واجعلوا الايّام الزّآئدة عن الشّهور قبل شهر الصّيام انّا جعلناها مظاهر الهآء بين اللّيالي والايّام. لذا ما تحدّدت بحدود السّنة والشّهور ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين ويهلّلنّ ويكبّرنّ ويسبّحنّ ويمجّدنّ ربّهم بالفرح والانبساط
كتاب الأقدس، آية 16
يتفضل حضرة بهاءالله في آية كتاب الأقدس "ينبغي لاهل البهاء ان... يهلّلنّ ويكبّرنّ ويسبّحنّ ويمجّدنّ ربّهم بالفرح والانبساط". فالحديث هنا عن مظاهر الفرح والانبساط التي يجب أن تصاحب احتفالنا بأيام الهاء. فأيام الهاء هي أيام الكرم والعطاء بقلوب تملؤها الفرح والسرور. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكننا كوالدين تعريف هذه الأيام المباركة إلى طفلنا بالحيثية التي وصفها حضرة بهاءالله. فإن تعرّف الطفل في بدايات نشأته العمرية على جمالية أيام الهاء، انغرست في أعماق هويته سرورا أبديا ستُشكل وجوديته الإنسانية في جميع مراحله العمرية. يسعد الأطفال بمجئ العيد. لنكون أكثر دقة، تغمر الأطفال من سن الثالثة أو الرابعة مشاعر الفرح والسعادة عندما يعلمون باقتراب موعد العيد. ترى من أين تنبع هذه السعادة؟ لماذا يشعر الطفل بأن أيام العيد هي أيام مختلفة عن أيامه العادية؟ جميعنا يحتفظ في ذاكرته تلك السعادة الجياشة التي عشناها في طفولتنا ونحن نحتفل بالعيد. ترى هل كنا ننتظر العيد بذلك الشغف والحب التي ننتظرها الآن ونحن بالغون إن لم نذق حلاوتها ونحن اطفالٌ؟ ومن الذي غرس سعادة العيد وجماليتها وحلاوتها في كياننا؟ يتعرف الطفل أول ما يتعرف على سعادة العيد من والديه وأهله ثم من المجتمع الذي ينتمي إليه. رغم أن الطفل الذي عمره سنة واحدة لا يدرك لماذا ألبسته أمه ثيابا جديدة، ولا يدرك لماذا يضحك الجميع من حوله، ولا يدرك لماذا استلم هدية جديدة في هذا اليوم، ولا يدرك لماذا يتذوق مأكولات ما تذوقها من قبل، فهو لا يدرك لماذا يختلف اليوم عن غيره من أيام السنة التي عاشها ، وبالرغم من أنه لا يدرك هذا كله في السنة الأولى والثانية من عمره، إلا أنه سينتظر العيد بسعادة وشغف وهو في الثالثة من عمره. وكلما كبر الطفل كبرت معه مشاعر سعادته
تعتبر الأعياد من إحدى الأيقونات الأساسية التي تمتلكها جميع الثقافات والأديان والشعوب، فهي وإن اختلفت في أسمائها اتحدت في هويتها كمظهر من مظاهر الفرح والسعادة. ولكن تنفرد الديانة البهائية في إحتفالها بأيام الهاء كجزء لا يتجزأ من التقويم البهائي ولذا يجب على الوالدين أن يساعدا طفلهما كي يتعرف في طفولته على حلاوة هذه الأيام المباركة وعلى جمالية الإحتفال بها. تختلف مظاهر الإحتفال بأيام الهاء من مجتمع إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ولكن أغلبها ترتكز على اتباع ما تفضل به حضرة بهاءالله " ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين". فتُقام العزائم ويُوزع الطعام وتقدم الخيرات والمبرات لوجه الله تعالى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشر من أن تنغرس في ذاكرة طفولتهم حلاوة وجمالية هذه الأيام المباركة؟ مثلما هو الحال في العيد، يحتاج الطفل في أيام الهاء إلى أن يشعر بأن هذه المناسبة تعترف بوجوديته وتمنحه حيزا مركزيا في محور الإحتفال. يحتاج الطفل إلى أن يحتفل بأيام الهاء مع أهله وأقرانه، مع والديه وإخوته وأصدقائه حتى تُحفر في وجوديته مشاعر السعادة التي سيتذكرها في جميع سنين عمره
