منجم مليء بالأحجار الكريمة
تهدف هذه الحلقة الدراسية إلى تمكين الشباب الناشيء في تنمية قدراتهم الروحانية لاكتشاف الخصائل الإيجابية والمواهب الذاتية في أنفسهم وفي الآخرين. وحيث أن حضرة بهاءالله شبّه الإنسان بمثابة معدن، فسترتكز هذه الحلقة الدراسة على التعرّف أولاً على تلك الحقائق العلمية والعملية التي ترتبط بتنقيب المعادن ومن ثم انعكاس هذه الحقائق في التنقيب عن الأحجار الكريمة في المعادن الإنسانية
نضع مجموعة من صور جبال مختلفة الحجم والشكل أمام الشباب الناشيء ونطلب من كل واحد منهم بأن يصف ما يشاهده في هذه الصور. من خلال تجربة هذا النشاط مع مجموعات دراسية مختلفة، فإن الجواب الذي يمكننا توقّعه من الشباب الناشيء هو أن يصفوا ما يشاهدونه بالعين المجردة في هذه الصور من شكل الجبال والأحجار والرمال والتراب وغيرها من مظاهر الطبيعة التي يرونها في هذه الصور. ثم نعيد السؤال مرة أخرى وثالثة وفي كل مرة نطلب من الأطفال بأن يدققوا أكثر النظر في هذه الصور . وسيستمر الأطفال في وصف ما يشاهدونه بالعين المجردة في هذه الصور. ثم نضع أمام الأطفال صورة مكبّرة لمجموعة من الأحجار الكريمة، ونخبرهم بأن هذه الجبال التي ظنوا بأنها مجرد كومة من التراب هي في الحقيقة جبال معدنية تخفي في جوفها أحجارا كريمة غير ظاهرة للعيان. أحجار كريمة لن يستطيعوا أن يكتشفوها إن اكتفوا بالنظر إلى هذه الجبال من بعيد بعيونهم المجردة. ثم نسأل الأطفال بأن ينظروا مرة أخرى إلى صور الجبال، ونطلب من كل طفل بأن يذكر شيئا واحدا يجب عليه أن يفعله إن أراد أن يصل إلى بعض الأحجار الكريمة التي تخفيها جوف هذه الجبال. وكي نساعد الأطفال في ادراك مدى صعوبة اكتشاف الأحجار الكريمة والآلات المختلفة التي يجب استخدامها في عمليات التنقيب، نضع بعض صور عمليات التنقيب أمامهم. من المهم أن يدرك الأطفال بأن أهم مبدأ في عملية التنقيب هي مبدأ الالتفات والانتباه والملاحظة. ونشرح لهم عن مدى أهمية الانتباه والملاحظة لأنه إن لم يلتفتوا إلى وجود الجبل فسيمرون من عنده وسيتخطونه ولن يكتشفوا أبدا الأحجار الكريمة التي يخفيه في جوفه. وأيضا، بأن عليهم أن يطوروا قدراتهم على ملاحظة الحقائق التي لا يستطيعون مشاهدتها من أول وهلة بعيونهم المجردة
ثم نطلب من الشباب الناشيء بكتابة قائمة لبعض الحقائق المرتبطة بعملية التنقيب عن الأحجار الكريمة. من بعض الحقائق العلمية والعملية للتنقيب عن الأحجار الكريمة، أن المنقّب يحتاج إلى الصبر والمثابرة، فالعملية قد تحتاج إلى زمن طويل قبل أن يصل المنقّب إلى ما هو مدفون في جوف الجبل. كما أن المنقّب يحتاج إلى اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في مهمة التنقيب. وسيحتاج المنقّب أيضا إلى من يساعده في عملية البحث عن الأحجار الكريمة كما أنه سيحتاج إلى امتلاك الآلات والأدوات المناسبة للتنقيب. وسيحتاج المنقّب بأن يطوّر بصيرته ليتعرف على الحجر الكريم وإن كان مغطىً بغلاف سميك من السواد حوله. فعلى سبيل المثال، إن لم يكن المنقّب ذو بصيرة نافذة فقد يظن الألماس فحما قبل أن ينجح بتنظيفه وتصقيله. الهدف من هذا النشاط هو التأكيد بأن عملية التنقيب عن الأحجار الكريمة هي عملية شاقة وطويلة المدى وتحتاج إلى الصبر والبصيرة والمثابرة وكذلك الحال بالنسبة إلى االتنقيب عن الخصال والمواهب التي نمتلكها والخصال والمواهب التي يمتلكها الآخرون
