برنامج النيروز
يتمحور برنامج هذه الحلقة الدراسية حول عيد النيروز. وبما أن النيروز عيد الربيع، فإن من إحدى مظاهر الإحتفال به مع الأطفال هي إحضار باقة من الورد ووضعها في مكان مرئي حتى يشاهده الأطفال فور حضورهم إلى الغرفة التي تنعقد فيها حلقتهم الدراسية. من المهم أيضا أن نهنئ كل طفل فور وروده بالعيد ونقول له: أهلا وسهلا، عيد نيروز مبارك. ثم نلفت نظره إلى باقة الورد ونقول له: انظر، ما أجمل هذا الورد! هذا ورد العيد. فيشعر الطفل منذ الوهلة الأولى بذبذبات السعادة تخلج في نفسه ويعلم في قرارة نفسه بأن هذه الحلقة الدراسية تختلف عن سابقاتها، وبأنه سيحتفل بعيد النيروز مع أصدقائه في يومه هذا تندرج مواضيع هذه الحلقة الدراسية في اتجاهين، احداهما الشرح العلمي للتغييرات التي تحدثها النيروز أو عيد الربيع في الطبيعة، والأخرى النيروز في الديانة البهائية. وتدمج هاتين الإتجاهين بحيثية تضمن للأطفال التعرف على النيروز في حقيقتيه: المادية والروحانية. عندما يجلس الأطفال وقبل البدء بتلاوة الدعاء والمناجاة، نقول لهم: كان حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء في أيام الأعياد، عيد النيروز وعيد الرضوان، يستقبلان المهنئين بماء الورد. فكانا يرشان بيديهما المباركتين ماء الورد في أيدي الحاضرين. ثم نحضر زجاجة بها ماء الورد، ونطلب من الأطفال بسط كفّهم لنرش فيها ماء الورد. ونقول لكل واحد منهم، شم الرائحة العطرة الزكية، نحن الآن نحتفل بالعيد وكأننا مع حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء. من خلال تكرار هذا النشاط مع الأطفال سنينا متتالية عند احتفالهم بعيدي النيروز والرضوان، ستترسخ في مخيلتهم مظاهر سعادتهم بجمالية العيد مع إحساس عميق بالبهجة لإحتفالهم بهذا العيد وبكل عيد و وكأنهم ممتثلون بين يدي حضرة عبدالبهاء وحضرة بهاءالله. من الجدير بالذكر، أن الوالدين أيضا يمكنهما أن يرشا يوم العيد قطرات من ماء الورد علي يدي طفلهما ويقولان له: هكذا كان يحتفل حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء. ثم يُسأل الأطفال إن كانوا يعلمون كيف تُجهز ماء الورد، ثم يشرح لهم عن طريقة تحضير ماء الورد بعد هذه المقدمة عن ماء الورد ومظاهر إحتفال حضرة بهاءالله وحضرة عبدالبهاء بالعيد، يتعلم الأطفال هذه المناجاة التي تعكس حقيقة كونهم نبتة مباركة في حديقة حضرة عبدالبهاء " هُوَ الْمَقْصُودُ، سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ يَا إِلَهْي هَذا قَضِيبٌ نَسِيبٌ نَصَبْتهُ فِي رِيَاضِ مَحبَّتِكَ وَرَبَّيْتَهُ بِأَيَادي رُبُوبيَّتِكَ وَسَقَيْتَهُ مِنْ عَيْنِ التَّسْنِيمِ فِي حَدَائِقِ أَحَدِيَّتِكَ وَأَنْزَلْتَ عَليْهِ مِنْ سَحَابِ رَحْمَتِكَ أَمْطَارَ مَوْهِبَتكَ حَتَّى نَشَأَ وَنمَا فِي ظِلِّ أَلْطَافِ مَشْرِقِ أُلوهِيَّتِكَ وَأوْرَقَ وَأَزْهَرَ وَأَثمَرَ بِبدِيْعِ جُوْدِكَ وإِحْسانِكَ وَتَمائَلَ بِنَسَائِمِ مَهَبِّ عِنايَتِكَ أَيْ رَبِّ اجْعَلْهُ خَضِرًا نَضِرًا