فإن أخذنا على سبيل المثال طفلا في السادسة من عمره، كيف نستطيع أن نشعره بسعادة متواصلة لأربعة أو خمسة أيام متتالية من الصباح إلى المساء؟ أو لا يشعر الأطفال بالسعادة منذ اليوم الأول في صباح العيد؟ و أو لا يبقى الأطفال سعداء في كل ساعة من أيام العيد ؟ و أو لا ينام الأطفال في ليالي العيد في ترقب ولهفة لما يحمله اليوم التالي من مباهج العيد السعيد لهم؟ يجب أن يشعر أطفالنا " بالفرح والانبساط" في أيام الهاء. لم يتفضل حضرة بهاءالله أن أيام الهاء هي للكبار فقط دون الأطفال، فللأطفال أيضا نصيب من الفرح والانبساط في هذه الأيام المباركة. يستطيع كل والدين اختيار المنهجية التي تتناسب وظروفهما في الإحتفال بأيام الهاء مع أطفالهما مع الأخذ بعين الإعتبار أن الطفل يحتاج إلى أن يشعر بمحوريته في هذا الإحتفال. فعلى سبيل المثال، عندما يصحو في كل صباح من أيام الهاء يستطيع الوالدان أن يُقدما له هدية بسيطة ويقولان له: أيام هاء سعيدة. هكذا سيفرح الطفل بالهدية رغم بساطتها وسينام ليلته وكله شوق وترقب للهدية التي سيستلمها في اليوم الثاني والثالث والرابع لأيام الهاء. ما سيُحفر في ذاكرة الطفل عندما يكبر هي إحساسه بالسعادة الجارفة في أيام الهاء ، في الصباح وفي المساء، وستترسخ في كينونته مشاعر الفرح والانبساط التي تفضل به حضرة بهاءالله في كتاب الأقدس. يستطيع الوالدان أيضا أن يُعمقا مفاهيم الكرم والعطاء في وجودية طفلهما في أيام الهاء من خلال تحضير هدايا بسيطة جدا لأقرانه وأصدقائه أو زملائه في الصف وحث طفلهما على إعطاء هذه الهدايا للأطفال الآخرين. يستطيع الوالدان إعطاء هذه الهدايا في كل يوم من أيام الهاء ليدخلا من جهة السعادة إلى قلوب أصدقاء طفلهما وكذلك ليجد طفلهما من يشاركه سعادة الإحتفال بأيام الهاء. كما إن السعادة التي سيشعر بها الأطفال عند استلامهم لهذه
الهدايا ستغرس في كيان طفلهما مفاهيم العطاء التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالفرح والسرور
وترتبط أيام الهاء ارتباطا وثيقا بمظاهر كرم الضيافة وسخاء العطاء، إذ يتفضل حضرة بهاءالله " ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها
انفسهم وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين". فإن أردنا أن نطبّق هذه الآية الكريمة في حيثية تتوافق وعمر طفل في السادسة من عمره مثلا، لتحتم علينا أن نرسم برنامجا خاصا به تنعكس فيه مظاهر كرم الضيافة والعطاء. فيستطيع الوالدان أن يحضّرا لطفلهما طعامه المفضل أو يأخذانه إلى مطعم من المطاعم ويقولان له : نحن نحتفل معك بأيام الهاء. ويستطيعان أيضا أن يحضّرا بعض أنواع الحلويات ليشاركها مع أصدقائه وزملائه في الصف. كما يستطيع الوالدان أن يعزما أصدقاء طفلهما في البيت أو في أي مكان يجدانها تتناسب وظروفهما الحياتية، ويقولان لطفلهما أنت تحتفل بأيام الهاء وهؤلاء ضيوفك الكرام
