مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ
يَا ابْنَ الوُجُودِ. مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ؛ فَاسْتَنِرْ بِهِ وَلا تَفْحَصْ عَنْ غَيْري، لأَنِّي خَلَقْتُكَ غَنِيَّاً وَجَعَلْتُ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ بالِغَةً
من أحد المفاهيم التي يحتاج الأطفال إلى ادراكها هي أن الدعاء من أجل الآخرين هي مظهر من مظاهر انتقال الحب الإلهي المنعكس من قلوبنا لتتجه صوب الآخرين ومن أجل شرح مفهوم الحب الإلهي وانعكاسه من قلب الانسان ترتكز هذه الحلقة الدراسية على محورين، محور يعرّف الطاقة ويشرح مفهوم انتقال الطاقة من مكان إلى آخر، ومحورٌ يعرّف النور الإلهي على أنه الحب الذي يكنه الخالق لخلقه ويشرح مفهوم استنارة الانسان بهذا النور ومن ثم اضاءة العالم به وذلك من خلال ربط هذا المحور بالطاقة المكمونة في الدعاء وعملية انتقالها من مكان إلى آخر. تبدأ الحلقة الدراسية بتلاوة هذه المناجاة مع الأطفال ”إلهي إلهي، قدس قلوب محبيك عما لا ينبغي لك ولأيامك ونورها بأنوار ملكوتك وجبروتك. ليستضيء بها العالم ومن فيه. اي رب، عرفهم ما يضرهم وينفعهم ليدعوا ما عندهم رجاء ما عندك. إنك أنت المقتدر على ما تشاء، لا إله إلا أنت الآمر الحكيم”. ص 22- أدعية مباركة الجزء الثالث
ثم نحضر اناء متوسط الحجم به ماء، ويعطى لكل طفل جسما صلبا، مثل حجر صغير، ويطلب منه رميها في الماء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الاناء. ويتحدث الأطفال هنا عن الدائرة الموجية التي تتكون في الاناء نتيجة القاء الحجر فيها. وهنا نشرح للأطفال، بأن هذه الدوائر الموجية هي طاقة، وأن هناك مركز للطاقة وأن الأمواج تكبر وتكبر وتكبر كلما ابتعدت عن المركز، رغم أن المركز هي النقطة التي انوجدت منها وفيها. ثم نطلب من طفلين أن يرميا أحجارهما مع بعض في الزمن ذاته وفي نفس الإناء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الإناء. ويتحدث الأطفال هنا عن دائرتين موجيتين بدلا من دائرة واحدة. وحسب حجم الإناء، قد يلتقي الدائرتين وقد لا يلتقيا. ثم نطلب من بقية الأطفال أن يرموا جميعهم أحجارهم مع بعض في الزمن ذاته وفي نفس الإناء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الإناء. وسيتحدث الأطفال هنا عن مجموع الدوائر الموجية التي تكونت وتلاقت
وتقاطعت مع بعضها البعض في الإناء
وهنا نشرح للأطفال، بأن كل دائرة موجية هي طاقة. وإن لهذه الدائرة الموجية مركز. وإن كان حجم
الإناء أكبر، فإن هذه الدوائر الموجية لها قدرات ذاتية بأن تتمدد وتتمدد وتتمدد. ونخبرهم، بأنه عندما زادت مراكز الطاقة فإن الدوائر الموجية أيضا أصبحت أقوى، فالعلاقة بين زيادة أعداد المراكز وزيادة قوة الطاقة الكلية المتكونة من الطاقات الفردية هي علاقة مطردة. ونخبر الأطفال، هكذا ينتقل طاقة الدعاء من قلوبكم إلى ابعد المسافات. فالقلب هو مركز الطاقة الروحانية، وعندما يدعو الانسان من هذا المركز الروحاني، فإن أمواج طاقة الدعاء تنتقل إلى ابعد المسافات. ثم نسألهم، هل تذكرون قوة وشدة الطاقة الموجية التي تكونت في الإناء عندما رميتم جميعكم بأحجاركم في الزمن ذاته؟ هذا ما يحدث أيضا عندما نجتمع مع بعضنا البعض في جلسة دعاء ونتلو أدعيتنا من القلب، من مركز الطاقة الروحانية، مع بعضنا البعض، في الزمن ذاته. ثم نسألهه، هل تسطيعون أن تصفوا مدى قوة وشدة طاقة الدعاء في جلسة الدعاء هذه؟ ونترك للأطفال مجالا حتى يشرحوا آراءهم
