من وجهة النظر البهائية الروح موجودة منذ الحمل، ولذلك فإن الجنين مهما كان صغيراً يجب أن لا يُعامل بعدم الاحترام
بيت العدل الأعظم – رسالة لأحد الأحباء مؤرخة في 6/9/1987
عالم الرحم
تدل الدراسات المعاصرة في علم الأجنة، بأن الجنين منذ مراحل نشأته الأولية في الرحم يمتلك قدرات ذاتية للإستماع والتواصل مع الأصوات والأحداث التي تحيط به خارج الرحم بحيثية تؤثر في نشأته ونموه بعد ولادته. فعلى سبيل المثال ، تحث هذه الدراسات بأهمية التحدث مع الجنين، وبالخصوص تحدث الوالدين معه، حيث يساعده الإستماع إلى صوتهما وهو في الرحم في شعوره بالأمان عندما يسمع صوتهما لحظة ولادته والتعرّف عليهما في دفء حبهما له المتمثل في حنان صوتهما. كما تشجع دراسات كثيرة إستماع الأم الحامل إلى الموسيقى للتأثيرات الإيجابية التي تمنحها وتمنح جنينها. ووجد الباحثون في علم الأجنة والأطفال بأن الطفل الذي استمع لشهور عديدة مع والدته وهو مازال جنينا في رحمها إلى معزوفة موزارت على سبيل المثال، يمتلك قدرات موسيقية تختلف عن بقية الأطفال الذين لم تستمع أمهاتهم إلى هذه السمفونية وذلك من خلال تعرفه على حقيقة التأثيرات المعنوية التي تبعثها هذه الموسيقى في نفسه. يؤدى في أحيان كثيرة كنهية هذا الإرتباط الداخلي الذي أنشأه الطفل مع الموسيقى وهو مازال جنينا في رحم أمه، إلى أن يتجه بكيانه في سنين طفولته وشبابه ورشده للإرتقاء صوب الكمال في هذا المجال
وإذا كان لصوت الوالدين وللموسيقى هذا الأثر العميق والمصيري في نشأة الطفل، إذن يمكننا أن ندرك مدى ضرورة إهتمام الأم منذ بدايات تكوّن النطفة في أعماقها وطوال شهور الحمل بتعريف جنينها على جمال وكمالية الكلمات والألحان والموسيقى الإلهية. تلعب الأم دورا فعّالا و إيجابيا منذ اللحظات الأولى لنشأة طفلها في هذا الوجود في خلق وتكوين هويته البهائية. تستطيع كل أم من خلال إدراك عظمة قدرتها التأثيرية على تشكيل ذاتية كنهيّة طفلها وشخصيته البهائية بتهيئة بيئة روحانية تحيط بالجنين وتحتويه وهو مازال في عالم الرحم. ولإرتباط عالم الرحم بهذا العالم، فإن كثيرا مما يقوم به الوالدان من أجل نمو الطفل في مراحله الجنينية تستمر إلى سنوات طويلة جدا بعد ولادته في جميع مراحله العمرية من الطفولة إلى الرشد؛ كالرعاية بسلامته وصحته الجسمية والإهتمام بمشربه ومأكله ونموه العاطفي . وكما تهتم الأم الحامل بنوعية الطعالم والشراب الذي يصل إلى جنينها رغبة في سلامته تتواصل إستمراريتها في حمايته والإهتمام بما يأكله ويشربه لسنوات طويلة من بعد ولادته وتوفير كل إحتياجاته. ومن هذا المنطلق تعتبر أيضا الرعاية الروحية التي يوفرها الوالدان لطفلهما وهو مازال جنينا في عالم الرحم من إحدى الأساسيات التي يستمران في الإهتمام بها وتوفيرها له بعد ولادته وفي جميع مراحله العمرية
هذا الإرتباط الوثيق بين نوعية الرعاية التي يوفرها الوالدان لطفلهما قبل وبعد ولادته يؤدي إلى سهولة ترسيم خطوطٍ عملية ينشآن على أساسها منهجية البيئة الروحانية لأسرتهما والتي يرغبان بإحتواء طفلهما فيها. فعلى سبيل المثال إذا تبنى الوالدان برنامجا روحانيا معينا يتبعانه في أشهر الحمل كتلاوة الأدعية والمناجاة، والإستماع إلى الآيات والنغمات الإلهية، والتشاور مع بعضهما البعض حول الحقائق والمواضيع الروحانية فإنه من السهولة إستمرارهما وتواصلهما في هذا البرنامج بعد ولادة مولودهما والعكس صحيح. بمعنى آخر، إن البيئة الروحانية التي يوفرها الوالدان لينمو فيها جنينهما صوب هويته البهائية تتشابه في أساسيات جزئياتها من حيث التكوين مع خواص بيئته بعد الولادة