من أحد أجمل اللحظات التي حفرت ملامحها في ذاكرة طفلي وهو في الخامسة من عمره هي عندما استلم بطاقة معايدة لأيام الهاء باسمه في البريد من إحدى المؤسسات البهائية في المنطقة التي نعيش فيها، ومازال طفلي يحتفظ بهذه البطاقة إلى يومه هذا
كتاب الأقدس، آية 16
يتفضل حضرة بهاءالله في آية كتاب الأقدس "ينبغي لاهل البهاء ان... يهلّلنّ ويكبّرنّ ويسبّحنّ ويمجّدنّ ربّهم بالفرح والانبساط". فالحديث هنا عن مظاهر الفرح والانبساط التي يجب أن تصاحب احتفالنا بأيام الهاء. فأيام الهاء هي أيام الكرم والعطاء بقلوب تملؤها الفرح والسرور. السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف يمكننا كوالدين تعريف هذه الأيام المباركة إلى طفلنا بالحيثية التي وصفها حضرة بهاءالله. فإن تعرّف الطفل في بدايات نشأته العمرية على جمالية أيام الهاء، انغرست في أعماق هويته سرورا أبديا ستُشكل وجوديته الإنسانية في جميع مراحله العمرية. يسعد الأطفال بمجئ العيد. لنكون أكثر دقة، تغمر الأطفال من سن الثالثة أو الرابعة مشاعر الفرح والسعادة عندما يعلمون باقتراب موعد العيد. ترى من أين تنبع هذه السعادة؟ لماذا يشعر الطفل بأن أيام العيد هي أيام مختلفة عن أيامه العادية؟ جميعنا يحتفظ في ذاكرته تلك السعادة الجياشة التي عشناها في طفولتنا ونحن نحتفل بالعيد. ترى هل كنا ننتظر العيد بذلك الشغف والحب التي ننتظرها الآن ونحن بالغون إن لم نذق حلاوتها ونحن اطفالٌ؟ ومن الذي غرس سعادة العيد وجماليتها وحلاوتها في كياننا؟ يتعرف الطفل أول ما يتعرف على سعادة العيد من والديه وأهله ثم من المجتمع الذي ينتمي إليه. رغم أن الطفل الذي عمره سنة واحدة لا يدرك لماذا ألبسته أمه ثيابا جديدة، ولا يدرك لماذا يضحك الجميع من حوله، ولا يدرك لماذا استلم هدية جديدة في هذا اليوم، ولا يدرك لماذا يتذوق مأكولات ما تذوقها من قبل، فهو لا يدرك لماذا يختلف اليوم عن غيره من أيام السنة التي عاشها ، وبالرغم من أنه لا يدرك هذا كله في السنة الأولى والثانية من عمره، إلا أنه سينتظر العيد بسعادة وشغف وهو في الثالثة من عمره. وكلما كبر الطفل كبرت معه مشاعر سعادته
تعتبر الأعياد من إحدى الأيقونات الأساسية التي تمتلكها جميع الثقافات والأديان والشعوب، فهي وإن اختلفت في أسمائها اتحدت في هويتها كمظهر من مظاهر الفرح والسعادة. ولكن تنفرد الديانة البهائية في إحتفالها بأيام الهاء كجزء لا يتجزأ من التقويم البهائي ولذا يجب على الوالدين أن يساعدا طفلهما كي يتعرف في طفولته على حلاوة هذه الأيام المباركة وعلى جمالية الإحتفال بها. تختلف مظاهر الإحتفال بأيام الهاء من مجتمع إلى آخر، ومن بيئة إلى أخرى، ولكن أغلبها ترتكز على اتباع ما تفضل به حضرة بهاءالله " ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها انفسهم وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين". فتُقام العزائم ويُوزع الطعام وتقدم الخيرات والمبرات لوجه الله تعالى. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والثانية عشر من أن تنغرس في ذاكرة طفولتهم حلاوة وجمالية هذه الأيام المباركة؟ مثلما هو الحال في العيد، يحتاج الطفل في أيام الهاء إلى أن يشعر بأن هذه المناسبة تعترف بوجوديته وتمنحه حيزا مركزيا في محور الإحتفال. يحتاج الطفل إلى أن يحتفل بأيام الهاء مع أهله وأقرانه، مع والديه وإخوته وأصدقائه حتى تُحفر في وجوديته مشاعر السعادة التي سيتذكرها في جميع سنين عمره
