تنظيم المجموعات التربوية
|
تستطيع كل أم أن تقدم على تنظيم مجموعة تربوية تعليمية يلتحق بها طفلها منذ نعومة أظافره مع الأطفال الآخرين من الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران الذين يشبهونه في العمر . فمن خلال التحاق الطفل مع أصدقائه الأطفال بهذه الحلقات التربوية، تتطور من جهة إدراكاته الروحانية وتنمو من جهة أخرى هويته البهائية الإجتماعية في بيئة يتشارك فيها مع أصدقائه في ممارسة الأخلاقيات والسلوكيات التي تحث عليها الآيات الإلهية. تحدد كثير من الدول سن الثلاث سنوات سنا قانونيا تسمح فيها بإلتحاق الأطفال إلى الروضة وعدد كبير من الدول الأخرى تحدد سن إلتحاق الطفل بالروضة ريثما يصبح عمره خمس سنوات يختلف هذا الوضع في الدول الإسكندنافية، إذ تشجع قوانينها على أن ترسل الأم طفلها وهو لم يتخط الشهر السادس من عمره إلى دور الرعاية التي توفرها الدولة من أجل الأطفال الرضع. بينما يستطيع هذا الطفل أن يلتحق بالروضة عندما تصبح عمره إثنا عشر أو بالأكثر ثمانية عشر شهرا. بطبيعة الحال، لا أناقش هنا سلبيات أو إيجابيات هذا النظام التربوي الذي يُلقي بمسؤولية رعاية وتربية الطفل بعد شهور بسيطة من ولادته على عاتق أشخاص آخرين غير أسرته أو والديه لأن الواقع العملي والظروف الحياتية تختلف من فرد لآخر ولكن، تستطيع كل أم أن تحوّل هذا النموذج التربوي إلى نشاط إيجابي تساعد بها تلك الأمهات التي تضطرها الظروف إلى أن تبحث عمّن يرعى طفلها في ساعات وانشغالها. فعندما ترضى بأن تقوم بدور الراعية لهؤلاء الأطفال عند غياب أمهاتهم (ولا أعتقد أن هناك أي مانع من أن تختار مجموعة من الأمهات بتحويل هذا النشاط الإيجايبي إلى مهنة تدر عليهن بعض المال وبالخصوص إن كان يستقطب من وقتهن ساعات طويلة في النهار) . ومع ذلك فإن الهدف المباشر والأساسي من تشجيعي لفكرة أن تقوم الأم البهائية في توفير خدمات الرعاية التربوية لأطفال الأسر التي تحتاج إلى من يساعدها في هذا المجال هي قدرتها على إكمال ما بدأته تلك الأمهات في منهجية تربيتهن البهائية لأطفالهن. فلا يعيش الطفل ساعات طويلة من يومه في فجوة روحانية مع أشخاص يحترمون جسديته ولكنهم يجهلون إحتياجاته الروحانية وبالرغم من أن كثيرمن الأسر تملك من يخدمها في البيت (خدّامة) وتترك بالتالي أطفالها في البيت لإطمئنانها بأن الخدامة موجودة وسترعى إحتياجاتهم إلا أن وجود طفلنا في بيئة روحانية مع هذه الأم البهائية التي تمارس هذا النوع من النشاط التربوي يحقق فوائد كيفية أعمق أثرا وأشد جلاء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تستطيع كل أم أن تنظم ، على سبيل المثال مرة في الأسبوع، حلقة دراسية تهدف إلى تربية الأطفال روحانيا تدعو إليه الأطفال الآخرين الذين لا تسمح أعمارهم بعد في الإلتحاق بصفوف روحي للأطفال. وتختار من البرامج والأنشطة ما يتناسب وأعمارهم وشخصياتهم وإحتياجاتهم. لا تحتاج الأم بأن تنتظر إلى أن يصبح طفلها خمس أو ست سنوات حتى تسنح له الإلتحاق بالدورات التربوية الروحانية، بل تمتلك كل أم خيارا نافذا بتوفير هذه الدورات الخلاقة لطفلها وللأطفال الآخرين الذين يماثلونه العمر في أي مرحلة عمرية كانوا بها |