فكرة الكراهية يجب محوها بفكرة أعظم هي المحبة
عندما تخطر على البال فكرة الحرب قاوموها بفكرة أقوى هي السلم
وفكرة الكراهية يجب محوها بفكرة أعظم هي المحبة
( حضرة عبدالبهاء ، كتاب روحي 1، ص 9)
الهدف من هذه الحلقة الدراسية هو مساعدة الشباب الناشيء بالتعرف على التأثير الذي تمارسه أفكارهم على تصرفاتهم. فالأفكار الإيجابية تؤدي إلى القيام بأعمال إيجابية، والأفكار السلبية تؤدي إلى القيام بأعمال سلبية. وسترتكز الحلقة الدراسية على مناقشة الصفات الروحانية التي ستساعد الإنسان في توليد أفكار المحبة والسلام. فأعمال الخير تبدأ أول ما تبدأ في الفكر، ومن ثم تنعكس وجودها في هذا العالم من خلال التصرفات التي يقوم بها الفرد
يبدأ البرنامج الدراسي بشرح الحلقة المغلقة التي يمر بها الفكر. فعندما يتولّد فكر معيّن في كيان الإنسان، يؤدي هذا الفكر إلى تولّد مشاعر معينة تعكس ذلك الفكر، وستؤدي هذه المشاعر إلى تولّد أعمال معيّنة تعكس في ذاتيتها المشاعر التي تولّدت منها، وبطبيعة الحال فإن كل عمل يقوم به الإنسان يكون له نتائجه. فالأفكار الإيجابية ستؤدي إلى توليد مشاعر إيجابية والتي ستؤدي إلى القيام بأعمال إيجابية ، والعكس صحيح. إذ أن الأفكار السلبية ستؤدي إلى توليد مشاعر سلبية والتي ستؤدي إلى القيام بأعمال سلبية. ونوضح للأطفال بأن المواقف التي يمرّون بها تولد فيهم أفكاراً، فالمواقف السلبية تولّد فيهم أفكارا سلبية والعكس صحيح. فعلى سبيل المثال، إن رفض أحد الأطفال الحديث معهم سيؤدي هذا الحدث إلى أن يتولّد عندهم فكرة أن هذا الطفل يكرههم. وحيث أن الأفكار تؤدي إلى توليد المشاعر، فإن فكرهم بأن هذا الطفل يكرههم سيؤدي إلى أن تتولد فيهم مشاعر الحزن والغضب وأيضا قد يشعروا بالكره اتجاه هذا الطفل اتباعا للمنهجية التي تنادي ب: السن بالسن والعين بالعين والباديء أظلم. وسيتولد من مشاعر الغضب والحزن والكره تصرفات سلبية اتجاه هذا الطفل كأن يعاملونه بالمثل ويقطعون التواصل معه أو أن يضربونه أو يسيئون إليه بأي طريقة من الطرق. وكذلك الحال بالنسبة للمواقف الإيجابية. فعلى سبيل المثال، إن قدم لهم أحد الأطفال باقة ورد فسيؤدي هذا الحدث إلى أن يتولد عندهم فكرة أن هذا الطفل يحبهم. وحيث أن الأفكار تؤدي إلى توليد المشاعر، فإن فكرهم بأن هذا الطفل يحبهم سيؤدي إلى أن تتولد فيهم مشاعر الفرح والرضاء والسعادة. وسيتولد من مشاعرهم الإيجابية بالفرح والسعادة تصرفات إيجابية اتجاه هذا الطفل كأن يقدمون له هدية ويوفرون له ما يحتاج إليه من مساعدة في دراسته مثلا
ثم نعطي لكل طفل صورة كاريكاتيرية لإناء غاضب، وملصقات (استيكر) كاريكاتيرية لوجه غاضب ونطلب منهم بأن يلصقوا ملصقا واحداً على صورة الإناء الغاضب لكل حدث ولّد فيهم فكرا غاضبا. سيلصق بعض الأطفال ملصقة واحدة أو ملصقتين لأنهم سيفكرون في المواقف التي تركت فيهم أثرا عميقا وأشعرتهم بالغضب الشديد، أما بعض الأطفال الآخرين فقد يلصقون أكثر من عشرة ملصقات لتعكس كل تجربة سلبية ولّدت فيهم أفكارا غاضبة. وعندما ينتهي الأطفال من لصق ملصقاتهم نطلب منهم بأن يشاركوا الآخرين بقصة كل حدث وكل فكر غاضب تمثله ملصقاتهم
وليتوضح للشباب الناشيء مدى تأثير الأفكارالغاضبة سلبيا على قدرتهم في تقبّل الآخرين وعلى قدرتهم في القيام بأعمال الخير، نعطي لكل واحد من الشباب الناشيء صورة لثرمومتر الحرارة. ونخبرهم بأن في ثرمومتر الغضب تكون العلاقة عكسية بين أفكارهم الغاضبة وأعمالهم الخيّرة التي تدلّ على تقبّل الآخرين. فكلما زادت درجة الغضب في أفكارهم كلّما قلّت أعمالهم الخيرة اتجاه الآخرين، والعكس صحيح. فكلّما قلّت درجة الغضب في أفكارهم كلّما زادت أعمالهم الخيّرة اتجاه الآخرين
