المفتاح السحري والباب السحري
يهدف هذا الدرس إلى شرح مفهومي الخدمة والتأييد وكيفية ارتباط كل منهما بالآخر. كما أنه يهدف إلى تعريف مفهوم القدرة
الشخصية التي يمتلكها الفرد وكيفية الاستناد على هذه القدرات وتطويرها من أجل بلوغ الأهداف المستقبلية وكذلك كيفية الاستفادة من
القدرات الشخصية في تقديم الخدمة للآخرين
في البداية نطلب من كل طفل أن يتحدث عمّا يريد أن يصبحه في المستقبل، مثلا شرطي، طبيب أسنان، رسّام، أو معلم. ثم نسأل كل
واحد منهم عن السبب الذي من أجله اختار هذا الحلم لمستقبله، ونساعدهم من خلال المناقشة أن يكتشفوا بأن حلمهم للمستقبل مرتبط
بقدراتهم الذاتية التي يمتلكونها الآن. فمثلا، إن كان أحدهم يرغب أن يصبح رساما، فهو حاليا في صغره عنده قدرة الرسم، وهذه تعتبر
موهبة شخصية يمتلكها في نفسه وهي هدية من الله له. وإن كان أحدهم يرغب أن يصبح شرطيا مثلا، فهو حاليا في صغره عنده قدرة
على الدفاع عن المظلومين ورد الظلم عنهم ، وهذه تعتبر موهبة شخصية يمتلكها في نفسه وهي هدية من الله له. وبعد أن يشرح الأطفال أحلامهم ونربط هذه الأحلام بقدراتهم الذاتية الحالية، نسألهم بالخطوات التي يجب عليهم أن يتخذوها لتطوير قدراتهم ومهاراتهم. فعلى سبيل المثال، الدراسة، التدريب، التمرين، المحاولة. وهنا نخبرهم بأن الوصول إلى أحلامنا تشبه وكأننا في رحلة، رحلة طويلة جدا.
ومن أهم متطلبات هذه الرحلة هي القيام والحركة وليس الكسل والتجمد في مكاننا. لأننا إن لم نتحرك ولم نحاول ولم نخطوا بالخطوات
اللازمة اتجاه تحقيق أحلامنا فإننا لن نصل إليها أبدا
ثم نوضح للأطفال بأن هناك طريقين للوصول إلى أهدافنا، أحدهما طريقة أنانية تسلب منّا التأييد الإلهي، والأخرى طريقة نساعد فيها
أنفسنا ونساعد فيها الآخرين أيضا وكأننا نمشي خطا موازيا مع بعضنا البعض. وهنا عندما نصل إلى حلمنا، لن نصل لوحدنا بل يرافقنا الآخرون أيضا وتكون الاستفادة والنجاح جماعية بدلا من أن أستفيد وأنجح أنا لوحدي. ونشرح لهم بأننا نسمي مساعدتنا للآخرين
بالخدمة. فصحيح أن الانسان يحتاج لتطوير قدراته ومهاراته وتحقيق أحلامه إلى الدراسة والتدريب ولكن إن كانت تهدف الدراسة
والتدريب مثلا إلى تطويرهم الشخصي فقط، فإن هذا يعتبر أنانية. من جهة أخرى، يستطيع الفرد بينما هو منشغل بتطوير نفسه من
خلال الدراسة والتدريب مثلا بأن يساعد الآخرين بالعلم الذي يتعلمه ويشاركهم المعرفة ويدربهم على ما تدرّب عليه. ونشرح للأطفال، بأن هذه الطريقة الثانية هي التي تجلب التأييد الإلهي ويوفقنا الله في تحقيق أحلامنا. ولكن يجب على كل فرد أن يختار بنفسه أي
الطريقين يرغب بأن يسلكها للوصول إلى أحلامه، طريقة الخدمة والتأييد أم طريق الأنانية
وفي هذه المرحلة نعرف الأطفال بمصطلحات: المفتاح السحري والباب السحري والحركة، لتساعدنا في شرحنا لمفاهيم هذا الدرس
فنعرفهم بأن المفتاح السحري هو الخدمة، وأن الباب السحري هو التأييد. يقع خلف الباب السحري حلمنا الذي نتمنى أن نحققه، ولكن
لكي نصل إلى حلمنا يجب علينا أن نفتح الباب السحري. ولكي نفتح الباب السحري، نحتاج إلى المفتاح السحري. وكي نحصل على
المفتاح السحري يجب علينا أن نتحرك من مكاننا، لأننا إن بقينا في أماكننا فلن نبدأ رحلتنا، ولن نحصل على المفتاح السحري، ولن
نستطيع أن نفتح الباب السحري، ولن نصل إلى أحلامنا. ثم نخبر الأطفال، بأن كل باب سحري، له مفتاح سحري واحد يستطيع أن
يفتحه. وأن كل انسان يملك الباب السحري الخاص به، والذي لا يستطيع أي انسان آخر أن يفتحه له. لذا تقع على عاتق كل انسان مهمة
الحصول على المفتاح السحري الخاص بهذا الباب السحري الذي لا يفتحه إلا هذا المفتاح السحري والذي لا يستطيع أحد آخر غير الفرد نفسه بأن يفتحه
وهنا نوضح للأطفال، بأن المفتاح السحري لا يوجد في جزء واحد، وبهذا لا يستطيع الفرد أن يقوم بخدمة واحدة فقط ويظن بأنه
سيحصل على المفتاح السحري ليفتح بابه السحري الذي يقع خلفه أحلامه. بل إن هذا المفتاح السحري عبارة عن آلاف الاجزاء
الصغيرة جدا جدا، والتي عليه أن يجمعها كلها حتى يكتمل بها مفتاحه السحري ليفتح بها باب التأييد (الباب السحري). فكل خدمة يقدمها في طريق وصوله لأحلامه تعني أنه حصل على جزء من أجزاء المفتاح السحري. وكلما يتقدم في طريقه وفي خدماته يستطيع أن يجمع الأجزاء المتبقية من المفتاح السحري إلى أن تكتمل تماما، وعندها يستطيع أن يستخدم هذا المفتاح السحري الذي اكتمل، ليفتح أخيرا
الباب السحري، وهو التأييد، ليوصله إلى أحلامه، والتي تقع خلف الباب السحري. ونشرح للأطفال، فقط بالتأييد نستطيع أن نحقق
أحلامنا، وكي نحصل على التأييد، علينا أن نتحرك من مكاننا نطور مهاراتنا ونخدم الآخرين في نفس الوقت
بعد توضيح هذا المفهوم، نطلب من كل طفل بأن يمثل للآخرين، كيف يريد أن يفتح الباب السحري الذي يقع خلفه حلمه. فيخبرنا في
البداية عن حلمه، ثم نغلق الباب على حلمه ونقول له بأن حلمه الآن يقع خلف هذا الباب المغلق وأن عليه أن يفتح الباب كي يصل إلى
حلمه. فيمثل حركته صوب الباب، والخدمات التي يقدمها في طريقه اتجاه الباب، وكيف أنه يحصل على جزء من المفتاح السحري بكل خدمة يقدمها، إلى أن يصل أخيرا إلى الباب، وبيده المفتاح السحري الذي جمع كل أجزائه من الخدمات التي قدمها في رحلته اتجاه الباب ونخبر كل طفل بأن هذه هي الخطوات التي عليه أن يتخذها في حياته إن كان يريد أن يفتح الباب السحري وهو يمثل التأييد الإلهي