بعد الاستماع إلى آراء الأطفال حول موضوع الطاقة وانتقالها ومركزها، نخبرهم بأننا سنقوم برحلة داخلية في أعماقنا إلى مركز الطاقة. فنطلب من الأطفال أن يغلقوا أعينهم، ويتنفسوا ببطء، شهيق من الأنف وزفير من الفم، ثم نقودهم إلى هذه الرحلة الداخلية حتى يصلوا إلى قلبهم. (تنفس شهيق ببطء وخذ الطمأنينة والسلام مع الشهيق إلى داخلك. يدخل الهواء بهدوء إلى أعماقك. وبهدوء تنفس واخرج الهواء في الزفير من فمك. بكل هواء جديد يدخل إلى أعماقك تشعر بالطمأنينة أكثر وأكثر. بكل زفير تتعمق أكثر اتجاه قلبك. تنفس بهدوء وخذ مزيدا من الطمأنينة ، اخرج الهواء بالزفير وتعمق أكثر اتجاه قلبك. الآن وصل هذا الهواء إلى مكان قلبك. تنفس بهدوء واترك الطمأنينة تملأ المكان الذي وصلت إليه في أعماقك. هناك صندوق مغلق. تنفس بهدوء واسمح لهواء الطمأنينة بأن يفتح هذا الصندوق. تنفس وبهدوء افتح الصندوق. بصيص من النور يخرج من حواف الصندوق. شيئا فشيئا رويدا رويدا ويزداد النور، يزداد ويزداد إلى أن يغطي الهواء والصندوق وكل جزء في أعماقك. النور مشع ولم يعد سجينا في الصندوق. قلبك يشع نورا ويخرج مع الزفير اشعة النور إلى خارج جسمك. أعماقك مليئة ببحر من النور، وأمواج النور تسافر من أعماقك مع الزفير، شعاعا شعاعا، موجا موجا ، تسافر الآن وتخرج من عينيك، لتضيء كل ما تقع عليه عينيك. ويسافر شعاع آخر ليخرج من أذنيك، فيضيء كل ما يصل إلى أذنيك. ويسافر هذا النور من مركز قلبك ليخرج من فمك، ليضيء كل كلمة تخرج من فمك. ويسافرشعاع نور من قلبك ليخرج من رأسك ليضيء كل فكرة تخطر على عقلك. وتتحرك أشعة النور بعد أن عملت هالة دائرية من النور حولك وتسافر أبعد وأبعد ، مثل أمواج الماء، لتضيء في طريقها كل شيء. أنت الآن تعيش في دائرة من النور، كل شيء يصل إلى دائرتك يستضيء بنورك، ويتحرك هذا النور من مركز قلبك شعاعا شعاعا ليضيء كل شيء قريبا أوبعيدا. تنفس بهدوء، ادخل إلى مركز النور في قلبك، اخرج مع الزفير نورك ليستضيء به العالم. افتح عينيك عندما تكون مستعدا لترجع من هذه الرحلة الداخلية
بعد أن يفتح الأطفال أعينهم، نسألهم، هل تعرفون من أين جاء كل هذا النور في قلبكم. ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نخبرهم، يتفضل حضرة بهاءالله في كلماته المكنونة ”يَا ابْنَ الوُجُودِ. مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ؛ فَاسْتَنِرْ بِهِ وَلا تَفْحَصْ عَنْ غَيْري”. ونسألهم مرة أخرى، ما رأيكم هل تظنون بأن هذا النور في قلبنا هو نور الله؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نسألهم، إن كان هذا النور هو نور الله، فهل تظنون بأن نور الله قد ينطفيء في يوم من الأيام؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نسألهم، هل تذكرون رحلتنا الداخلية التي سافرنا فيها قبل قليل إلى أعماقنا ووصلنا إلى مركز النور، قلبنا؟ هل تذكرون عندما كان نور قلبنا مغلق عليه في صندوق، وأننا بمجرد أن فتحنا الصندوق أحاطنا بحر من النور من داخلنا إلى خارجنا بل و أبعد من ذلك؟ ترى، نور من كان هذا؟ قد يجيب بعض الأطفال بأنه نور الله، وقد يجيب البعض الآخر بأنه نور قلبهم. وهنا نشرح لهم بأن الإجابتين صحيحتين، فالقلب، هو مركز وجودنا، وهو يشبه المرآة فعندما توجهه صوب نور الله، تعكس النور كله، ويسافر هذا النور ، مثل تجربتنا مع أمواج الماء، إلى أبعد المسافات
ثم نحضر مصباحا مضيئا، ونطلب من كل طفل أن يضع يديه على المصباح ويحاول اخفاء نوره، ونطلب منهم أن يصفوا ما يشاهدونه. إن المصباح لا ينطفيء نوره، بل على العكس فإن اصابعهم ستضيء. ثم نطفيء المصباح، ونخبرهم، بأن الانسان هو بنفسه الذي يستطيع أن يطفيء نوره وذلك عندما يوجه مرآة قلبه باتجاه تعاكس اتجاه النور الإلهي، فاشعال النور واطفاءه يحدثان من داخل الفرد وليس من خارجه. ثم نسأل الأطفال، من يستطيع أن يخبرني كيف يصل النور الإلهي إلى أعماقنا؟ ونترك لهم ما يكفي من الوقت كي يحاولوا الإجابة على هذا السؤال. وبعد أن نستمع إلى إجاباتهم، نخبرهم، بأن تلاوة الكلمات الإلهية، الأدعية والمناجاة تنقل النور الإلهي إلى مركز وجودنا وهو القلب لتنيره. ثم نسألهم، ترى عندما يكون هذا النور في قلبنا فكيف سنستطيع أن نرسله إلى خارجنا؟ وبعد الاستماع إلى اجوبتهم، نذكرهم برحلتنا الداخلية إلى مركز النور، وكيف أن النور بعد أن وصل إلى العين أضاء كل شيء كان ينظر إليه هذا العين، وعندما وصل إلى الأذن أضاء كل صوت وصل إلى مسامع الأذن ، وعندما وصل إلى الفم أضاء كل كلمة خرج منه وعندما وصل إلى الرأس، أضاء كل فكرة خرجت من العقل
ثم نسأل الأطفال، ترى ما هو النور الإلهي؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي حتى يصف كل طفل ما يعتبره نورا إلهيا. وبعد الاستماع إلى أجوبتهم نخبرهم بأن النور الإلهي هو المحبة الإلهية، هو حب الله لخلقه. ونسألهم، هل يوجد شيء في هذا الكون لم يخلقه الله؟ وعندما يجيب الأطفال بالنفي، نسألهم، إذن بما أن كل شيء في هذا الكون هو من خلق الله، هل تظنون بوجود شيء من خلق الله لا يحبه الله؟ والهدف من هذا السؤال أن يتعرف الأطفال على مفهوم وحدانية الله ووحدانية خلقه، فإن كان الخالق يحب ماخلق، فكيف للمخلوق أن لا يحب ما خلقه خالقه. ونسألهم، ترى كيف يحبنا الله، كيف يظهر الله حبه لخلقه. ونسمح للأطفال بالوقت الكافي حتى يذكروا النعم الإلهية كمظهر من مظاهر الحب الإلهي لخلقه. وبعد الاستماع إلى إجاباتهم، نخبرهم بأن النور الإلهي معناه الحب الإلهي، وأننا نلمس حب الله لنا، ونوره علينا من خلال نعمه التي تحيط بنا. ثم نسألهم، بما أن نور الله هو حب الله لنا، وبما أن أحد مظاهر حب الله هو نعمه وآلائه على خلقه، فما هي الطريقة التي سنستطيع أن نعكس بها النور الإلهي من قلبنا على ما حولنا؟ ونذكرهم بأن النور معناه المحبة وبأن خدمتنا للآخرين هو انعكاس عملي لهذه المحبة. وبعد أن يجيب الأطفال بأمثلة تدل على كيفية اظهارهم لمحبتهم للآخرين عن طريق فعل خدمة لهم، نوزع عليهم قصاصات من الورق. عشرة قصاصات لكل طفل. ونطلب من كل طفل بأن يكتب على خمس قصاصات نور المحبة الإلهية التي عكسها في يوم من الأيام من مركز قلبه عن طريق عمل خدمة قام بها للآخرين. ويكتب على الخمس الأخرى نور المحبة الإلهية التي عكسها خمس أشخاص اتجاهه من خلال عمل خدمة قاموا بها له. ونذكر الأطفال، بأن نور المحبة الإلهية ليس لها حجم، فأي خدمة نقوم بها إن كانت تنبع من مركز النورفي قلبنا فهي حتما ستضيء العالم من نور المحبة الإلهية. ويساعد هذا النشاط الأطفال على تشجيعهم في خدمة الآخرين ، لأن الخدمة انعكاس لمحبتهم، ومحبتهم انعكاس للنور الإلهي. كما يساعد هذا النشاط الأطفال على الاحساس بالشكر والإمتنان لكل ما يقوم به والديهم ومعلميهم والآخرين من أجلهم، فهذه الأفعال هي خدمة، وهذه الخدمات التي يقدمونها لهم تعكس محبتهم، وهذه المحبة هي انعكاس للنور الإلهي والمحبة الإلهية. ونذكر لهم على سبيل المثال، عندما تحضر لهم أمهم وجبة المدرسة، أو عندما يشتري لهم والدهم لعبة كانوا يرغبون بها، أو عندما تمنحهم المعلمة معلومات تفيدهم في دراستهم، وغيرها من الأمثلة الحياتية اليومية. ونخبرهم، بأن الحب طاقة، مثل أمواج الماء، تنتقل إلى أبعد المسافات، وكلما زاد عدد مراكز الطاقة، فإنه تأثيره يكون أقوى وأشد. ونذكرهم بأن كل واحد منهم، هو مركز لطاقة الحب ومركز للنور الإلهي وأنه يستطيع من خلال الدعاء للآخرين وخدمتهم باطلاق هذا النور ليضيء العالم
من أحد المفاهيم التي يحتاج الأطفال إلى ادراكها هي أن الدعاء من أجل الآخرين هي مظهر من مظاهر انتقال الحب الإلهي المنعكس من قلوبنا لتتجه صوب الآخرين ومن أجل شرح مفهوم الحب الإلهي وانعكاسه من قلب الانسان ترتكز هذه الحلقة الدراسية على محورين، محور يعرّف الطاقة ويشرح مفهوم انتقال الطاقة من مكان إلى آخر، ومحورٌ يعرّف النور الإلهي على أنه الحب الذي يكنه الخالق لخلقه ويشرح مفهوم استنارة الانسان بهذا النور ومن ثم اضاءة العالم به وذلك من خلال ربط هذا المحور بالطاقة المكمونة في الدعاء وعملية انتقالها من مكان إلى آخر. تبدأ الحلقة الدراسية بتلاوة هذه المناجاة مع الأطفال ”إلهي إلهي، قدس قلوب محبيك عما لا ينبغي لك ولأيامك ونورها بأنوار ملكوتك وجبروتك. ليستضيء بها العالم ومن فيه. اي رب، عرفهم ما يضرهم وينفعهم ليدعوا ما عندهم رجاء ما عندك. إنك أنت المقتدر على ما تشاء، لا إله إلا أنت الآمر الحكيم”. ص 22- أدعية مباركة الجزء الثالث
