الحلقة الدراسية التاسعة
بيتي بيت السلام. بيتي بيت البهجة و السرور. بيتي بيت الضحك و التهلٌّل. من يدخل من أبواب هذا البيت يجب أن يخرج بقلب سعيد. هذا بيت النور،من يدخل هنا يجب أن يشعر بالنور
كتاب فهم الدين البهائي تأليف وندي مومن و موجان مومن تعريب رمزي زين الفصل الثالث البيت و العائلة، الطبعة الأولى كانون الثاني 2009م الفرات للنشر و التوزيع ص73
يرتبط هذا الدرس ارتباطا وثيقا بالدرس السابق، حيث تعرّف الأطفال فيه على أن قلوبهم هي بيت حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء. بعد تلاوة الأدعية والمناجاة لإفتتاح حلقتنا الدراسية، نطلب من أحد الأطفال بالحضور والوقوف بجانبنا ثم نسأله، هل كنت ستدخل إلى هذا البيت إذا وصلت إلى مسامعك وأنت تنتظر عند الباب أصواتا غاضبة صارخة وكلمات نابية؟ هل كنت ستدخل إلى هذا البيت إذا رأيت من خلال الباب بأن أصحابه يتشاجرون ويضربون بعضهم البعض؟ هل كنت ستدخل هذا البيت إذا وجدته غارقا في الظلام دون زر ضوء تضغط عليه لتنير المكان؟ هل كنت ستدخل هذا البيت إذا ارتفعت منه أصوات البكاء والنحيب والحزن والغضب؟ بطبيعة الحال، سيجيب الطفل بالنفي ثم نطلب من هذا الطفل بالبقاء بجانبنا ونسأل طفلا آخر بالحضور إلينا ونعيد عليه الأسئلة السابقة ولكن يكون البيت هذه المرة بيت الطفل الأول. فنسأله مثلا: هل كنت ستدخل إلى بيت صديقك هذا (ونشير إلى الطفل الأول، ويستحسن أن نذكر اسمه أيضا) إذا وصلت إلى مسامعك وأنت تنتظر عند الباب أصواتا غاضبة صارخة وكلمات نابية؟ وهكذا نعيد على مسامعه جميع الأسئلة السابقة، ونكرر هذا التمرين مع جميع الأطفال الحاضرين. عند وصولنا إلى آخر طفل، نغير السؤال إلى صيغة المتكلم فنسأله: هل كنتُ سأدخل إلى بيتك إذا رأيت من خلال الباب بأنك تتشاجر مع الأشخاص الآخرين الموجودين في البيت معك؟ الهدف من هذا التمرين أن يَعْلَمَ كل طفل بأنه مسؤول عن بيته وعن قلبه؛ فمثلما لا يحب دخول بيت تعمه الظلام والكراهية، أيضا إن كانت الظلام والكراهية تعم بيته، فلن يدخله الآخرون. وهنا نسأل كل طفل: كيف تريد أن يكون بيتك؟ وعندما يجيب الطفل (وبطبيعة الحال سيكون جوابه جوابا إيجابيا)، نسأله لماذا اختار الجواب الذي اختاره. من المهم جدا تشجيع الأطفال في هذه المرحلة على شرح سبب اختيارهم كلٌّ لجوابه، لأن هذا ما يساعد الطفل ويشجعه على التفكير في سبب اتباعه لتصرف معين دون الآخر وهذا يشعره بأنه هو من اختار هذا الطريق لنفسه وإنه صاحب القرار. بمرور الزمان، ومن خلال هذه التمارين التي يشرح فيها الطفل إختياراته وقراراته التي تعكس في مضمونها المفاهيم التي تعلمها من دراسته للكلمات الإلهية ، تتطور ملكته في تصقيل هويته البهائية حيث يدرك حينها عمق مسؤوليته اتجاه تطوره الروحاني بعد هذا التمرين، نساعد الأطفال على حفظ هذا النص المبارك من حضرة عبدالبهاء " بيتي بيت السلام. بيتي بيت البهجة و السرور. بيتي بيت الضحك و التهلٌّل. من يدخل من أبواب هذا البيت يجب أن يخرج بقلب سعيد. هذا بيت النور، من يدخل هنا يجب أن يشعر بالنور". ثم نصف لهم بعضا من صفات حضرة عبدالبهاء التي نستطيع أن نذكر منها مثالا تخاطب وجودية كل طفل بحيثية تشعره بأن هذه الصفة موجهة إليه شخصيا. فعلى سبيل المثال نحدثهم عن مدى حب حضرة عبدالبهاء لهم، وعن عمق حنانه وكرمه . وبعد أن ننتهي من وصفنا لبعض خصائل حضرة عبدالبهاء نسأل كل طفل عن مشاعره عندما يدخل بيت حضرة عبدالبهاء "بيت البهجة والسرور"، ونترك لكل طفل مجالا كافيا ليصف فيها أحاسيسه ومشاعره. ثم نسأل كل طفل إن كان يرغب أن يكون بيته مثل بيت حضرة عبدالبهاء؟ وسيكون الجواب بطبيعة الحال إيجابا، فنسأله هذه المرة، بأن يصف لنا بيته، وسيعكس الطفل في هذه المرحلة بيته من خلال صفات بيت حضرة عبدالبهاء بيت النور والسلام والسرور ثم نذكّر الأطفال بالكلمات المكنونة " يَا ابْنَ الوُجُود. فُؤادُكَ مَنْزِلِي قَدِّسْهُ لِنُزُولِي، وَرُوحُكَ مَنْظَرِي طَهِّرْها لِظُهُوري" ومفهوم البيت والقلب التي تعلموها في الحلقة الدراسية السابقة ونسألهم مرة أخرى عمّا تعنيه "بيتي بيت البهجة والسرور... هذا بيت النور"، ونستدرج أذهانهم رويدا رويدا صوب إدراك مفهوم أن بيتهم الظاهري الذي يسكنون به ماهو إلا انعكاس لبيتهم الروحاني؛ قلبهم الذي هو بيت حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء. ثم نسأل كل واحد منهم بأن يصف هذه المرة مشاعره عندما يعلم بأن حضرة عبدالبهاء موجود وحاضر في بيته (بيت الطفل) ونساعد مخيلته على ترسيم ملامحٍ لتصوراته حول مظاهر البهجة والسرور والضحك والتهلل في النشاط اليدوي، نطلب من كل طفل بأن يرسم على ورقتين منفصلتين بيتا وشمسا. ونخبره بأن هذا البيت بيته، والشمس هي النور التي تشع من بيته. ثم نساعده بأن يقص الشمس حتى تظهر أشعته جلية للعيان ونلصقها عندئذ فوق البيت بحيثية تتداخل أشعة الشمس مع البيت وكأنهما وجودية واحدة. ثم نقدم لكل طفل صورة لحضرة عبدالبهاء ونطلب منه بأن يلصقها على الشمس، ونقول له : انظر هذا نور حضرة عبدالبهاء وهو يشع في بيتك وفي قلبك، هل تريد أن تخبرني الآن عن بيتك؟ ونساعده في الجواب من خلال النص المبارك بيتي بيت السلام. بيتي بيت البهجة و السرور. بيتي بيت الضحك و التهلٌّل. من يدخل من أبواب هذا البيت يجب أن يخرج بقلب سعيد. هذا بيت النور، من يدخل هنا يجب أن يشعر بالنور |