برنامج مولد حضرة الباب
يرتكز هذا الدرس على شرح طفولة حضرة الباب بنحوية يتعرف فيها الأطفال على حقيقة أن الرسول يولد رسولا ولا يصبح رسولا. لذا قبل أن نبدأ بتعريف الأطفال على حضرة الباب الطفل نضع أمامهم مجموعة من الفواكه مثل التفاح والبرتقال والمشمش. ثم نبدأ بتحليل ماهية كل فاكهة على حدة . فنبدأ بالتفاح مثلا ونسأل الأطفال، ما هذا؟ وسيجيبون بأن هذا تفاح. فنسألهم، ما هي المراحل التي مر بها هذا التفاح حتى أصبح تفاحا في شكله هذا؟ ونساعد الأطفال كي يذكروا مراحل تطور التفاح من بذرة، فنبتة، فشجرة فثمرة. ونسألهم، ترى، هل في أي مرحلة من هذه المراحل التي تخطتها البذرة لتصبح ثمرة تفاح، هل في اي مرحلة من هذه المراحل لم تكن تملك ذاتية التفاح؟ هل تحولها إلى ثمرة تفاح كان حدثا فجائيا تحولت من خلالها ذاتيتها إلى ذاتية التفاح ؟ فإن أجاب الأطفال بنعم (على هذا السؤال) نسألهم : من يستطيع أن يخبرني في أي مرحلة من هذه المراحل التي ذكرناها تحول التفاح إلى تفاح؟ وستختلف إجابات الأطفال في المرحلة التي تحولت فيها هذه الذاتية إلى ذاتية تفاح . فنسألهم من جديد : وهل كان التفاح برتقالا قبل أن يتحول إلى تفاح في هذه المرحلة التي تذكرونها؟ ما هي البذرة التي غرسناها في التراب، هل كانت بذرة تفاح أم أنها كانت بذرة برتقال؟ وهنا سنساعد الأطفال بأن يتعرفوا على أن التفاح كان تفاحا في ماهيته وذاتيته منذ البداية، منذ أن كان بذرة، ولم يتحول أو يتغير من كونه برتقالا في البداية ليصبح تفاحا فيما بعد في المراحل التالية لنموه
ونكرر هذا النشاط مع الفواكه الأخرى، إلى أن نحلل ماهية جميع الفواكه التي وضعناها أمام الأطفال. فنأخذ البرتقال ونسأل الأطفال، ما هذا؟ وسيجيبون بأن هذا برتقال. فنسألهم، ما هي المراحل التي مر بها هذا البرتقال حتى أصبح برتقالا في شكله هذا؟ ونساعد الأطفال كي يذكروا مراحل تطور البرتقال من بذرة، فنبتة، فشجرة فثمرة. ونسألهم، ترى، هل في أي مرحلة من هذه المراحل التي تخطتها البذرة أصبحت فيها ثمرة برتقال، هل في اي مرحلة من هذه المراحل لم تكن تملك ذاتية البرتقال؟ هل تحولها إلى ثمرة برتقال كان حدثا فجائيا تحولت من خلالها ذاتيتها إلى ذاتية البرتقال؟ ثم نسألهم : من يستطيع أن يخبرني في أي مرحلة من هذه المراحل التي ذكرناها تحول البرتقال إلى برتقال؟ وهل كان البرتقال بطيخا قبل أن يتحول إلى برتقال ؟ ما هي البذرة التي غرسناها في التراب، هل كانت بذرة برتقال أم أنها كانت بذرة بطيخ؟ وهنا سنساعد الأطفال كي يعرفوا بأن البرتقال كان برتقالا في ماهيته وذاتيته منذ البداية، منذ أن كان بذرة، ولم يتحول أو يتغير من كونه بطيخا في البداية ليصبح برتقالا فيما بعد في المراحل التالية لنموه
