الحلقة الدراسية الثانية
|
تُبدأ جميع الحلقات الدراسية بتلاوة الدعاء من قِبل جميع الأفراد الحاضرين : الأطفال والوالدين. وحيث أننا عرّفنا الأطفال بحضرة عبدالبهاء في الحلقة الدراسية الأولى ومحبته، نتابع في هذه الحلقة الدراسية هذا المنهج في التعريف بعمق حب ورعاية حضرة عبدالبهاء من خلال قصة لوا جتسنجر. تكمن أهمية هذه القصة في اتجاهين متوازيين، فمن جهة يتعلم الأطفال عن مدى حب حضرة عبدالبهاء ورعايته للمحتاجين، والضعفاء، والفقراء، والمرضى. ومن جهة أخرى، يتعلم الأطفال منذ مراحل نشأتهم الأولية أن يتخذوا حضرة عبدالبهاء قدوة لهم في أعمالهم وتصرفاتهم و تحويل قلوبهم إلى مرآة تعكس حضرته وذلك من خلال إطاعة وصاياه وإرشاداته من النقاط المهمة التي يجب الإلتفات إليها عند سردنا القصص التاريخية على الأطفال، إضافة التفاصيل الوصفية لدقائق الأحداث حيث تعتبر هذه الخطوة من إحدى الضروريات الأساسية التي تساعد الطفل على تكوين التصويرات الضرورية في مخيلته.في أغلب الأحيان، قد لا نعلم بوجه الدقة بصحة هذه التفاصيل الإضافية وإن كانت قد حدثت حقا أم لم تحدث، ولكن لا يجب أن يمثل هذا عائقا مادام لن يغير من ماهية القصة ومضمونها الكلي. فكيفية سرد القصة على الأطفال تختلف في أساليبها المنهجية عن سرد القصة ذاتها على مسمع الأشخاص البالغين. تمتلك كل قصة خارطة عامة واضحة المعالم تبدأ أحداثها عند نقطة معينة، وتنتهي في نقطة معينة أخرى. لا يحتاج الشخص البالغ إلى تفاصيل كثيرة ليبني تصوراته لأحداث القصة بين النقطتين البداية والنهاية، بخلاف الطفل، الذي يحتاج إلى من يُغذي مخيلته بأدق التفاصيل حتى يملأ الفراغ الصامت في ذهنه بين نقطتي البداية والنهاية بالتصورات الواضحة المعالم ولمساعدة مخيّلة الأطفال في تصويرات هذه القصة، نستطيع طباعة إحدى صور لوا جتسنجر واستخدامها لهذا الغرض بالإضافة طبعا إلى صورة حضرة عبدالبهاء. كما يمكننا أيضا استخدام دميتين تمثل أحدهما الشخص المريض والأخرى لوا جتسنجر. من المهم جدا أن تُسرد هذه القصة على مسامع الأطفال بحيثية تتبع فيه سرد أدق التفاصيل حتى يستطيع الطفل معايشة الأحداث في مخيّلته. فمثلا عندما نسرد عليهم ذهاب لوا إلى بيت المريض ومساعدته؛ نصف لهم بالتفصيل نوعية هذه المساعدة وكيفية تنفيذها. فنقول مثلا: فرأت الشخص المريض وسخا فأخذته إلى الحمام وحممته ليصبح نظيفا. ثم ألبسته ثيابا نظيفة ثم رتبت سريره وجعلته ينام عليها ليستريح. ولأنه كان ضعيفا وجائعا، طبخت له شوربة خضار(وإن شئنا نستطيع أن نصف محتويات هذه الشوربة لتشبه محتويات شوربة يحبها الطفل حتى نساعده على تخيّل مذاقها)، وأحضرت صحن الشوربة إليه وأخذت تطعمه قليلا قليلا بالملعقة. ثم غسلت الصحون ونظفت البيت بالمقشة وغسلت ملابسه، وهكذا ...الخ في هذه الحلقة الدراسية نعلم الأطفال دعاء الشفاء لحضرة بهاءالله " يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبّك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم"- من خلال أحداث هذه القصة وذلك بقولنا أن لوا جتسنجر تلت هذا الدعاء للمريض قبل أن تودعه وتخرج من بيته. بهذه الخطوة نساعد الطفل على إدراك أهمية الدعاء في الحياة اليومية و في سياق القصة عندما تذهب لوا إلى حضرة عبدالبهاء بعد الإنتهاء من مساعدة الشخص المريض وتجده راضيا عنها، نعلم الأطفال الكلمة المكنونة " يَا ابْنَ الإِنْسانِ ، افْرَحْ بِسُرُورِ قَلْبِكَ، لِتَكُونَ قابِلاً لِلِقائِي وَمِرآةً لِجَمالِي ". ونشرح لهم مضمون "مرآة لجمالي " من خلال قصة لوا جتسنجر التي حوّلت اتجاه مرآة قلبها لتعكس حضرة عبدالبهاء، فنجحت في أن تقوم بخدمة هذا المريض تماما كما كان يفعل حضرة عبدالبهاء |