فإن أخذنا على سبيل المثال طفلا في السادسة من عمره، كيف نستطيع أن نشعره بسعادة متواصلة لأربعة أو خمسة أيام متتالية من الصباح إلى المساء؟ أو لا يشعر الأطفال بالسعادة منذ اليوم الأول في صباح العيد؟ و أو لا يبقى الأطفال سعداء في كل ساعة من أيام العيد ؟ و أو لا ينام الأطفال في ليالي العيد في ترقب ولهفة لما يحمله اليوم التالي من مباهج العيد السعيد لهم؟ يجب أن يشعر أطفالنا " بالفرح والانبساط" في أيام الهاء. لم يتفضل حضرة بهاءالله أن أيام الهاء هي للكبار فقط دون الأطفال، فللأطفال أيضا نصيب من الفرح والانبساط في هذه الأيام المباركة. يستطيع كل والدين اختيار المنهجية التي تتناسب وظروفهما في الإحتفال بأيام الهاء مع أطفالهما مع الأخذ بعين الإعتبار أن الطفل يحتاج إلى أن يشعر بمحوريته في هذا الإحتفال. فعلى سبيل المثال، عندما يصحو في كل صباح من أيام الهاء يستطيع الوالدان أن يُقدما له هدية بسيطة ويقولان له: أيام هاء سعيدة. هكذا سيفرح الطفل بالهدية رغم بساطتها وسينام ليلته وكله شوق وترقب للهدية التي سيستلمها في اليوم الثاني والثالث والرابع لأيام الهاء. ما سيُحفر في ذاكرة الطفل عندما يكبر هي إحساسه بالسعادة الجارفة في أيام الهاء ، في الصباح وفي المساء، وستترسخ في كينونته مشاعر الفرح والانبساط التي تفضل به حضرة بهاءالله في كتاب الأقدس. يستطيع الوالدان أيضا أن يُعمقا مفاهيم الكرم والعطاء في وجودية طفلهما في أيام الهاء من خلال تحضير هدايا بسيطة جدا لأقرانه وأصدقائه أو زملائه في الصف وحث طفلهما على إعطاء هذه الهدايا للأطفال الآخرين. يستطيع الوالدان إعطاء هذه الهدايا في كل يوم من أيام الهاء ليدخلا من جهة السعادة إلى قلوب أصدقاء طفلهما وكذلك ليجد طفلهما من يشاركه سعادة الإحتفال بأيام الهاء. كما إن السعادة التي سيشعر بها الأطفال عند استلامهم لهذه
الهدايا ستغرس في كيان طفلهما مفاهيم العطاء التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالفرح والسرور
وترتبط أيام الهاء ارتباطا وثيقا بمظاهر كرم الضيافة وسخاء العطاء، إذ يتفضل حضرة بهاءالله " ينبغي لاهل البهاء ان يطعموا فيها
انفسهم وذوي القربى ثمّ الفقرآء والمساكين". فإن أردنا أن نطبّق هذه الآية الكريمة في حيثية تتوافق وعمر طفل في السادسة من عمره مثلا، لتحتم علينا أن نرسم برنامجا خاصا به تنعكس فيه مظاهر كرم الضيافة والعطاء. فيستطيع الوالدان أن يحضّرا لطفلهما طعامه المفضل أو يأخذانه إلى مطعم من المطاعم ويقولان له : نحن نحتفل معك بأيام الهاء. ويستطيعان أيضا أن يحضّرا بعض أنواع الحلويات ليشاركها مع أصدقائه وزملائه في الصف. كما يستطيع الوالدان أن يعزما أصدقاء طفلهما في البيت أو في أي مكان يجدانها تتناسب وظروفهما الحياتية، ويقولان لطفلهما أنت تحتفل بأيام الهاء وهؤلاء ضيوفك الكرام
من أحد أجمل اللحظات التي حفرت ملامحها في ذاكرة طفلي وهو في الخامسة من عمره هي عندما استلم بطاقة معايدة لأيام الهاء باسمه في البريد من إحدى المؤسسات البهائية في المنطقة التي نعيش فيها، ومازال طفلي يحتفظ بهذه البطاقة إلى يومه هذا