| يطلب منا حضرة بهاءالله بجلاء فيالكلمات المكنونة العربية بأن نحوّل قلبنا إلى مرآة صافية تعكس بديع جماله. ومع ان كل فرد يملك مسؤولية ذاتية اتجاه مرآة قلبه وما تعكسه خلال المراحل العمرية التي يعيشها في هذا الوجود؛ إلا أن مسؤولية مرآة الطفل و صقلها وحمايتها من الإنكسار تقع على عاتق الوالدين، وعلى عاتق الأم بصفة خاصة. يختلف مرآة الطفل عن المرآة التي يملكها الأفراد الناضجون من حيث رقتها وأيضا من حيث أبدية أخاديد الألم وأثارها المزمنة التي تدمي وجوديته الإنسانية في جميع مراحله العمرية عندما يلد طفلنا، تلد معه ثقته في حبنا وحمايتنا ورعايتنا له. وتلد معه مرآته التي تشكل هويته ووجودية كيانه. خلال السنتين الأوليتين يكون الوالدان الصورة الوحيدة التي يراها الطفل بقلبه، ويعتبر هذه الصورة هي جل ما يرغب حقا برؤيتها ويشعر بالأمان عندما يعكس ملامحهما في وجوديته. يكون الطفل في هذه المرحلة مرآة صافية تعكس الوالدين، فإن كان الوالدان نورا أُضيئت قلبه وإن كان ما يحيط به صمت وظلام، تدفن قلبه الرهيف في دهاليز الوحدة والضياع تعتبر السنين الأولى من حياة الطفل سنينا مصيرية في تكوين هويته وشخصيته، وتتشكل كلّيته الوجودية من انعكاسات قلبه المرآة. وتستطيع الأم أن تحمي قلب طفلها بحيثية تخلقه ليصبح مرآة تعكس جمال حضرة بهاءالله وذلك من خلال تلاوة الآيات الإلهية على مسامعه وتعريفه على الأخلاقيات البهائية. تشكل مسؤوليات الأم المنزلية والإجتماعية غالبا حاجزا بينها وبين مرآة طفلها؛ فتحوّل اتجاهه صوب التلفزيون والألعاب الإلكترونية. تخطأ الأم في ظنّها أن هذه مجرد وسائل تلهي وتسلّي طفلها وتمنحها في المقابل ما تحتاجه إليه من الوقت للقيام بواجباتها الأخرى. ما تحتويه هذه الوسائل من العنف وانحطاط الأخلاقيات تكفي لتدمير مرآة الطفل إلى حطام وشظايا وتترك أثرا سلبيا أبديا على هويته تملك الأم حقيّة القرار لما هو الأفضل لمصلحة طفلها لأنها مسؤولة عن حماية مرآته من أي خدش أوكسر. ويمكنها على هذا الأساس أن تختار بين الإنشغال في القيام بمسؤولياتها الإجتماعية والمنزلية وتحويل اتجاه مرآة طفلها صوب التلفزيون والألعاب الإكترونية لتتغذى من العنف وتعكسه أو أن تحتوي طفلها في أحضان حبها وتختار توجيه قلبه الصغير صوب حضرة بهاءالله تنفيذا لإرادته الملكوتية ليصبح "مرآة " تعكس جماله وبهائه |
0 Comments
|
|