|
لوح مريم
مريما لقد عرج الروح من اللامکان و اخلی قفص الوجود من الطیر المحمود واقبل بلبل القدم الی صحراء العدم وصاح العندلیب الالهی علی السدره الربانیه ممزقا سرادق العزة وطار طیر السعاده عن غصن البهجه،وقعدت الافلاک العالیه علی التراب المظلم ، وارتفعت النعرات من القلب المتوجع،تبدل الماء العذب بالدم ، وتلطخت ساحة الفردوس بالدم،بلی فان صدر الاحباب المنیر لائق لسهم القضاء الالهی وعنق العشاق مشتاق لحبل البلاء اللامتناهی،اینما وجد سهم فقد ورد علی صدر الاحباب، واینما کان غم فقد حل علی قلب الاصحاب یتوجب علی العشاق البکاء ویحل للمعشوق الغنج والدلال کلما ناح الحبیب زاد المحبوب فی جفائه، اذا اردت شراب الوصال فاقبلی الزوال ، ولو طلبت خمر الجمال ضعی قدما فی وادی الحرمان مریما ذوقی الحزن بالسرور واطلبی الغم من قدح الفرحَ،اذا اردت وضع القدم فی سبیل الطلب فکونی صابره ولا تخرشی وجهک ولا تبکی ولا تکونی من عدیمی الصبر، البسی قمیص التسلیم واشربی خمر الرضاء وبیعی الدنیا بدرهم وانقادی لحکم القضاء واقبلی بالتقدیر، افتحی عین البصیره واجتنبی من الاغیار لاننا قریبا سنجتمع فی محضر القدس ونقبل الی حضرة الانس ونسمع من العود العراقی نغمة حجازیة ونلحق بالرفیق ، نقول بدون ان نتکلم ونشاهد بغیر ان نری ونصغی بدون ان نسمع ویرقص هیکل الروح علی لحن النور ونعقد فی حریم القلب مجلس الانس وناخذ من ید ساقی الجلال کاس الجمال و نشرب خمر اللامثال علی ذکر ذو الجلال ، امسحی الدموع عن ماقیک واغسلی الحزن عن قلبک وافرغی فؤادک عن الغم وترنمی بلحن ملیح اذا امطرت سماء المحبوب سیوفا و خناجر سلمنا اعناقنا ان الحکم لله (ترجمة غير منقحة) |
|
تختلف لغة اللوح عن لغة المناجاة، حيث أن في الأولى يكون الخطاب موجهٌ إلينا بينما في الأخرى نحن من نُوجّه الخطاب ونناجي خالقنا. ورغم أن الطفل لا يدرك الفرق بين هذين النوعين من الخطاب في السنين الأولى من حياته إلا أن استماعه لهذين اللغتين وتلاوته لهما في المراحل اللاحقة من عمره تساعدانه في ترسيم خطوط هويته الروحانية. بمعنى أنه يتعلم منذ نعومة أظافره بأن لا يحدد ذاتيته في بوتقة المناجاة والطلب والرجاء؛ بل يتربى على استماع الصوت الإلهي في لغة الألواح ويتعرف على وظائفه الروحانية أيضا. تربية الطفل على منهجية عملية ترسخ فيه معرفته بالخصائص الذاتية للغتي الخطاب هاتين : منه وإليه، تساعد في ترسيم ملامح هويته الروحانية حيث تُنمّي فيه إحساسه بوظائفه ومسؤوليته . الإكتفاء بلغة المناجاة يربي الطفل على السؤال والرجاء والطلب بحيث يظن نفسه محورا بدلا من محورية الخالق ، وقد تُنمّي فيه من جهة إحساسه بعدم المسؤولية بينما يصبح الخالق من جهة أخرى مسؤولا ومطالبا بتلبية كل احتياجاته تشير الأبحاث العلمية بأهمية دور الوالدين في تنمية القدرات العقلية والإدراكية في أطفالهم منذ الشهور الأولى من ولادتهم وتؤكد هذه الدراسات بأن اهمال الوالدين أو تجاهلهما لهذه الوظيفة الأساسية تترك آثارها السلبية على الطفل مدى حياته. تعتبر التربية الروحانية من ضمن القدرات الإدراكية التي يجب تنميتها في الطفل منذ اللحظات الأولى من نشأته و تمثل اللغة السماوية المصدر المباشرلتنمية هذه القدرات وتربيتها صوب ارتقائها وكمالها. تحديد كينونة الطفل خلال السنوات الأولى من ولادته في بوتقة ضيقة من الكلمات المقدسة باستماعه وحفظه لأدعية قصيرة تحمل طابع المناجاة تحرمه من بحر الآيات الإلهية التي يدعو إليها حضرة بهاءالله في كتاب الأقدس " اغتمسوا في بحر بياني لعلّ تطّلعون بما فيه من لئالي الحكمة والاسرار" بينما سيرتقي في إدراكاته الروحانية بتطور إدراكه ومعرفته للغة الآيات والألواح. فعلى سبيل المثال إن قرأ الوالدان على مسامع طفلهما في السنة الأولى من ولادته لوح الكرمل، سيتعلم الطفل الكلمات التالية وستتطور قدراته اللغوية ليستخدم الكلمات الإلهية في لغته الطفولية وهو في الثانية أوالثالثة من عمره حتى وإن لم يدرك معناها في البداية حبذا- نفحات- القرون- الأعصار- وجه القدم- ملكوت- السرور- مطلع الحياة- صرير قلمك- الأسرار المكنونة- خزائن مالك الأشياء- ماج بحر الوصال- قرت عينك- ابتسم ثغر الغيب- طوبى- مقر عرشه- مشرق بيناته- الفرح الأكبر – فاز بلقائه- المكون- بسلطان غلب العالم- مدينة الله – فؤاد الطور- رب الأرباب – مولى الورى- لسان العظمة – كنز قدرته... الخ |