رَطِبًا مِن تَرَشُّحاتِ غَمَامِ رحمَتِكَ الخاصَّةِ وَمَوْهِبَتِكَ الَّتِي اخْتَصَصْتَ بِها هَياكِلَ التَّقْدِيسِ فِي ذَرِّ الْبَقَاءِ وَجَواهِرِ التَّوْحِيدِ فِي مَعْرِضِ اللِّقاءِ أَيْ رَبِّ أَيِّدْهُ بِتَأْييداتِ مَلَكُوتِ غَيْبِكَ وَانْصُرْهُ بِجُنودٍ لا تَرَاهُ أَعيُنُ بَرِيَّتكَ وَاجْعَلْ لَهُ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ وَأَطْلِقْ لِسَانَهُ بِذِكْرِكَ وَاشْرَحْ فُؤادَهُ بِثَنائِكَ وَنَوِّرْ وَجْهَهُ فِي مَلَكُوتِكَ وَيسِّرْ لَهُ أمْرَهُ فِي جَبَروتِكَ وَوَفِّقْهُ عَلَى خِدْمَةِ أَمْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ الْعَزِيزُ الْقَدِيرُ. ع ع" ويخاطب كل طفل على حدة ويقال له: أنت مميز جدا، أنت نبتة في حديقة حضرة عبدالبهاء، أنت وردة جميلة عطرة. ثم نسألهم إلى ماذا يحتاج الورد كي ينمو؟ وسيجيب الأطفال إلى المطر والشمس. فنسألهم مرة أخرى: بما أنكم ورود في حديقة حضرة عبدالبهاء، ما شمسكم وما مطركم حتى تنموا مثل هذه الزهور في الطبيعة؟ قد يجيب بعض الأطفال كالتالي: يجب أن نخرج لفترات زمنية طويلة من البيت ونقف تحت الشمس، وعندما يهطل المطر يجب أن نخرج بلا مظلة حتى نتبلل وننمو كالورود، وإذا لم يهطل المطر يجب أن نشرب الماء كثيرا مثلما نسقي الزهور حتى ننمو مثلها ولا نجف! وبعد الإستماع إلى جميع وجهات نظرهم وآرائهم نسألهم: هل تذكرون ماذا يحدث لقلوبكم عندما تتلون الدعاء والمناجاة؟ وبما أنهم قد تعلموا عن أثر الدعاء والمناجاة في الحلقات الدراسية السابقة فسيكون الجواب كالتالي: ستمتلأ قلوبنا بالنور. وهنا نخبرهم بأن الدعاء والمناجاة هي بمثابة الشمس والمطر، فعندما يتلون المناجاة، ستنير قلوبهم، وسيؤدي هذا إلى أن ينموا ليصبحوا ورودا جميلة في حديقة حضرة عبدالبهاء. ثم نلفت نظرهم مرة أخرى إلى باقة الورد الموجودة أمامهم ونأخذ منها وردة واحدة ونطلب من كل طفل الحضور إلينا كي يشمها ونقول له: انظر ما أجمل هذه الوردة وما أطيب رائحتها، أنت تشبه هذه الوردة، فأنت وردة في حديقة حضرة عبدالبهاء. هذا التمرين سيرسخ في الأطفال إحساسهم بمقامهم الروحاني كورود جميلة لطيفة وأيضا سيرسخ فيهم إحساسهم بحب حضرة عبدالبهاء الأبدي لهم وبانتمائهم في هويتهم إلى حديقته المباركة بعد هذا النشاط يشرح للأطفال عن مظاهر التغيير التي تحدث في الطبيعة في 21 مارس وذلك من خلال شرحنا لحركة الكرة الأرضية حول محورها من جهة وحول الشمس من جهة أخرى. يستحسن في هذا النشاط استخدام نموذج للكرة الأرضية ونموذج آخر للشمس حتى يسهل تمثيل حركتي الدوران لهم بطريقة ملموسة تسهل عليهم استيعاب هذه النظرية العلمية في النشاط اليدوي نطلب من كل طفل بأن يتخيل نفسه وردة جميلة ويصنع من المواد المتوفرة أمامه نموذجا عن نفسه كوردة في حديقة حضرة عبدالبهاء. يستحسن في هذا النشاط استخدام الشكولاته والحلويات لتزيين الورد، لأن الطفل سيشعر من خلال استخدامه للسكريات في تزيين نموذجه عن نفسه بسعادة تعكس في طياتها تلك السعادة التي نريده أن يشعرها لكونه وردة في حديقة حضرة عبدالبهاء بعد الإنتهاء من هذا النشاط، نخبر الأطفال عن حضرة عبدالبهاء ونيروز 1909 بالنحوية التالية: نحضر مجموعة من صور جبل الكرمل ونقول للأطفال، في عيد النيروز عام 1909 كان حضرة عبدالبهاء حاضرا في جبل الكرمل، ثم نريهم صورة المقام الأعلى، ونسألهم: هل تعرفون بيت من هذا؟ قد يعرف الأطفال الجواب، وقد لا يعرفون، فنخبرهم: هذا بيت حضرة الباب. هل تعرفون ماذا حدث في نيروز 1909 عندما كان يحتفل حضرة عبدالبهاء على جبل الكرمل؟ ثم نخبرهم بسعادة شديدة ، في هذا النيروز وصل حضرة الباب إلى بيته بعد أن كان بعيدا عنه لستين سنة. ثم نريهم صورة ضريح حضرة الباب (المقام الأعلى) ونقول لهم، انظروا ما أجمل بيت حضرة الباب! كان حضرة عبدالبهاء سعيدا جدا في عيد النيروز ونحن أيضا يجب نشعر بسعادة بالغة عندما نحتفل بالنيروز ثم نطلب منهم الجلوس على الأرض وبأن يطأطؤوا رؤوسهم وكأنهم بذور نبتة في الأرض. ثم نتلو على مسامعهم المناجاة التي قرأناها معا سابقا ونطلب منهم أن يرفعوا رؤوسهم رويدا رويدا عن الأرض ومن ثم يرفعوا أجسادهم شيئا فشيئا إلى أن يقفوا على أرجلهم ومن ثم يرفعوا أياديهم إلى أعلى في خطوات متلاحقة منظمة تعكس مراحل نمو البذر إلى أن يصبح وردة جميلة متفتحة ثم يطلب من كل طفل بأن يصنع بطاقتي تهنئة يهدي إحداهما لأحد أصدقائه في الحلقة الدراسية والأخرى يحتفظ بها ليهديها لأحد أصدقائه في الروضة مثلا. تبادل بطاقات التهنئة بين الأطفال في هذه الجلسة الدراسية تعمق من أواصر صداقتهم مع بعضهم البعض بالإضافة إلى أنها تعلمهم بأهمية تهنئة الآخرين بالعيد. ثم نذكر لهم قصة حضرة عبدالبهاء في نيروز 1913 في باريس، حيث أنه ذكر للحاضرين عن مظاهر الإحتفال بالنيروز في ايران، وكيف أن السعادة تعم البلاد، ويلبس الجميع أحلى ملابسهم، ويهنئون بعضهم البعض، ويتسامح المتشاجرون والمتخاصمون. ثم نسألهم، لماذا يجب أن نسامح الآخرين في العيد، ولماذا يجب أن لا يملأ الغضب قلوبنا؟ ونترك للأطفال فرصة كافية للإبداء بآرائهم ووجهات نظرهم في هذا الموضوع. ثم نخبرهم، يجب أن نشعر بالسعادة في العيد، ماذا يحدث عندما يملأ الغضب قلبنا، هل يكون القلب منيرا أم مظلما؟ هل يمكننا أن نشعر بالسعادة إذا امتلأ قلبنا بالظلام؟ إذا نحن نسامح الآخرين حتى يدخل النور إلى قلبنا فنشعر بسعادة العيد في القسم المخصص للضيافة في هذه الجلسة، نحضرة قطع الشكولاتة الصلبة والسائلة وبسكويتات دائرية الشكل، ونخبر كل طفل، هذا البسكوت الدائري الشكل هي وجهك، ثم نطلب من الأطفال تزيين البسكويتات بحيث تعكس وجها مبتسما وسعيدا، وبعد أن تكتمل الوجوه السعيدة يأكل كل طفل البسكويت المزين بالشكولاته. في نهاية هذه الحلقة الدراسية، يقدم لكل طفل وردة من باقة الورد ونقول له: أتمنى لك عيدا سعيدا، تذكر أنت وردة في حديقة حضرة عبدالبهاء مثل هذه الوردة الجميلة |
Your browser does not support viewing this document. Click here to download the document.