كتيب العهد والميثاق
|
خطوات ثابته صوب العهد والميثاق |
|
يعتبر العهد والميثاق من أحد الأركان الأساسية التي ترتكز عليها الهوية البهائية. ومن السهولة تعريف الطفل منذ السنوات الأولى من عمره بماهية العهد والميثاق وإن كان ما يزال صغيرا على تعلّم المعاني الدقيقة التي تحملها هذه الكلمة في طياتها. وهكذا يسبق تخطيط ملامح ملموسة للعهد والميثاق بطريقة عملية حتى يتحسسها الطفل بحواسه المادية وقدراته التخيلية عملية تعريفه بالكلمة ذاتها. مما يجعل مفهوم العهد والميثاق مفهوما مختلفا عن كثير من الأمور الأخرى التي تُعلّمها الأم لطفلها والتي تتبع فيها منهجية تعريفه على لفظية الكلمة أولا ومن ثم تساعده بأسلوب عملي ملموس على معرفة ما يعنيه هذا المصطلح. فعلى سبيل المثال، إذا أرادت الأم أن تربي طفلها على أحد الكمالات الإنسانية كالصدق؛ فإنها تحتاج أولا إلى ذكر الكلمة له حتى يسمعها بأذنيه ثم يتعرف على مضمونها فيما بعد عندما يعاينها من خلال بوتقة الإسم. "كن صادقا"، هذا ما تقوله الأم أولا عندما تعلّم طفلها هذه الصفة، فهي تلفظ الكلمة أمامه كي يسمعها أولا ثم تواصل بالطريقة التي تجدها مناسبة لقدرات طفلها على الإستيعاب لتشرح له وتعلمه وتعرفه بما تعنية جملة "كن صادقا" التي سمعها لتوه منها
يختلف العهد والميثاق عن : "كن صادقا" ولهذا لا تستطيع الأم أن تنتهج الطريقة السابقة كي تعرّفه بما يعنيه العهد والميثاق . إذا شاءت الأم أن تعرّف العهد في كلمة واحدة فإنه يمكنها أن تختصره في كلمة تتكون من حرفين "الحب". خلاصة العهد والميثاق هي الحب، الحب الذي نستقبله والحب الذي نمنحه. تستطيع الأم بداية بتقوية رابطة الحب بين طفلها وبين حضرة الباب وحضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء وحضرة شوقي رباني وبيت العدل الأعظم الإلهي . ومن هنا تستطيع أن تبدأ مشوارها في تشيد كينونته على أساس متين لا يتزلزل ولا يهتز أمام البلايا والإمتحانات. وبما أن الطفل يحتاج، وبالخصوص في مراحله العمرية المبكرة، إلى أن يستقبل الحب حتى يدرك كنهيتها قبل أن يكون قادرا على منحها لذا من السهولة تعريفه على حبهم له من خلال حبها الذي تحتويه فيه بوجودها. فيمكنها أن تدمج حبهم في حبها بطريقة عملية ، فعندما تحضن طفلها وتقول له أنا أحبك تستطيع أن تضيف، أنا أحبك وحضرة الباب يحبك وحضرة بهاءالله يحبك وحضرة عبدالبهاء يحبك وحضرة شوقي رباني ولي الأمر يحبك وبيت العدل الأعظم الإلهي يحبك. كثيرون هم من يحبونك يا عزيزي بطبيعة الحال، لايدرك الطفل لصغر سنه ما يعنيه هذا، ولكنه يشعرها من خلال حب أمه له. فحبها الذي يعرفه دافئا حنونا يشعره بالأمان، يحتويه ويحميه، يرعاه ويمنحه إحساسه بالإنتماء. وعندما يسمعها تؤكد له : أنا أحبك وحضرة الباب يحبك وحضرة بهاءالله يحبك وحضرة عبدالبهاء يحبك وحضرة شوقي رباني ولي الأمر يحبك وبيت العدل الأعظم الإلهي يحبك ، تنشأ في وجوده الطفولي صورة ملموسة محسوسة: فإن كان هذا الدفء والأمان الذي أشعره هو حبها إذاً فهكذا هو حبهم أيضا رويدا رويدا عندما تتعمق إحساسه بهذا الحب بشكل طبيعي روتيني تنمو وتتجذر في أعماقه في خط موازي لتجذّر احساسه بحب أمه؛ تستطيع الأم أن تبدأ في الفصل بين حبها وحبهم لها من خلال ذكر حبهم دون حبها. فتقول على سبيل المثال وهي تحضنه: حضرة الباب يحبك وحضرة بهاءالله يحبك وحضرة عبدالبهاء يحبك وحضرة شوقي رباني ولي الأمر يحبك وبيت العدل الأعظم الإلهي يحبك. وهكذا على هذا المنوال، تستطيع اتخاذ منهجية الدمج والفصل إلى ذلك اليوم الذي تبدأ فيه تعريفه بكلمة العهد والميثاق؛ فحينها يملك الطفل استعدادا ذهنيا من خلال تجذر ونمو احساسه بحبهم له وكذلك حبه لهم ليتقبّل هذا الفصل. يؤدي تعريف الطفل على كلمة العهد والميثاق من خلال جذور الحب التي أخذت بالنمو في أعماقه بدايةً روحانية ترتكز عليها هويته البهائية |
Your browser does not support viewing this document. Click here to download the document.