ثم نقسم الأطفال إلى مجموعات صغيرة، ونطلب من الأطفال بأن يكتب كل واحد منهم أربع خصال إيجابية لكل طفل في المجموعة. وعند انتهاء جميع المجموعات من كتابة الخصال الإيجابية لأفراد المجموعة نطلب من كل طفل بأن يذكر الخصال التي وجدها في أفراد مجموعته. ولكي نساعد الأطفال على تنمية ملكة الانتباه والملاحظة لاكتشاف الأحجار الكريمة في الآخرين، نسألهم عند ذكرهم لكل خصلة في قائمتهم: وكيف عرفت بوجود هذه الخصلة أو الموهبة عنده؟ وعلى الطفل أن يذكر موقفا أو حدثا اكتشف من خلاله تلك الخصلة الإيجابية. في نهاية هذا النشاط نذكّر الأطفال بأهمية تنمية قدراتهم على اكتشاف المواهب والخصال الإيجابية في الآخرين حتى وإن لم يستطيعوا مشاهدتها ظاهريا بعيونهم المجردة. فعلى سبيل المثال، قد يلتقوا بطفل من ثقافة مختلفة عن ثقافتهم أومن ديانة مختلفة عن ديانتهم. وقد يكون هذا الطفل بالمقاييس الظاهرية غير جدير بالتعرف عليه وصداقته لأنه يختلف عنهم ثقافة وديانة. ولكن ان شاهدوا بعين بصيرتهم هذا الطفل " بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة" فإنهم لن يألوا جهدا في اكتشاف جميع خصاله ومواهبه الانسانية وسيصبرون وسيثابرون في مهمة التنقيب هذه إلى أن ينجحوا في مسعاهم
في النشاط التالي، نطلب من الشباب الناشيء بأن يكتبوا قائمة بخصائلهم الإيجابية ومواهبهم ونؤكد لهم بأن خطاب حضرة بهاءالله موجه لهم أيضا " انظر إلى الإنسان بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة". ونشرح لهم أهمية تنمية قدراتهم الذاتية على اكتشاف الأحجار الكريمة التي يمتلكونها، ونذكّرهم بأن عملية التنقيب تحتاج إلى الصبر والمثابرة. لذا يجب عليهم أن يتعلموا الصبرعلى أنفسهم وأن يتعلموا بأن لا يفقدوا الأمل عند كل خطأٍ يقعون بين براثنه. ونذكّرهم أيضا بأن الأحجار الكريمة غالبا ما تكون مدفونة تحت ألف طبقة وطبقة من الحواجز وهذا يعني بأنهم سيحتاجون إلى فترة طويلة من الزمن حتى يصلوا إلى اكتشاف بعض خصائلهم ومواهبهم. ونوضح لهم بأن الأحجار الكريمة التي يمتلكها كل واحد منهم هي خصائل فريدة في كنهيتها وأنه عند اكتشافه لخصائله ومواهبه الفريدة سيستطيع استخدام هذه الخصائل لاكتشاف الأحجار الكريمة عند الآخرين. الهدف من هذا النشاط هو مساعدة الشباب الناشيء على ادراك أن خطاب حضرة بهاءالله موجّه إليهم أيضا وبالتالي مساعدتهم على تنمية ملكاتهم الذاتية لاكتشاف ما يمتلكونه من أحجار كريمة في وجوديتهم الانسانية. بعد أن ينتهي الأطفال من كتابة خصائلهم الإيجابية، نطلب من كل طفل بأن يشارك قائمة خصائله مع الحاضرين. ثم نحضر صندوق مجوهرات مليء بقطع براقة من الخرز الملون. نضع الصندوق على الطاولة ونطلب من كل طفل بأن يتقدم صوب الصندوق ويأخذ منها خرزا، وكأنه ينقب عن حجر ثمين ويجده. ونقول له وهو يأخذ الخرز من الصندوق : أريدك أن تتذكر دائما بأنك "بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة". نكرر نص حضرة بهاءالله على مسمع كل طفل يتقدم صوب صندوق المجوهرات ليأخذ منها خرزا
في نهاية الحلقة الدراسية، نوزع قصاصات ورق مستطيلة الشكل على كل طفل بعدد الحاضرين في الحلقة الدراسية. نخبر الأطفال بأن كل قصاصة تمثل شعاعا من الشمس. ونطلب من الأطفال بأن يكتب كل واحد منهم على كل ورقة اسم أحد الحاضرين في الحلقة الدراسية واحدى الخصال الإيجابية لهذا الشخص. ويجب على كل طفل بأن يكتب اسمه أيضا ويدرج بجانب اسمه إحدى خصاله. فعلى سبيل المثال، إن كان عدد الحاضرين في الحلقة الدراسية 12 شخصا، فيجب أن يكتب كل طفل 12 اسما بحيث يكون اسمه ضمن قائمة الأسماء. ثم نلصق صورة جبل على لوحة كبيرة ونعلّق اللوحة على الجدار. نطلب من الأطفال بأن يلصقوا قصاصاتهم التي كتبوا عليها أسماء كل الحاضرين في الحلقة الدراسية وإحدى خصائلهم الإيجابية حول صورة الجبل. بعد أن ينتهي كل طفل من الصاق قصاصاته، نذكّر الأطفال بحقيقتهم الروحانية التي يخاطبهم بها حضرة بهاءالله بأنهم "بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة" ونطلب من كل طفل بأن يقرأ ما كتبه الآخرون عنه على قصاصات الورق حتى يكتشفوا بعضا من أحجارهم الكريمة التي اكتشفها الآخرون فيهم