الحلقة الدراسية الخامسة
|
حيث أن جميع الحلقات الدراسية تبدأ بتلاوة الدعاء والمناجاة، وحيث أن الأطفال قد تعلموا بعضا من النصوص المباركة و الأدعية السماوية في الحلقات الدراسية السابقة، لذا من المستحب من الآن فصاعدا استخدام هذه الفترة الزمنية المخصصة للدعاء في بداية كل حلقة دراسية لمراجعة النصوص التي حفظها الأطفال في الدروس السابقة. وحيث أن التكرار عملية مهمة جدا لتعليم الأطفال، لذا فمن الضروري إعادة شرح النصوص وسؤالهم عن معانيها ودلالاتها يتفضل حضرة عبدالبهاء " من أهم أسس دين الله ومعاني الكلمة الإلهية وواجبات الاحباء التعاون والتعاضد لأن العالم البشري وباقي الكائنات قائمة على التعاون والتعاضد". تختص هذه الحلقة الدراسية بشرح مفهوم التعاون والتعاضد والمساعدة من خلال مجموعة من الألعاب والأنشطة الجماعية التي تساعد على تمثيل عملي لكيفية التعاون ومقارنتها مع القيام بذات الأنشطة بشكل انفرادي ودون تعاون. يمتلك الأطفال في جميع المراحل العمرية رغبة تمردية بالقيام بكل ما هو ممنوع وذلك لوجود فطرة الإكتشاف في شخصياتهم، ولهذا فمن المستحب تعريفهم على مفهوم و نتائج التعاون بكيفية تتوازي مع فرص اكتشافهم لما يمكنه أن ينتج في حالة عدم التعاون يشرح للأطفال عن كيفية تعاون الشمس والماء والتراب والهواء من أجل أن تنبت البذرة وتتحول إلى شجرة ، وماذا سيحدث إن رفضت الشمس يوما أن تشرق أو رفض الماء أو الهواء أو التراب بمساعدة البذرة على النمو. يمكن الإستفادة من نشاط الحلقة الدراسية الرابعة التي غرس فيها الأطفال نبتة معينة واتخذوا على عاتقهم وظيفة الإعتناء بها وسقيها يوميا حتى تنمو لسؤالهم عما سيحدث لنبتتهم إن لم تحصل على الماء التي تحتاجها أو الهواء. هنا يستطيع الأطفال من خلال هذا السؤال الذي يرتبط مباشرة بشئ يختص بهم إدراك أهمية التعاون وأيضا التعرف على سلبيات عدم التعاون. من المهم أن يمتلك كل طفل الوقت الكافي ليتحدث على نبتته وكيفية رعايته لها لأن حديثه هذا سيساعده في تشكيل مفاهيمه الأخلاقية صوب ضرورة التعاون ونتائجها الإيجابية القوانين الحياتية الآنية التي تحيط بنا في المجتمع والمدرسة تتمحور حول المصلحة الذاتية لكل فرد ولهذا يعيش الطفل في بيئة تشجع على التسابق والأنانية وحب الذات والصراع من أجل البقاء. وبالتالي إن لم نساعده على ممارسة عدم التعاون في بيئة مأمونة للتعرف على كنهية آثارها المدمرة لن يكون سهلا عليه بأن يدرك سلبيات عدم التعاون وهو في بيئة تنافسية يتسابق فيه أقرانه ويتسارع الكل صوب مصلحته الشخصية. بمعنى آخر، إن لم يتعلم الطفل عن نتائج عدم التعاون في بيئة روحانية آمنة، مثل بيئة هذه الحلقات الدراسية، فسيبقى رغبته الفطرية في اكتشاف ما هو ممنوع ، وفي هذه الحالة هي عدم التعاون، هاجسا أزليا في أعماقه. وعندما يصل إلى مرحلة التحرك العملي صوب عدم التعاون في علاقاته وممارساته سيكتشف نشوة النجاح، نجاحه وتفوقه الشخصي. لهذا من الضروري أن نساعد الطفل في التعرف على هذه النشوة ومقارنتها مع لذة نشوته عند مساعدته للآخرين في النجاح معه أيضا ولذة التفوق الجماعي بالمقارنة مع التفوق الفردي. يحتاج الطفل في أن يتعرف أولا على سعادته في نجاحه الشخصي ومن ثم مقارنتها بسعادة أكبر وأعمق في نجاح الآخرين معه لأنه إذا تعلم و تعرّف فقط على لذة السعادة في النجاح الجماعي فسيستمر في التساؤل ، ولكن ماهو طعم السعادة إن نجحت وتفوقت لوحدي ووصلت إلى القمة لوحدي فيما يلي مجموعة من الأنشطة التي تساعد على توضيح مفهوم التعاون والمساعدة للأطفال. من المهم جدا أن يقوم الأطفال بهذه الأنشطة مرة من خلال تعاونهم مع بعض، ومرة أخرى من خلال عدم التعاون حتى لا يبقى في أذهانهم المتعطشة دوما للإستكشاف سؤال دفين حول: ماذا سيحدث إن لم أتعاون لعبة الكراسي : مرة تلعب دون تعاون حيث يتسابق كل طفل للجلوس على الكرسي لوحده، ومرة أخرى بممارسة التعاون حيث لا يخرج أي طفل من اللعبة ويساعد الأطفال بعضهم البعض كي يجلس الجميع على الكراسي الموجودة تركيب أحاجي الصور المقطوعة: مرة يركب الأطفال لوحدهم أحاجي الصور ويتسابقون فيمن ينتهي أولا من تركيبها، ومرة أخرى يتعاونون مع بعضهم البعض ويركبون هذه الصور جماعيا حمل صندوق ثقيل: مرة يطلب من كل طفل أن يحمل صندوقا ثقيلا لوحده ومرة أخرى يتشارك الأطفال في حمل هذا الصندوق مع بعضهم البعض |