ثم نطلب من كل شاب ناشيء بأن يكتب ثلاث أحداث إيجابية في حياته، والأفكار الإيجابية التي تولدت عنده نتيجة هذه الأحداث، والمشاعر التي تولدت عنده نتيجة أفكاره الإيجابية ومن ثم الأعمال الإيجابية التي أقدم عليها نتيجةً للمشاعر الإيجابية التي شعر بها. كما نطلب أيضا من كل شاب ناشيء بأن يكتب ثلاث أحداث سلبية في حياته، والأفكار السلبية التي تولدت عنده نتيجة هذه الأحداث، والمشاعر التي تولدت عنده نتيجة أفكاره السلبية ومن ثم الأعمال السلبية التي أقدم عليها نتيجةً للمشاعر السلبية التي شعر بها. الهدف من هذا النشاط هو أن يتعرف الشباب الناشيء بأن أعمالهم هي انعكاسات مباشرة لأفكارهم، وكي يقدموا على أعمال خيرة مفيدة إيجابية فإن عليهم أولا أن يخلقوا أفكارا خيرة إيجابية في وجوديتهم الإنسانية. وكي نساعد الشباب الناشيء على ادراك دورهم الفعّال في خلق أفكارهم، ووظيفتهم الروحانية في التحكم بها وتغييرها للأحسن، نطلب من كل واحد منهم بأن يقرأ نصيحة حضرة عبدالبهاء "عندما تخطر على البال فكرة الحرب قاوموها بفكرة أقوى هي السلم. وفكرة الكراهية يجب محوها بفكرة أعظم هي المحبة". ونسألهم بأن يذكروا بعض الطرق العملية التي يمكنهم أن يتبعوها كي تساعدهم في تهدئة أفكارهم الغاضبة، مثل: الذهاب إلى البحر أو المشي في الطبيعة أو مشاهدة الأفلام الكوميدية أو ممارسة الرياضة أو الطبخ أو...ثم نطلب منهم بأن يرجعوا إلى قائمة الأحداث السلبية التي كتبوها في النشاط السابق ويتبعوا نصيحة حضرة عبدالبهاء ويحاولوا أن يغيروا أفكارهم السلبية بأفكار أخرى إيجابية
في البداية قد يكون القيام بهذا النشاط صعبا على الشباب الناشيء لهذا نطلب من الأطفال جميعا إلا طفلا واحدا بأن يقفوا ويشكلوا دائرة مغلقة، ملتصقين بعضهم ببعض، ونطلب منهم بأن يضع كل واحد منهم ذراعه في ذراع الآخرويشد عليها. ثم نخبرهم بأن الدائرة المغلقة تمثّل الأفكار السلبية الغاضبة في الإنسان أما الطفل الآخر الذي يقف خارج الدائرة فهو يمثل فكر المحبة والسلام. في البداية يجب على الشباب الناشيء أن يبقوا الدائرة مغلقة بكل طاقتهم وقوتهم بحيث يفشل الطفل الذي يقف خارج الدائرة الدخول إلى الدائرة رغم كل محاولاته المستميتة للنجاح في مهمته. بعد عدة محاولات فاشلة، نطلب من أحد الأطفال في الدائرة المغلقة والذي يمثل فكرا غاضبا بأن يرخي ذراعه قليلا ليسمح لفكر المحبة بالدخول إلى الدائرة المغلقة وأن يقول: أنا غاضب جدا ولكن لن يضرّ أن أرتخي قليلا وأسمح لفكر صغير من المحبة بأن يدخل الدائرة . عندما يدخل فكر المحبة إلى وسط الدائرة المغلقة يبدأ بلمس كل فكر سلبي في الدائرة، ونطلب من الطفل الذي يمثّل فكر المحبة والذي يقف وسط الدائرة المغلقة بأن يلمس قلب كل طفل في الدائرة المغلقة. ونطلب من الأطفال بأن يرخوا ذراعهم شيئا فشيئا كلما لمس قلبهم هذا الطفل الذي يمثل فكر المحبة إلى أن ترتخي أذرعتهم تماما وتتحول الدائرة المغلقة إلى دائرة مفتوحة
ونشرح للأطفال بأنه قد يكون صعبا في البداية أن يغيروا أفكارهم السلبية الغاضبة ولكن يجب أن لا يكفّوا جهدا في المثابرة على توليد فكر المحبة ولو كانت فكرة واحدة فقط. ونخبرهم بأن التحكّم بأفكارهم التي تتولد عندهم كرد فعل للأحداث التي يمرون بها هي أهم خطوة اتجاه تغيير تصرفاتهم، لأن تصرفاتهم هي انعكاسات مباشرة لأفكارهم
ثم نطلب منهم بأن يرجعوا إلى قائمة الأحداث السلبية التي كتبوها في النشاط السابق ويتبعوا نصيحة حضرة عبدالبهاء ويحاولوا أن يغيروا أفكارهم السلبية بأفكار أخرى إيجابية تدل على المحبة. في نهاية هذه الحلقة الدراسية، نطلب من الأطفال بأن يرسموا كل الأفكار الإيجابية التي بامكانها أن تساعدهم في مقاومة أفكار الغضب والكراهية