لا يختلف إثنان على أننا نعيش في عالم يقف على حافة الانهيار. ولا يختلف إثنان على أنه وبالرغم من أن هذا العالم يعيش فيه عدد لا نهائي من الكائنات إلا أن الانسان هو الوحيد من ساكني هذا العالم الذي أخذ على عاتقه مهمة تدميره. يبرر الانسان منهجيته التدميرية على أنها انتقام لما تختلج في نفسه من مشاعر الألم والغضب والكره. ولكن من أين نشأ كل هذا الغضب والكره والتعصب الأعمى الذي يتجه بالانسان صوب تأليه ذاتيته والقضاء على ما دونه؟ هل نشأ عليها في طفولته وأين كان والديه عندئذ؟ أم أنشأها عليها والديه؟ ولكن، لماذا يرغب أي أب وأي أم في أن يُسجن طفلهما في سراديب الألم؟ إن لم يسرع الانسان على تحرير نفسه من غضبه وعلى تغيير مفاهيمه التعصبية فإننا كوالدين لن نجد عالما آمنا ينمو فيه طفلنا، وإننا كوالدين سنحرم طفلنا من نور وجوديته عندما تجرفه يوما ما أمواج غضبه صوب تدمير ما تبقى من هذا العالم. يتفضل حضرة بهاءالله "نوصي الكلّ بما هو علّة علوّ كلمة الله وسموّها بين العباد، كما نوصيهم بأمور تؤدّي إلى رقيّ عالم الوجود ورفعة مكانة النّفوس والسّبب الأعظم لذلك هو تربية الأولاد، ويجب أن يتمسّك بها الجميع، إنّا أمرناكم بذلك في ألواح شتّى وفي كتابي الأقدس طوبى للعاملين، نسأل الحقّ أن يؤيّد الكلّ ويوفّقهم لتنفيذ هذا الأمر المبرم الذي ظهر ونزل من قلم مالك القِدم" (كتيب التربية والتعليم ص8). قد يشعر الفرد بالعجز وهو يشاهد العالم واقفا على حافة الانهيار، وقد يشعر بأنه لا يملك أي قوة يستطيع بها ايقاف هذا التدمير الذاتي الذي يتغذى على الكراهية وينمو بها. ولكن يختلف الحال مع الوالدين، فتغيير مصير العالم يبدأ أول ما يبدأ من تربية الطفل، وتغيير مصير الطفل يبدأ أول ما يبدأ في تربيته الروحانية منذ اللحظات الأولى من نشأته الإنسانية. يمتلك كل والدين فرصة واحدة لإنقاذ هذا العالم، بلايين لا نهائية من الأطفال سينقذون عالمنا الذي يحترق في نيران التعصب من هلاك محتوم، فليكن طفلنا واحدا من هؤلاء البلايين اللانهائية ولنكن نحن ذلك الأب وذلك الأم الذي انتهج في تربية طفله منهجا يجعل منه نورا يضئ الدرب لهذا العالم الذي يتخبط في ظلامه
يشرف موقع الهوية البهائية على الدخول في عامه الثاني، فقد أنشأ في 4 أغسطس 2013، كان عمر طفلي حينئذ بالأيام 1500 يوما، وعمره بالسنوات والشهور أربع سنوات وثلاث أشهر. خلال أيام معدودة سيصبح عمر طفلي بالأيام 2190 يوما وعمره بالسنوات 6 سنوات. ومن أجل هذه المناسبة هذا رابط لتنزيل ملف اكربوت سعته 1 ميغابايت يحتوي على بعض المواضيع التي نشرت في صفحة الهوية البهائية ومن ضمنها برامج الدورات التربوية الروحانية