ثم نحضر اناء متوسط الحجم به ماء، ويعطى لكل طفل جسما صلبا، مثل حجر صغير، ويطلب منه رميها في الماء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الاناء. ويتحدث الأطفال هنا عن الدائرة الموجية التي تتكون في الاناء نتيجة القاء الحجر فيها. وهنا نشرح للأطفال، بأن هذه الدوائر الموجية هي طاقة، وأن هناك مركز للطاقة وأن الأمواج تكبر وتكبر وتكبر كلما ابتعدت عن المركز، رغم أن المركز هي النقطة التي انوجدت منها وفيها. ثم نطلب من طفلين أن يرميا أحجارهما مع بعض في الزمن ذاته وفي نفس الإناء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الإناء. ويتحدث الأطفال هنا عن دائرتين موجيتين بدلا من دائرة واحدة. وحسب حجم الإناء، قد يلتقي الدائرتين وقد لا يلتقيا. ثم نطلب من بقية الأطفال أن يرموا جميعهم أحجارهم مع بعض في الزمن ذاته وفي نفس الإناء. ونسأل من كل طفل بأن يصف ما يشاهده في الإناء. وسيتحدث الأطفال هنا عن مجموع الدوائر الموجية التي تكونت وتلاقت
وتقاطعت مع بعضها البعض في الإناء
وهنا نشرح للأطفال، بأن كل دائرة موجية هي طاقة. وإن لهذه الدائرة الموجية مركز. وإن كان حجم
الإناء أكبر، فإن هذه الدوائر الموجية لها قدرات ذاتية بأن تتمدد وتتمدد وتتمدد. ونخبرهم، بأنه عندما زادت مراكز الطاقة فإن الدوائر الموجية أيضا أصبحت أقوى، فالعلاقة بين زيادة أعداد المراكز وزيادة قوة الطاقة الكلية المتكونة من الطاقات الفردية هي علاقة مطردة. ونخبر الأطفال، هكذا ينتقل طاقة الدعاء من قلوبكم إلى ابعد المسافات. فالقلب هو مركز الطاقة الروحانية، وعندما يدعو الانسان من هذا المركز الروحاني، فإن أمواج طاقة الدعاء تنتقل إلى ابعد المسافات. ثم نسألهم، هل تذكرون قوة وشدة الطاقة الموجية التي تكونت في الإناء عندما رميتم جميعكم بأحجاركم في الزمن ذاته؟ هذا ما يحدث أيضا عندما نجتمع مع بعضنا البعض في جلسة دعاء ونتلو أدعيتنا من القلب، من مركز الطاقة الروحانية، مع بعضنا البعض، في الزمن ذاته. ثم نسألهه، هل تسطيعون أن تصفوا مدى قوة وشدة طاقة الدعاء في جلسة الدعاء هذه؟ ونترك للأطفال مجالا حتى يشرحوا آراءهم
بعد الاستماع إلى آراء الأطفال حول موضوع الطاقة وانتقالها ومركزها، نخبرهم بأننا سنقوم برحلة داخلية في أعماقنا إلى مركز الطاقة. فنطلب من الأطفال أن يغلقوا أعينهم، ويتنفسوا ببطء، شهيق من الأنف وزفير من الفم، ثم نقودهم إلى هذه الرحلة الداخلية حتى يصلوا إلى قلبهم. (تنفس شهيق ببطء وخذ الطمأنينة والسلام مع الشهيق إلى داخلك. يدخل الهواء بهدوء إلى أعماقك. وبهدوء تنفس واخرج الهواء في الزفير من فمك. بكل هواء جديد يدخل إلى أعماقك تشعر بالطمأنينة أكثر وأكثر. بكل زفير تتعمق أكثر اتجاه قلبك. تنفس بهدوء وخذ مزيدا من الطمأنينة ، اخرج الهواء بالزفير وتعمق أكثر اتجاه قلبك. الآن وصل هذا الهواء إلى مكان قلبك. تنفس بهدوء واترك الطمأنينة تملأ المكان الذي وصلت إليه في أعماقك. هناك صندوق مغلق. تنفس بهدوء واسمح لهواء الطمأنينة بأن يفتح هذا الصندوق. تنفس وبهدوء افتح الصندوق. بصيص من النور يخرج من حواف الصندوق. شيئا فشيئا رويدا رويدا ويزداد النور، يزداد ويزداد إلى أن يغطي الهواء والصندوق وكل جزء في أعماقك. النور مشع ولم يعد سجينا في الصندوق. قلبك يشع نورا ويخرج مع الزفير اشعة النور إلى خارج جسمك. أعماقك مليئة ببحر من النور، وأمواج النور تسافر من أعماقك مع الزفير، شعاعا شعاعا، موجا موجا ، تسافر الآن وتخرج من عينيك، لتضيء كل ما تقع عليه عينيك. ويسافر شعاع آخر ليخرج من أذنيك، فيضيء كل ما يصل إلى أذنيك. ويسافر هذا النور من مركز قلبك ليخرج من فمك، ليضيء كل كلمة تخرج من فمك. ويسافرشعاع نور من قلبك ليخرج من رأسك ليضيء كل فكرة تخطر على عقلك. وتتحرك أشعة النور بعد أن عملت هالة دائرية من النور حولك وتسافر أبعد وأبعد ، مثل أمواج الماء، لتضيء في طريقها كل شيء. أنت الآن تعيش في دائرة من النور، كل شيء يصل إلى دائرتك يستضيء بنورك، ويتحرك هذا النور من مركز قلبك شعاعا شعاعا ليضيء كل شيء قريبا أوبعيدا. تنفس بهدوء، ادخل إلى مركز النور في قلبك، اخرج مع الزفير نورك ليستضيء به العالم. افتح عينيك عندما تكون مستعدا لترجع من هذه الرحلة الداخلية
بعد أن يفتح الأطفال أعينهم، نسألهم، هل تعرفون من أين جاء كل هذا النور في قلبكم. ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نخبرهم، يتفضل حضرة بهاءالله في كلماته المكنونة ”يَا ابْنَ الوُجُودِ. مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ؛ فَاسْتَنِرْ بِهِ وَلا تَفْحَصْ عَنْ غَيْري”. ونسألهم مرة أخرى، ما رأيكم هل تظنون بأن هذا النور في قلبنا هو نور الله؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نسألهم، إن كان هذا النور هو نور الله، فهل تظنون بأن نور الله قد ينطفيء في يوم من الأيام؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي ليجيبوا على هذا السؤال. ثم نسألهم، هل تذكرون رحلتنا الداخلية التي سافرنا فيها قبل قليل إلى أعماقنا ووصلنا إلى مركز النور، قلبنا؟ هل تذكرون عندما كان نور قلبنا مغلق عليه في صندوق، وأننا بمجرد أن فتحنا الصندوق أحاطنا بحر من النور من داخلنا إلى خارجنا بل و أبعد من ذلك؟ ترى، نور من كان هذا؟ قد يجيب بعض الأطفال بأنه نور الله، وقد يجيب البعض الآخر بأنه نور قلبهم. وهنا نشرح لهم بأن الإجابتين صحيحتين، فالقلب، هو مركز وجودنا، وهو يشبه المرآة فعندما توجهه صوب نور الله، تعكس النور كله، ويسافر هذا النور ، مثل تجربتنا مع أمواج الماء، إلى أبعد المسافات
ثم نحضر مصباحا مضيئا، ونطلب من كل طفل أن يضع يديه على المصباح ويحاول اخفاء نوره، ونطلب منهم أن يصفوا ما يشاهدونه. إن المصباح لا ينطفيء نوره، بل على العكس فإن اصابعهم ستضيء. ثم نطفيء المصباح، ونخبرهم، بأن الانسان هو بنفسه الذي يستطيع أن يطفيء نوره وذلك عندما يوجه مرآة قلبه باتجاه تعاكس اتجاه النور الإلهي، فاشعال النور واطفاءه يحدثان من داخل الفرد وليس من خارجه. ثم نسأل الأطفال، من يستطيع أن يخبرني كيف يصل النور الإلهي إلى أعماقنا؟ ونترك لهم ما يكفي من الوقت كي يحاولوا الإجابة على هذا السؤال. وبعد أن نستمع إلى إجاباتهم، نخبرهم، بأن تلاوة الكلمات الإلهية، الأدعية والمناجاة تنقل النور الإلهي إلى مركز وجودنا وهو القلب لتنيره. ثم نسألهم، ترى عندما يكون هذا النور في قلبنا فكيف سنستطيع أن نرسله إلى خارجنا؟ وبعد الاستماع إلى اجوبتهم، نذكرهم برحلتنا الداخلية إلى مركز النور، وكيف أن النور بعد أن وصل إلى العين أضاء كل شيء كان ينظر إليه هذا العين، وعندما وصل إلى الأذن أضاء كل صوت وصل إلى مسامع الأذن ، وعندما وصل إلى الفم أضاء كل كلمة خرج منه وعندما وصل إلى الرأس، أضاء كل فكرة خرجت من العقل
