الإنسان وبصيرته (عينُه الظاهرية والباطنية) مساحة شخصية وحيزا مقدسا يمتلكها الفرد ويجب عليه أن يحافظ على استقلاليتها. فكما أن عينه تعتبر ملكية خاصة وجزئية أساسية في تكوينه الجسدي كذلك تعتبر بصيرته جزئية أساسية من وجوده الروحاني. يؤكد حضرة بهاءالله أن أحب الأشياء عنده الإنصاف؛ والإنصاف هي أن يحافظ الفرد على استقلاليّة هذا الحيز الشخصي من قيود التبعية والجهل. ينشأ حضرة بهاءالله في هذه الكلمة المكنونة إحدى أهم دعائم التربية الروحانية للإنسان وهي تحري الحقيقة حتى يتحرر من جميع أغلال عبوديته ويتجه صوب كمال ذاتيته ووجوديته. وتستطيع كل أم اتباع هذه المنهجية في تربية طفلها لتنشأه حرا مستقلا وآمنا عندما يتعلم الطفل منذ نعومة أظافره بأن يستخدم عينيه في المشاهدة وعقله في التفكير فسينمو على إحترام رأيه وإحساسه الفطري بالأشياء بدلا من التبعية السلبية و تنمو فيه ملكة البحث والاستقصاء وتحري الحقيقة. يبدأ الأطفال في مراحل مبكرة من أعمارهم بالتمرد على والديهم وتفضيل اتباع أصدقائهم على الإستماع لوالديهم. قد يؤدي هذا إلى نتائج مستحبة وإيجابية في بعض الأحيان ولكن في أغلب الأوقات تكون النتائج سلبية وبالخصوص إذا كان الأصدقاء ينتهجون منهاجا أخلاقيا لا تتوافق وتربيتنا لطفلنا. يلجأ الوالدان غالبا ،عندما يمر طفلهما في هذه المرحلة، إلى استخدام الشخصيات الكرتونية في قصص الأطفال أو إلى أولئك الأفراد الذين يرتاح إليهم طفلهما مثل الجد والجدة أو معلمته لتوجيهه بالنحوية التي يرغبان فيها بتربيته تربية الطفل منذ ولادته على الاستماع إلى الكلمات الإلهية وتلاوته للأدعية والمناجاة تجعله يتعود على حب واحترام صوت السماء واعتباره جزءا لا يتجزأ من وجوديته. وإذا واظبت الأم على تلاوة هذه الكلمة المكنونة على مسامعه ثم شجعته على حفظها وشرحت له معانيها بطريقة مبسطة؛ فسترسخ فيه هذا المبدأ الروحاني وتجعله جزءا لا يتجزأ من وجوديته الإنسانية. عندما تُعلم الأم طفلها في السنتين الأوليتين من عمره بتقييم تصرفاته وأخلاقياته من خلال الميزان السماوي بحيثية توحد فيه ذاتيته الفيزيائية مع وجوديته الروحانية تستطيع فيما بعد منذ أن يصبح عمره ثلاث وأربع سنوات ويدخل تدريجيا إلى مرحلة التمرد بأن تسأله وتذكره قائلة هل ترى الآن بعينك أم بعين صديقك؟ وهل هذا تفكيرك أم تفكير صديقك؟ ثم تجد من الكلمات الإلهية جوابا سماويا للموقف الذي يواجهه طفلها وتقول له مثلا: انظر ماذا يقول لك حضرة بهاءالله. إذا نشأ الطفل على حب حضرة الباب وحضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء وحضرة ولي الأمر شوقي رباني وبيت العدل الأعظم الإلهي فإنه سيستمع إليهم عندما يغلق أذنيه على صوت والديه وسيلجأ إلى بصيرته التي تشاهد الأشياء من خلال هداية السماء حتى وإن أغمض عينيه عن نصائح والديه |