ونكرر هذا النشاط مع المشمش ونسأل الأطفال، ما هذا؟ وسيجيبون بأن هذا مشمش. فنسألهم، ما هي المراحل التي مر بها هذا المشمش حتى أصبح مشمشا في شكله هذا؟ ونساعد الأطفال كي يذكروا مراحل تطور المشمش من بذرة، فنبتة، فشجرة فثمرة. ونسألهم، ترى، هل في أي مرحلة من هذه المراحل التي تخطتها البذرة اصبحت فيها ثمرة مشمش، هل في اي مرحلة من هذه المراحل لم تكن تملك ذاتية المشمش؟ هل تحولها إلى ثمرة مشمش كان حدثا فجائيا تحولت من خلالها ذاتيتها إلى ذاتية المشمش؟ ثم نسألهم : من يستطيع أن يخبرني في أي مرحلة من هذه المراحل التي ذكرناها تحول المشمش إلى مشمش؟ وهل كان المشمش خيارا قبل أن يتحول إلى مشمش ؟ ما هي البذرة التي غرسناها في التراب، هل كانت بذرة مشمش أم أنها كانت بذرة خيار؟ وهنا سنساعد الأطفال كي يعرفوا بأن المشمش كان مشمشا في ماهيته وذاتيته منذ البداية، منذ أن كان بذرة، ولم يتحول أو يتغير من كونه خيارا في البداية ليصبح مشمشا فيما بعد في المراحل التالية لنموه
ثم نسأل الأطفال عن الشمس، هل كان الشمس قمرا في البداية ثم أصبح شمسا؟ وسيجيب الأطفال بأن الشمس كان شمسا منذ البداية ولم يتحول إلى شمس فيما بعد. ونعيد عليهم هذا السؤال بمنهجية أخرى: هل كان الشمس يوما مظلما ويحتاج إلى الأرض أو القمر ليحصل على نوره أم أنه منذ البداية كان شمسا ونوره تنبع من ذاتيته؟ وسيجيب الأطفال بأن الشمس كان شمسا منذ البداية، وهو الذي يعطي النور ولا يحتاج أن يأخذ النور من الأرض أو القمر أو أي شئ آخر . وبهذا النشاط نبدأ بتعريف الأطفال على حضرة الباب الطفل من خلال هذا السؤال
من هم الرسل السماويون؟ ونمنح الأطفال وقتا كافيا كي يعرف كل منهم الرسل بالنحوية التي يعرفها. ثم نسألهم: كيف يشبه أي رسول سماوي الشمس؟ ونذكرهم بأن النور هي خاصية ذاتية للشمس. ونساعد الأطفال تدريجيا كي يدركوا أن كل رسول سماوي يعتبر شمسا يشع بنوره على البشرية كما ينير الشمس عالمنا. وبعد أن نساعد الأطفال على إدراك أن كل رسول هو شمس، نسألهم: ترى هل تظنون بأن هذا الرسول الشمس كان قمرا مظلما في البداية ثم تحول إلى شمس؟ هل تظنون بأن هذا الرسول الشمس يحتاج إلى المعلمين أوالى أحد من البشر ليحصل على نوره ومعرفته؟ ونساعد الأطفال كي يدركوا تدريجيا بأن الرسول الشمس ينبع نوره من ذاتيته ولا يأخذها من المجتمع أو من الناس أو من أي أحد حوله، بل إنه مصدر النور، وهو الذي يعطي النور، وكل شئ من حوله ينوجد وينمو ويتطور نتيجة لهذا النور وليس العكس. ثم نضع مرة أخرى أمام الأطفال ثمرة التفاح، ونسألهم: هل تذكرون إن كان هذا التفاح تفاحا منذ البداية أم أنه كان برتقالا في بذرته ثم أصبح تفاحا فيما بعد؟ وسيجيب الأطفال في هذه المرحلة بأن التفاح كان تفاحا في ذاتيته منذ البداية، وإنه لم يكن برتقالا أو أي ثمرة أخرى في البداية وتحول فيما بعد في مراحل نموه اللاحقة إلى ثمرة تفاح. ونسألهم هنا: ما رأيكم، هل تظنون بأن الرسول السماوي كان نورا ورسولا سماويا منذ تكوينه وفي طفولته أم أنه كان قمرا مظلما انسانا عاديا يحتاج إلى أن يأخذ نوره وعلمه ممن حوله؟ ونمنح للأطفال ما يحتاجونه من الوقت كي تترسخ في نفوسهم معرفة كنهية الرسل بكونهم رسلا في ذاتيتهم منذ أن خلقوا وولدوا، فكما أن الشمس كان شمسا في كل مراحل وجوديته، وكما أن التفاح كان تفاحا في كل مراحل وجوديته، وكما أن المشمش كان مشمشا في كل مراحل وجوديته، وكما أن البرتقال كان برتقالا في كل مراحل وجوديته، كذلك هو الحال مع أي رسول سماوي فهو رسول سماوي في كل مراحل وجوديته، حتى وهو طفل
ثم نذكر لهم حكاية حضرة الباب عندما أخذه خاله إلى الكتّاب وسلمه عندما كان لا يزال طفلاً إلى معلم يدعى الشيخ عابد ولو أن حضرة الباب كان غير ميال للدرس، إلا أنه أطاع رغبة خاله وإرشاداته. كان حضرة الباب يبلغ من العمر ست أو سبع سنوات عندما دخل مدرسة الشيخ عابد. وكانت المدرسة تعرف باسم "مقهى الأولياء" . وكان الشيخ عابد، المعروف عند تلامذته ﺑ"شيخنا"، رجلاً صالحًا متفقهًا. ومما حكاه الشيخ عابد قال: ’ذات يوم سألت الباب أن يقرأ فاتحة القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، فتردد ولم يقبل قراءتها إلا إذا عرف معناها وعدا ذلك لن يتلفظ بها. فتظاهرت بأني لا أعرف المعنى، فأجابني تلميذي: ’’أنا أعرف المعنى من هذه الكلمات، وإذا أذنت لي فسوف أشرحها.‘‘ وتكلم في ذلك بطلاوة ومعرفة أدهشتني، وفسّر "الله والرحمن والرحيم" بكيفية لم أكن أعرفها من قبل ولا سمعتها. وكانت حلاوة عباراته لا تزال ماثلة في مخيّلتي. فشعرت باضطراري أن أرجعه إلى خاله وأن أوصيه بتلك الوديعة التي عهد بها إليّ، وأن أخبره بأني أشعر إني لست مستحقًا أن أعلّم مثل هذا الطفل الفذ. ووجدت خاله لوحده في مكتبه، فقلت له: ’’إني أعيده إليك وأعهد به إلى يقظتك وحمايتك ولا يمكن معاملته كطفل عادي لأني أشاهد فيه قوة عجيبة مما لا تظهر إلا من صاحب الزمان وحده، فالواجب عليك أن تحيطه بكل عنايتك ومحبتك، فاحفظه في منزلك لأنه الحق أقول لك لا يحتاج إلى معلمين مثلي.‘‘ ‘ ولكن الحاج ميرزا سيد علي وبخ حضرة الباب بشدة قائلاً: ’هل نسيت تعليماتي؟ ألم أنصحك أن تتبع مثال أقرانك وأن تلتزم جانب السكون وتستمع إلى كل كلمة يقولها لك معلمك؟‘ وبعد أن تلقى وعد حضرة الباب بالتقيد بتعليماته، أمره بالعودة إلى مدرسته. ولكن روح ذلك الطفل لم تكن لتكبح بإرشادات خاله الصارمة. ولم يكن لأي نظام متشدد أن يمنع إفاضة ما لديه من العلم اللدني. بل كانت تظهر عليه يومًا بعد يوم علائم الحكمة الفائقة عن الحد والخارجة عن حدود البشر التي أعجز عن وصفها. وأخيرًا اضطر خاله إلى سحبه من مدرسة الشيخ عابد