ثم نسأل الأطفال، ترى ما هو النور الإلهي؟ ونسمح لهم بالوقت الكافي حتى يصف كل طفل ما يعتبره نورا إلهيا. وبعد الاستماع إلى أجوبتهم نخبرهم بأن النور الإلهي هو المحبة الإلهية، هو حب الله لخلقه. ونسألهم، هل يوجد شيء في هذا الكون لم يخلقه الله؟ وعندما يجيب الأطفال بالنفي، نسألهم، إذن بما أن كل شيء في هذا الكون هو من خلق الله، هل تظنون بوجود شيء من خلق الله لا يحبه الله؟ والهدف من هذا السؤال أن يتعرف الأطفال على مفهوم وحدانية الله ووحدانية خلقه، فإن كان الخالق يحب ماخلق، فكيف للمخلوق أن لا يحب ما خلقه خالقه. ونسألهم، ترى كيف يحبنا الله، كيف يظهر الله حبه لخلقه. ونسمح للأطفال بالوقت الكافي حتى يذكروا النعم الإلهية كمظهر من مظاهر الحب الإلهي لخلقه. وبعد الاستماع إلى إجاباتهم، نخبرهم بأن النور الإلهي معناه الحب الإلهي، وأننا نلمس حب الله لنا، ونوره علينا من خلال نعمه التي تحيط بنا. ثم نسألهم، بما أن نور الله هو حب الله لنا، وبما أن أحد مظاهر حب الله هو نعمه وآلائه على خلقه، فما هي الطريقة التي سنستطيع أن نعكس بها النور الإلهي من قلبنا على ما حولنا؟ ونذكرهم بأن النور معناه المحبة وبأن خدمتنا للآخرين هو انعكاس عملي لهذه المحبة. وبعد أن يجيب الأطفال بأمثلة تدل على كيفية اظهارهم لمحبتهم للآخرين عن طريق فعل خدمة لهم، نوزع عليهم قصاصات من الورق. عشرة قصاصات لكل طفل. ونطلب من كل طفل بأن يكتب على خمس قصاصات نور المحبة الإلهية التي عكسها في يوم من الأيام من مركز قلبه عن طريق عمل خدمة قام بها للآخرين. ويكتب على الخمس الأخرى نور المحبة الإلهية التي عكسها خمس أشخاص اتجاهه من خلال عمل خدمة قاموا بها له. ونذكر الأطفال، بأن نور المحبة الإلهية ليس لها حجم، فأي خدمة نقوم بها إن كانت تنبع من مركز النورفي قلبنا فهي حتما ستضيء العالم من نور المحبة الإلهية. ويساعد هذا النشاط الأطفال على تشجيعهم في خدمة الآخرين ، لأن الخدمة انعكاس لمحبتهم، ومحبتهم انعكاس للنور الإلهي. كما يساعد هذا النشاط الأطفال على الاحساس بالشكر والإمتنان لكل ما يقوم به والديهم ومعلميهم والآخرين من أجلهم، فهذه الأفعال هي خدمة، وهذه الخدمات التي يقدمونها لهم تعكس محبتهم، وهذه المحبة هي انعكاس للنور الإلهي والمحبة الإلهية. ونذكر لهم على سبيل المثال، عندما تحضر لهم أمهم وجبة المدرسة، أو عندما يشتري لهم والدهم لعبة كانوا يرغبون بها، أو عندما تمنحهم المعلمة معلومات تفيدهم في دراستهم، وغيرها من الأمثلة الحياتية اليومية. ونخبرهم، بأن الحب طاقة، مثل أمواج الماء، تنتقل إلى أبعد المسافات، وكلما زاد عدد مراكز الطاقة، فإنه تأثيره يكون أقوى وأشد. ونذكرهم بأن كل واحد منهم، هو مركز لطاقة الحب ومركز للنور الإلهي وأنه يستطيع من خلال الدعاء للآخرين وخدمتهم باطلاق هذا النور ليضيء العالم