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن استمراريّة الأم في تلاوة الأدعية والمناجاة والآيات الإلهية والأشعار المباركة بصوت مسموع لجنينها طوال أشهر الحمل يؤثر بعمق في تربية هويته البهائية منذ بداية نشأته. لذا وإن لم تسمح الظروف الأسرية، لسبب أو لآخر، في إتباع منهج يومي توفر للجنين إحتياجه الفطري إلى الروحانيات، فإن الأم ما تزال تملك المساحة الكبرى في تأثيرها النافذ لتحويل عالم الرحم الذي ينمو فيها فلذه كبدها إلى عالم ملكوتي سماوي
مناجاة تتلى للجنين في رحم الأم
أي رب قد وهبتُ ما في رحمي لك فاجعله طفلاً ممدوحاً في ملكوتكَ فائزاً بموهبتكَ وكرمكَ ونامياً وناشئاً في كنف تربيتكَ
حضرة عبد البهاء
وإذا كان لصوت الوالدين وللموسيقى هذا الأثر العميق والمصيري في نشأة الطفل، إذن يمكننا أن ندرك مدى ضرورة إهتمام الأم منذ بدايات تكوّن النطفة في أعماقها وطوال شهور الحمل بتعريف جنينها على جمال وكمالية الكلمات والألحان والموسيقى الإلهية. تلعب الأم دورا فعّالا و إيجابيا منذ اللحظات الأولى لنشأة طفلها في هذا الوجود في خلق وتكوين هويته البهائية. تستطيع كل أم من خلال إدراك عظمة قدرتها التأثيرية على تشكيل ذاتية كنهيّة طفلها وشخصيته البهائية بتهيئة بيئة روحانية تحيط بالجنين وتحتويه وهو مازال في عالم الرحم. ولإرتباط عالم الرحم بهذا العالم، فإن كثيرا مما يقوم به الوالدان من أجل نمو الطفل في مراحله الجنينية تستمر إلى سنوات طويلة جدا بعد ولادته في جميع مراحله العمرية من الطفولة إلى الرشد؛ كالرعاية بسلامته وصحته الجسمية والإهتمام بمشربه ومأكله ونموه العاطفي . وكما تهتم الأم الحامل بنوعية الطعالم والشراب الذي يصل إلى جنينها رغبة في سلامته تتواصل إستمراريتها في حمايته والإهتمام بما يأكله ويشربه لسنوات طويلة من بعد ولادته وتوفير كل إحتياجاته. ومن هذا المنطلق تعتبر أيضا الرعاية الروحية التي يوفرها الوالدان لطفلهما وهو مازال جنينا في عالم الرحم من إحدى الأساسيات التي يستمران في الإهتمام بها وتوفيرها له بعد ولادته وفي جميع مراحله العمرية
هذا الإرتباط الوثيق بين نوعية الرعاية التي يوفرها الوالدان لطفلهما قبل وبعد ولادته يؤدي إلى سهولة ترسيم خطوطٍ عملية ينشآن على أساسها منهجية البيئة الروحانية لأسرتهما والتي يرغبان بإحتواء طفلهما فيها. فعلى سبيل المثال إذا تبنى الوالدان برنامجا روحانيا معينا يتبعانه في أشهر الحمل كتلاوة الأدعية والمناجاة، والإستماع إلى الآيات والنغمات الإلهية، والتشاور مع بعضهما البعض حول الحقائق والمواضيع الروحانية فإنه من السهولة إستمرارهما وتواصلهما في هذا البرنامج بعد ولادة مولودهما والعكس صحيح. بمعنى آخر، إن البيئة الروحانية التي يوفرها الوالدان لينمو فيها جنينهما صوب هويته البهائية تتشابه في أساسيات جزئياتها من حيث التكوين مع خواص بيئته بعد الولادة
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن استمراريّة الأم في تلاوة الأدعية والمناجاة والآيات الإلهية والأشعار المباركة بصوت مسموع لجنينها طوال أشهر الحمل يؤثر بعمق في تربية هويته البهائية منذ بداية نشأته. لذا وإن لم تسمح الظروف الأسرية، لسبب أو لآخر، في إتباع منهج يومي توفر للجنين إحتياجه الفطري إلى الروحانيات، فإن الأم ما تزال تملك المساحة الكبرى في تأثيرها النافذ لتحويل عالم الرحم الذي ينمو فيها فلذه كبدها إلى عالم ملكوتي سماوي
مناجاة تتلى للجنين في رحم الأم
أي رب قد وهبتُ ما في رحمي لك فاجعله طفلاً ممدوحاً في ملكوتكَ فائزاً بموهبتكَ وكرمكَ ونامياً وناشئاً في كنف تربيتكَ
حضرة عبد البهاء