وبعد قص هذه الحكاية على الأطفال، نسألهم، هل تظنون بأن حضرة الباب كان يحتاج إلى أن يتعلم علمه من هذا المعلم ؟ لماذا؟ ونترك المجال للأطفال كي يوضحوا ما يستنتجوه من هذه القصة من خلال معرفتهم بأن الرسول النور هو رسول نور في ذاتيته منذ البداية، حتى وهو طفل. في أحد صفوف الأطفال، عندما كنا نناقش قصة حضرة الباب مع معلمه قال أحد الأطفال وعمره ست سنوات شيئا أذهلني لعمق نضجه الروحاني في معرفة مقام حضرة الباب. هذا ما قاله الطفل: لم يحتاج حضرة الباب أن يجلس في الفصل ويتعلم من معلمه عندما كان عمره مثل عمري اي ست سنوات ، لأن حضرة الباب هو المعلم الأصلي لهذا المعلم وللطلاب الذين كانوا في الفصل بل هو المعلم الأصلي للكرة الأرضية كلها، ونحن طلاب في مدرسته. (ثم رسم بيديه دائرة كاملة وقال ) هذه الكرة الأرضية هي مدرسة حضرة الباب، وهوالمعلم فيها، وكل من يعيش في الأرض هو في الواقع يجلس في مدرسة حضرة الباب وحضرة الباب هو معلمه". لن أنسى ما حييت هذا الشرح الذي سمعته في ذلك اليوم من هذا الطفل الذي عمره ست سنوات فقط
وبعد سؤالنا السابق، نخبر كل طفل على حدة: أنت مرآة لنور حضرة الباب وحضرة بهاءالله. ونحضر مرآة ونضعها أمام الشمس (أو نور مصباح إن لم تكن الشمس مشرقة)، ونسأل الأطفال: ماذا ترون منعكسا في المرآة؟ وسيجيب الأطفال بأنه النور (أو الضوء). ونخبرهم بما أن كل واحد منكم مرآة لحضرة الباب وحضرة بهاءالله، إذن ماذا يعني هذا؟ مامعنى كونك مرآة لحضرة الباب وحضرة بهاءالله؟ ونساعد الأطفال كي يتوصلوا إلى الجواب بأنه سيعكس النور. ونسألهم مرة أخرى، هل كان حضرة الباب نورا عندما كان في السادسة من عمره؟ وعندما يجيبوا بالإيجاب، نقول لكل طفل، أنت أيضا تستطيع أن تعكس هذا النور الآن حتى لو كنت صغيرا لأنك مرآة لنور حضرة الباب عندما كان صغيرا، والنور نور منذ البداية . ثم نسألهم، هل تعلمون ماذا طلب منا حضرة بهاءالله أن نفعله حتى نستطيع أن نعكس نوره في مرآة قلوبنا؟ طلب منا حضرة بهاءالله أن نتوجه بمرآة نفوسنا يوميا صباح ومساء إلى الشمس، مصدر النور، فأخبرنا في كتاب الأقدس " اتلوا آيات الله في كل صباح ومساء". ونسأل كل طفل : ما رأيك، هل تستطيع أن تتحول إلى مرآة تعكس النور؟ ونترك المجال لكل طفل كي يخبرنا كيف يمكنه أن يعكس هذا النور في فكره ودراسته ومع أصدقائه ومع أسرته وفي أخلاقه وتصرفاته وسمعه وبصره وألفاظه. ولنساعد مخيلتهم على التفكير، نقول لكل طفل: بما أنك مرآة تعكس نور حضرة الباب، كيف تتخيل حضرة الباب عندما كان في السادسة من عمره في دراسته ومع أصدقائه ومع أسرته وفي أخلاقه وتصرفاته وسمعه وبصره وألفاظه؟ ثم نقول لهم، هل تعرفون ماذا أخبرنا حضرة الباب عنكم : تفضل حضرته "إنّ مولود ذلك اليوم الجديد يفوق أعقل وأشرف النّاس في هذا الزّمان وأصغر عامِّيٍّ فيه يفوق في العِلم والمعرفة أعلم العلماء والفقهاء في هذا العصر." تذكروا دائما ما تفضل به حضرة الباب عنكم، فأنتم مرايا تعكس نوره ونور حضرة بهاءالله