حُبِّي حِصْني مَنْ دَخَلَ فِيهِ نَجا وَأَمِنَ
من أجل أن تمنح الأم العهد والميثاق معنىً ملموسا في خيال طفلها وبالاستناد إلى الكلمات المكنونة المذكورة أعلاه والتي تشترط نجاة وشعور الفرد بالأمان على دخوله أولا في الحصن الإلهي، تستطيع الأم الإستفادة من صور بيت حضرة بهاءالله في عكّا لشرح العهد والميثاق بحيثية يفهمها الطفل من خلال حواسه المادية. فمن خلال اختيار الصور التي بحوزتها لبيت حضرة بهاءالله، او تنزيلها من الإنترنت، تستطيع أن تحرّك خيال طفلها صوب هذا المكان المقدس الذي سيتجه إليه في سنين عمره قبلةً له ولأهل العالم
تختار الأم مجموعة من صور بيت حضرة بهاءالله في عكا (يحبذ ان تكون ملّونة لأن الألوان تقرب مفاهيم الصوربطريقة أسهل إلى ذهن الأطفال ). من الأفضل ان تسرد الصور في ترتيبها قصة يستطيع الطفل أن يتخيلها في مخيلته. على سبيل المثال، اختيار صورة للبوابة الخارجية، للممر، للحديقة، للسلالم، للباب، وللغرف المباركة. ثم ترتب الصور بحيثية تساعد طفلها على تخيل نفسه بأنه الزائر، ماذا يشاهد الزائر أول أن يصل إلى بيت حضرة بهاءالله؟ البوابة. ثم عندما تفتح له البوابة، ماذا يشاهد؟ الحديقة والممر الذي يمشي فيه كي يصل إلى البيت المبارك. ثم ماذا يشاهد عندما يصل هناك؟ العتبات المقدسة التي يجب أن يصعدها ليصل إلى أعلى. ثم؟ الباب المغلق (في أحد الصور) والباب المفتوح (في الصورة التي تليها) وهكذا
من أهم الأساسيات عند اتباع هذه المنهجية هي تربية مشاعر الحب الذي يشعره الطفل اتجاه حضرة بهاءالله (وحضرة عبدالبهاء وحضرة شوقي رباني ولي الأمر وبيت العدل الأعظم الإلهي) قبل أن تقود خطواته صوب دخول بيت من يحبه. لأنه إن سبق حبه دخوله للبيت سيبحث في أرجاء البيت عن وجه محبوبه بينما إن سبق رؤيته للبيت قبل تنمية مشاعر حبه فسيشعر بالغربة، حيث لا تمثل له البيت أهمية شخصية تربطه به
تستطيع الأم في تلك المرحلة التي تسبق دخول البيت وهي مازالت في مرحلة الدمج والفصل بين حبها وحب حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء وحضرة شوقي رباني ولي الأمر وبيت العدل الأعظم الإلهي أن تُقرب إلى كيان طفلها مظاهر حبهم له من خلال أمثلة عمليّة يتحسس مذاقها في وجوده الصغير؛ مثل قصة الوردة السوداء التي يقدم فيها حضرة عبدالبهاء شكولاته كبيرة سوداء للطفل الأسود. عندما نسرد هذه القصة على الأطفال، أول ما يشد انتباههم هي الشكولاته الكبيرة التي كان يملكها حضرة عبدالبهاء. يعرف الطفل جيدا حلاوة الشكولاته، وأغلب الأطفال تتمحور جل رغباتهم حول أمنية واحدة وذلك بأن يعيشوا في بحر من الشكولاتة ليلا ونهارا. ولهذا يمكن للأم أن تتخيل مدى رغبة الطفل عندما يستمع لهذه القصة كي يكون مع حضرة عبدالبهاء الذي عنده شكولاته كبيرة. هذا الإرتباط بين الطفل وحضرة عبدالبهاء من خلال الشكولاته يُنمّي فيه احساسه بحلاوة هذا الحب حلاوةً تشبه مذاق الشكولاته
ولهذا عندما يبدأ الطفل البحث في أرجاء بيت حضرة بهاءالله عن وجه محبوبه الذي يملك ألذ الأشياء ليمنحها له، تستطيع الأم في هذه المرحلة أن تستخدهم صور حضرة عبدالبهاء وحضرة شوقي رباني ولي الأمر ليجدهما طفلها وهما بانتظاره على عتبه الباب يستقبلاه بحبهما وحنانهما ويحضناه مرحبين بحضوره إلى البيت المبارك. هذا التمثيل العملي لدخول بيت حضرة بهاءالله بطريقة ملموسة يحس فيها الطفل بالحب يحيط به من كل زاوية وركن تساعده عندما يكبرفي أن يحس بالعهد والميثاق كدخوله للبيت المبارك في طفولته المبكرة