الحلقة الدراسية الرابعة
|
يا أيّها المحبوب في روضة القلب غير ورد العشق لا تغرس، وعن بلبل الحبّ والشّوق لا ترخ قبضتك. عدّ مصاحبة الأبرار غنيمةً، وانفض يدك وجنانك من مرافقة الأشرار الكلمات المكنونة الفارسية- الترجمة العربية تعلم الأطفال في الحلقات السابقة عن الحب وعن حضرة عبدالبهاء وبينما نتابع معهم في البرنامح الرابع حديثنا عن المحبة والمساعدة، نعرّفهم أيضا بمفهوم " الأشرار" وصديق السوء الذي يحثنا حضرة بهاءالله بالإبتعاد عنه والإحتراز منه. من المهم جدا أن يتوضح معنى "صديق السوء" بجلاء في ذهن الطفل، لأن هذا سيساعده في اختيار أصدقائه وفي حمايته من دروب التهلكة. من الرائج في صفوف الأطفال ، أن يتعلم الطفل الجزء الأول من هذه الكلمة المكنونة " في روضة القلب غير ورد العشق لا تغرس، وعن بلبل الحبّ والشّوق لا ترخ قبضتك." فترتكز المناقشات والأنشطة حول محورية غرس ورد العشق في القلب، وأهمية الحب والعطاء والوئام. ويرسم الأطفال حديقة القلب وبها وردة المحبة، ويختار المعلم أحد الأعمال اليدوية التي ترتبط بمفاهيم الحديقة والقلب وورد العشق نادرا ما يتطرق المعلم إلى مناقشة الجزء الأخير في هذه الكلمة المكنونة، رغم أن المعنى الشامل لها لا تكتمل في الواقع إلا من خلال مناقشة كلا جزئيها معا كحقيقة كلية واحدة. تشتمل هذه الكلمة المكنونة على ثلاثة مفاهيم أساسية يجب شرحها للطفل القلب مكمن الحب، ويجب أن تُملأ بالحب وليس بالبغض والكراهية الإعتزاز بأصدقاء الخير وتقديرهم الإبتعاد عن أصدقاء السوء والأشرار في هذا الجزء الأخير، ينصح حضرة بهاءالله بالإبتعاد عن الأشرار قلبا وقالبا، وهنا يحتاج الطفل إلى أن يدرك نقطة أساسية وهي أن الإبتعاد قلبا وقالبا لا يعنى نقيض غرس ورد العشق في القلب، ولا يعنى أن يملأ قلبه بالبغض والكراهية بدلا من المحبة، بل تعني ببساطة الإبتعاد كليا من دائرة هذا الفرد. ومن المهم جدا أن يعلم بأن ابتعاده عن أصحاب السوء هي لحمايته من آثارهم السلبية عليه. بطبيعة الحال، يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى أمثلة كثيرة تناسب سنه كي يدرك من هو صديق الخير ومن هو صديق السوء، ومن إحدى المفاهيم التي تساعده على تمييز صديق السوء هي أنه يقوم بإيذاء نفسه وبإيذاء الآخرين. وحيث أن إحداث الضرر والأذى عمل يخالف في جوهره ما ينصحنا به حضرة بهاءالله وهي غرس ورد العشق والمحبة في القلب، لذا وجب الإبتعاد والإحتراز. ونستطيع هنا أن نقص عليهم قصة السمكات الثلاث اللاتي لم يسمعن النصيحة وقفزن من فوق السور إلى المحيط الواسع خلفه والذي كان مليئا بالمخلوقات الكبيرة والأسماك الشرسة التي انقضت مسرعة صوبهن للفتك بهن هناك خط رقيق جدا، بين الأذى الذي ينبع جذوره من الجهل أو التعصب، وبين الأذى الذي نصحنا حضرة بهاءالله بالإبتعاد عن شره. نستطيع في هذه المرحلة نظرا لصغر عمر الأطفال، أن نشرح له بأن من يؤذيه في جسده فهو يعتبر شريرا (التحرش الجنسي- فكرة يناقشها الوالدين والمعلمون مع الأطفال في الغرب لحمايتهم من النفوس المريضة). ويندرج تحت أمثلة أذى الأشرار، البلطجة والتنمر والترهيب الذي يمارسه مجموعة من الأطفال الأقوياء ضد غيرهم الضعفاء. وهنا نشرح للطفل أيضا بأنه ربما تُرحب به هذه المجموعة البلطجية وتحتويه تحت جناحها، فلا تُلحقه أية أذية منها، ولكن هذا لا يكفي، لأن هذه المجموعة وإن لم تكن تؤذيه مباشرة إلا أنها تؤذي الآخرين وتؤدي إلى إلحاق الضرر بهم. ونسأل الطفل في هذه المرحلة : إن طلب منك أحد بأن تلمس النار بيدك، أو أن تقفز عن مكان عال، فهل تظنه يحبك، وهل ستستمع إلى ما يقوله لك، وهل ستلمس النار، وهل ستقفز؟ وعندما يجيب بالنفي، نشرح له عن أهمية التصاحب مع أصدقاء الخير والحفاظ على أواصر الإرتباط به من جهة أخرى، يحتاج الأطفال إلى أن يتعلموا ما تعنيه غرس ورد العشق، وما تحتاجه من صبر ورعاية وانتظار وتصميم واصرار وأيضا دعاء. ولهذا نستطيع إختيار نشاط عملي لتقريب هذا المفهوم المعنوي إلى أذهانهم وذلك من خلال مساعدتهم على غرس نبتة أو وردة أو بذرة ومن ثم سقيها والمواظبة على رعايتها والإهتمام بها إلى أن تكبر وتنمو
Your browser does not support viewing this document. Click here to download the document.
|